• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
اكرم حماد

العضو الفاسد علاجه البتر

اكرم حماد

 1  0  4003
اكرم حماد



قبل أن يتطور مستوى لاعبي الهلال من مباراة إلى أخرى يجب أن يتطور فكر الصحافيين والمشجعين من تجربة إلى أخرى لأن الشيء الملاحظ هو أن الكثير من الصحافيين والمشجعين يتعاملون مع الأمور بالقطعة ويقومون بالتقييم وإصدار الأحكام من خلال مباراة واحدة كما أن ردود الأفعال تكون في كثير من الأحيان مبالغ فيها ولا تتناسب مع الواقع.
بعد مباراة قورماهيا الكيني الودية هاجم الكثيرين الجهاز الفني للهلال واللاعبين وتحدثوا بنبرة تشاؤمية عن مباريات الهلال في الموسم الجديد رغم أن مباراة قورماهيا مجرد مباراة ودية ولا تمثل أي شيء كما أنها أتت قبل إنطلاقة الموسم وفي الوقت الذي لم ينسجم فيه اللاعبون بالصورة المطلوبة بعد.. وقد ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالمطالبة بإقالة المدرب الفرنسي كافالي.
الآن وبعد مرور خمس جولات من الدوري الممتاز يتصدر الهلال المنافسة ب13 نقطة بالمشاركة مع المريخ والخرطوم الوطني كما أن المتابع لمباريات الأزرق يلحظ أن هناك تطوراً في أداء الفريق وقد ظهر هذا الأمر بصورة واضحة في مباراة أهلي شندي التي قدم فيها الفريق مباراة كبيرة ونجح في إقتناص ثلاث نقاط ثمينة من فريق عنيد لا يخسر أمام الهلال بسهولة بل أن آخر خسارة له أمام الهلال في الدوري الممتاز تعود لعام 2013.
ظاهرة إستسهال إصدار الأحكام لدرجة الهجوم على لاعب بقسوة أو المطالبة بإقالة مدرب يجب أن تتوقف أو تنتهي.. فلا يُعقل أن يتغزل البعض في لاعبي الهلال عندما يظهرون بشكل جيد ويقومون بعد ذلك بالهجوم عليهم بصورة قبيحة عندما يظهرون بمظهر سيء.. لأن اللاعبين بشر وتبايُن مستوياتهم طبيعي جدا ونشاهده في كل الدوريات العالمية الكبيرة.. وما ينطبق على اللاعبين ينطبق على المدرب.. فالحديث المتواصل عن ضعف المدرب الفرنسي رغم أن الموسم ما زال في بدايته ورغم أنه مدرب جديد والأهم من ذلك رغم أن الهلال يحقق معه نتائج إيجابية لدرجة أنه يجلس في الصدارة يُعتبر حديثا ضاراً ومؤذياً ويُعكر الأجواء.
نعود إلى مباراة أهلي شندي ونقول ان الهلال خرج بالأهم وهو نقاط المباراة الثلاث وكسر في الوقت نفسه عناد الارسنال الذي كان يتعملق أمام الهلال ويجبره على التعادل واحيانا يفوز عليه لهذا فإن إستعادة نغمة الإنتصارات أمام هذا الفريق لها فوائدها المعنوية لأنها ستعطي الجهاز الفني واللاعبين دفعة كبيرة وستزيد من معدل الثقة هذا بالإضافة إلى حسابات النقاط والمنافسة على اللقب.
وضح تماماً من خلال مباراة ارسنال ومن مباريات الهلال بشكل عام هذا الموسم أن لاعبي الهلال الجدد يُبشرون بالخير فمستوياتهم حتى الآن جيدة وقد أقنعوا القاعدة الزرقاء رغم أنهم يخوضون أول موسم لهم وأول مباريات لهم مع الهلال مثل أبو عاقلة عبد الله وعمار الدمازين وابيكو والرائع جدا شيخ موكورو.
والجميل في هؤلاء اللاعبين أنهم يجيدون اللعب في أكثر من مركز وقد ظهر هذا الأمر من خلال لقاء الأهلي شندي فقد قام المدرب كافالي أثناء المباراة بتحويل أبو عاقلة من الطرف الأيمن ودفع به في خط الوسط ليُرجع سيف مساوي الذي شارك في البداية كإرتكاز لقلب الدفاع وبالتالي قام بتحويل عمار الدمازين إلى الطرف الأيمن مكان أبو عاقلة.. وهذه التغييرات كشفت أن لاعبي الهلال يمكنهم اللعب في أكثر من مركز كما أنها أظهرت المدرب الفرنسي بمظهر المدرب الذي يقرأ المباراة بشكل جيد ويعرف مكامن الخلل وقد تحسن أداء الهلال بعد أن قام كافالي بهذه التعديلات.
الهلال سيطر على المباراة وإستحوذ بشكل كبير على الكرة وهدد مرمى يس كثيرا ولكن التوفيق لم يلازم لاعبي الهلال خصوصا كاريكا الذي أطلق تسديدة قوية إرتطمت بالقائم.. موكورو ايضا أطلق تسديدة رائعة في الشوط الأول ولكنها علت العارضة بقليل.. وبشكل عام تواصلت ظاهرة إهدار الفرص السهلة وهذا الأمر يقودني إلى الكلام الذي قلته في الموسم الماضي وهو حوجة الهلال لمهاجم قناص يعرف درب (الشبك).
الهلال يضم الآن ولاء الدين وكاريكا والجزولي والشعلة وعبد الرحمن.. وهؤلاء اللاعبين مهاجمين وليسو هدافين.. والهداف هو اللاعب الذي يسجل الكثير من الأهداف في موسم واحد مثلما كان يفعل هيثم طمبل وكلاتشي.. بالتالي فإن تفكير وتركيز مجلس الهلال في الفترة التكميلية يجب أن يكون منصبا حول التعاقد مع مهاجم صاحب معدل تهديفي عال وهذا المهاجم يجب أن يكون محترفا لأن الساحة تخلو من المهاجمين المحليين الهدافين.
بشة لم يقصر وسجل هدف الفوز الغالي بتسديدة قوية.. هذا هو بشة الذي هاجمه حاشية الكاردينال وطالبوا بالإستغناء عنه.. هذا هو بشة الذي يتعرض لحرب قذرة من صحيفة الكاردينال.. بشة الذي يعرف كيف يتحرك وكيف يتمركز وكيف يسجل.. بشة حلال المشاكل والذي ينقذ الهلال في كثير من المباريات.
في الهلال هناك كاريكا وبشة ونزار وموكورو ومساوي وابيكو وابو عاقلة والدمازين.. وهناك الكاميروني العملاق ماكسيم.. ماكسيم الذي يؤكد من مباراة إلى أخرى أنه أفضل صفقة للهلال في السنوات الأخيرة فقد كان ثابتا في المباراة وتصدى لتسديدة قوية ومباغتة وبطريقة الحراس العالميين.
هلال 2007 كان ينقصه ماكسيم.. وكذلك هلال 2009.. أما هلال 2016 فينقصه مهاجم محترف من العيار الثقيل.. وتنقصه الأجواء الصحية.. فللأسف ما زال بعض النفعيين يصرون على زعزعة الإستقرار وبصورة تجعلنا نقول أنهم أكبر خطر يهدد الهلال.. وإذا تعاملنا مع الهلال كجسد يمكن النظر إليهم على أساس أنهم عضو فاسد في جسد الأزرق.. والعضو الفاسد علاجه البتر.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Talal 02-13-2016 05:0
    كلام سليم وتحليل منطقي...وياريت بقية الصحفيين يكتبوا بنفس الأفكار دي...خصوصاً إعلام الرئيس الهارب الربراب....الله لاعادو تاني
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019