الجمهور السوداني يصوت .... الكترونيا
واحد من أهم إبداعات علوم الاتصال في العلاقات العامة هو قياس الرأي ومتابعة اتجاه الجماهير ومعرفة آرائهم ومدي تفاعلهم تجاه القضايا وبالتالي قياس هذا الحراك ومعرفة حيويته للاستفادة منه في عديد من الأمور علي شاكلة قضايا السياسية أو المسائل التجارية والاقتصادية ومعرفة أثر الإعلانات والدعايات وغير ذلك مما يهم الرأي العام ويشغل عقول الجماهير وهو أداة عصرية في منتهي العلمية والرقي تجعل الناس علي بصيرة من أمورهم وتبين مواطئ الأرجل للمواقف والتصرفات.
وقد ظل تفاعل الجمهور مع هذا القياس يتم بمعدل بطئ يعتريه التوجس والخوف من التعامل مع بطاقات الاستبيان والأسئلة برغم أنها تصمم عادة بصورة علمية لا تدخل في الخصوصيات ولا تسأل عن المحظورات ولكنها تستجلى حقائق عامة لتصل إلي نهايات مفيدة وحقائق مجردة.إلا انه ومع بسط المعلومات حول هذا الأمر بدأ هناك كثير من الفهم والوعي وتقدمت مقبولية الجمهور لهذا الأمر أكثر تري ذلك في المواقع والوسائط الإعلامية وفي الحياة العامة حين يستوقفك باحث يأخذ من وقتك دقائق معدودة تعبر له بكل وضوح وصراحة عن رأيك فيما يطرح من استفسارات وأسئلة.
ظهر أخيرا موضوع التصويت علي رفع العقوبات الأمريكية الموضوعة علي السودان منذ 1997م بصرف النظر عن العقوبات وما نتج عنها من حيف وظلم لحق بالوطن كله جراء تبعات العقوبات والتي تندرج تحتها العديد من قوائم المنع والحظر وهي بكل المقاييس حرمان للدولة من التعامل في مجالات غاية في الأهمية تكاد تجعلها حبيسة لحدودها لولا لطف الله وتصرف القائمين علي الأمر في إدارة دفة البلاد.هذا بخلاف الحديث عن العقوبات نفسها وقانونيتها وأسانيدها العقلية والقانونية وهو نقاش يفرغ هذه العقوبات من دافعها المعلن لتصبح مجرد استعمال جائر لسلطة بلد قوي تجاه الدول الضعيفة بمفهوم المصلحة والتبعية واستعراض العضلات.
حسنا فعل الجمهور السوداني وهو يتفاعل مع التصويت المطروح لرفع العقوبات وقد التأم حوله الشمل بصورة جمعية وتمدد لمواقع الحوار والتواصل وجلسات الإخوة ليصبح واحدا من مواضيع الساعة ولعل أول ما يتبادر للمتابع هو الوعي الكبير الذي يتمتع به المواطن السوداني داخل وخارج الوطن إضافة لفهمهم العميق لأهمية وسائل الاتصال ثم أهمية مثل هذه الأدوات فهي الوسيلة المتاحة والمطروحة علي بساط البحث وهي أداة فاعلة حتى وان لم تؤدي إلي رفع العقوبات لكنها تحمل رسائل صادقة وتبث شكوى الجماهير وضجرهم من هذا التعامل الأحادي الظالم .حقيقة أن صورة التفاعل مع هذه الواقعة هي جدا مفرحة تشرح روح الوعي ومدي الفهم المتقدم والمتابعة التي تنتظم الناس حتى لا يغيبوا وحتى يصبح لهم دور فاعل وصوت مسموع.
بقي أن نفهم أن مقياس هذا التصويت ظل يصعد ثم يهبط بصورة غريبة جدا وهي ظاهره تفقده روح المصداقية والتي دائما ما تتمتع بها قياسات الرأي
علي الكرار هاشم محمد
الرياض
Total signatures on this petition
112,483
خلينا نشوف اخرتها مع الامريكان وقبل الامريكان ياريت أهلنا يخافوا الله فينا كمان !!