يأتيك صوتها فارداً أجنحة الإبداع ماداً زراع الأماني ثائراً بك نحو حلم
لا يخلو من ألم وتارةً من إبتسامة هي هكذا في عطائها .. فوقها بنيت سنابل الحب التي تنغمس على واقع قلبك وكأنه يطوف بك الجهات الأربعة فإختر أيهما تشاء كل الجهات صوتها وحضورها المتزن العاقل الوقور .
هي الفنانة التي لم يغيب الرحيل صوتها بل زادها حضوراً وزادنا ولعاً بها
بهذا الحضور الطاغي حين يتسلل إليك صوتها في سديم الليل كأنه يرافقك في سهرة غاب عنها القمر لتأخذ مكانة تضئ جنبات العتمة (الاطلال)
(هذه ليلتى) تارة أخرى حاضرة الغناء العربى النسائي كلهم تعلموا منك
الغناء ولكن واحدة منهن ومنهم لم يستطيع أن يتعلم منك كيف يرتقي رسالته
الفنية كلهم تراجعوا حتى الذين أوجدوا لهم مساحات على خريطة الغناء
العربى جرفهم التيار العاتي وصاروا نسخاً مستنسخة من بعضهم كالمغنيات العربيات في زمننا الحالي وهكذا لا يبقى من الأصالة إلا صوتك وصوت جيلك.
أيتها الفنانة الوقورة لقد تغيرت خارطة الغناء النسائي وصارت فريسة صيد
من الإنحلال وصار الغناء بالأكتاف والأرداف كلها حناجر مشوهة كوجوههم التي شوهتها عمليات التجميل وسقوط الإحساس ونفخ كل شئ قادر
على الإغراء لم يفكر أحد في أن يجمل صوته على الأقل ليتمكن من إيصال الكلمة الجميلة أنهم مطربات الخمسة دقائق حتى أنفاسهم مقطوعة بفعل عوامل كثيرة إن من أهم دلائل تراجع الأغنية العربية النسائية هو حال الجفاف التي نعيشها والتصحر في الأصوات والأشعار والألحان وللأسف حتى أغنيات البنات صارت تقلد وإمتدت حالة الإفلاس للأغنية الحديثة التي ظلت تعتمد على ملحن واحد ولقد تطاول بعض الملحنين والمطربين على التراث حين أدركوا أن أغانيهم الحديثة المراهقة لم تجلب سوى الإفلاس لذا صاروا يتسابقون إلى الغرف من أغاني التراث ويسجلونها من جديد في مزيج مشوه من الألحان ثم ينسبونها للتراث رغم أنهم يعرفون مطربها الأول وشاعرها وملحنها ولكن البضاعة المتجمدة التي لم تتأثر بها كوكب الشرق مطربات جيلها في عملية التقليد فقد فشل من قلدها لأنها أكبر من أن تستوعبها حناجر أصابها الوهن أو تستوعبها عقول فارغة إلا من التفكير في الكسب المادي ويكفي ان المستمع الجيد وحده يعرف قيمة ام كلثوم كما تعرفها الآذان التي أصغت إليها بإحترام بالغ
.
