إذا كانت مباراة الهلال والمريخ هي المباراة الأهم في الموسم فإن مباراة الهلال واهلي شندي في الوقت الراهن هي ثاني أهم مباراة في الموسم.. وقد نجح ارسنال في صناعة زخم كبير لهذه المباراة من خلال نتائجه المتميزة أمام الهلال.. فالهلال وكما هو واضح في المواسم الأربعة الأخيرة يعاني أمام الاهلي شندي.. يفوز في أحيان.. ويتعادل ويخسر في أحيان أخرى.

في الموسم الماضي لم يحقق أي فوز ففي الدورة الأولى إنتهت مواجهة الفريقين بالتعادل السلبي وفي مباراة الدورة الثانية ورغم أن الهلال دخل إليها بعقلية وضع حد لصمود الاهلي شندي إلا أن المباراة إنتهت بالتعادل السلبي ايضا.

وعندما أقول صمود الأهلي شندي فإنني أعني هذه العبارة لأن الموضوع لا يتعلق بالموسم الماضي فقط.. ففي الموسم قبل الماضي فاز اهلي شندي على الهلال في امدرمان بهدفين نظيفين.. وفي الدورة الثانية من الموسم ذات الموسم إنتهت المباراة بالتعادل السلبي.. وقبل ذلك بموسم أي موسم 2013 فاز اهلي شندي في الدورة الاولى على الهلال بهدفين لهدف.. ليأتي الهلال في الدورة الثانية ليحقق الفوز بهدف.. بمعنى أن آخر فوز للهلال على أهلي شندي (في الدوري الممتاز) يعود لعام 2013 أي قبل نحو ثلاثة أعوام وهذه فترة طويلة جدا ولا أذكر أن الهلال غاب كل هذه الفترة لتحقيق فوز على فريق من فرق الدوري الممتاز.. لاحظوا أنني أتحدث عن الممتاز فقط.. لأن الهلال نجح في الموسم الماضي في الفوز على الأهلي شندي في بطولة كأس السودان بهدف بشة.

وعصر اليوم يواجه الهلال هذا الفريق العنيد.. وهي فرصة جديدة للفريق الأزرق لوضع حد لهذه الوضعية (غير اللائقة) من خلال تحقيق فوز يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.. والمؤكد أن الفوز لن يتحقق بسهولة لأننا نتحدث عن فريق يدخل إلى المباراة بدوافع وحوافز كبيرة.. فريق حقق ثلاثة إنتصارات متتالية في الأسابيع الأخيرة.. والفوز حتى يتحقق يحتاج من لاعبي الهلال لتقديم أفضل مستوى ممكن.. ويحتاج من مهاجمي الهلال أن يكونوا في الموعد ويستغلوا الفرص المتاحة أفضل إستغلال.. فالفرص لن تكون كثيرة لأن المنافس متمرس ويمتلك مجموعة طيبة من اللاعبين ولأن أهلي شندي لن يندفع هجومياً وسيلعب بحذر كبير لأنه يلعب في ام درمان.

المباراة مهمة بحسابات ضرورة البقاء في الصدارة لان الخرطوم الوطني وصل إلى النقطة رقم 13 وتعادل الهلال اليوم أو خسارته قد يعني أنه سيصبح في المركز الثالث.. ومهمة ايضا بحسابات (البرستيج).. فهيبة الهلال أصبحت في المحك أمام الأهلي شندي الذي تفوق عليه بشكل صريح في المواسم الاخيرة في المواجهات المباشرة ليتحول إلى ما يشبه العقدة.

ورغم أن المتبقي أسابيع لمباراة الهلال في دوري أبطال أفريقيا إلا أن الفوز على فريق صعب مثل الأهلي شندي سيكون مفيد جدا من النواحي المعنوية وكلنا يعرف ان للجوانب المعنوية أهمية كبرى وتحقيق الفوز اليوم سينعكس إيجاباً على اللاعبين قبل إنطلاقة دور ال32.. على عكس النتيجة السلبية التي قد تضر الفريق على المدى البعيد.

الهلال مع كافالي نجح في الخروج بأكبر عدد من النقاط في المباريات الأربع الأولى واليوم يدخل الإمتحان الخامس وهو أحد أصعب إمتحانين للهلال في الموسم وهو إمتحان أهلي شندي.. والشيء الجميل هو أن هناك تدرُج في مستوى أو نوعية المباريات وفي توقيت مثالي قبل إنطلاقة مباريات البطولة الأفريقية بمعنى أن مباراة ارسنال وبالإضافة إلى أنها مهمة بحسابات النقاط إلا أنها تعتبر بمثابة إعداد قوي وحقيقي للإمتحان الأكبر والأهم وهو إمتحان دور ال32 من البطولة الأفريقية بعد أسابيع.

في مباراة هلال كادوقلي سجل وليد الشعلة وايشيا وفي مباراة مريخ نيالا لعب بشة دور الهداف وفي مباراة الاهلي مدني كان كاريكا في الموعد.. واليوم فرصة جديدة لظهور هداف جديد في الفريق بزيارة الشباك لأول مرة أو ربما تكون فرصة لكاريكا وبشة لمواصلة التهديف.. وبالمقابل تعتبر المباراة فرصة لدفاع الهلال والحارس الكاميروني ماكسيم لتأكيد الجدارة دفاعيا والحفاظ على الشباك نظيفة للمباراة الخامسة على التوالي.

شخصيا أريد أن أتابع اللاعب الإيفواري موكورو في هذه المباراة الهامة لاعرف بأي مظهر سيظهر في مباراة كبيرة مثل هذه.. موكورو لاعب صاحب إمكانيات كبيرة ويمتلك خيال واسع وإذا قدم مستوى ثابت أو شبه ثابت فإنه سيصنع الفارق وربما يصبح اللاعب رقم واحد في تشكيلة الهلال.