• ×
الأربعاء 17 أبريل 2024 | 04-15-2024
هشام مكي

بمناسبة تكريم ووداع الأستاذ محمد أحمد مكي:

هشام مكي

 0  0  8861
هشام مكي


هناك أُناس وشخصيات واجباً علينا الإشادة بهم لما يقدموه من خدمات للمجتمع، ومن هؤلاء الأشخاص المؤثرين في مجتمعنا, الأستاذ محمد أحمد مكي الذي سوف يغادرنا بعد أيام قلائل إن شاء الله تعالى الى أرض الوطن الحبيب, بعد أن قضى أكثر من 35 عاماً في المملكة العربية السعودية, قضى الجزء الأكبر من هذه السنوات في خدمة الآخرين.

ود المكي - كما يناديه بذلك أصدقاؤه المقربون - قصة من قصص النجاح التي تستحق أن تذكر, وقد بان ذلك ليلة الجمعة 4/2/2016م في الحفل الكبير الذي أُقامته اللجنة القومية السودانية بالمنطقة الشرقية تكريمياً له بمناسبة عودته النهائية للوطن, حضره جمع غفير من السودانيين من مختلف مناطق الشرقية وبمختلف تكويناتهم.

وُلد الأستاذ محمد أحمد مكي محمد أحمد عام ١٩54م بمنطقة ( قنتي ) بالولاية الشمالية، ودرس مراحله الأولية والثانوية بمدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، ثم إلتحق بجامعة الخرطوم كلية العلوم قسم الرياضيات وتخرج منها عام 1980م وكان نشطاً بالجامعة حيث ترأس جمعية الرياضيات ثلاثة دورات متتالية أنجز خلالها أول مؤتمر للرياضيات بالسودان, وكذلك تأسيس وإصدار العدد الأول من مجلة ( الرياضيات ), كما تم تنفيذ أول أولمبياد الرياضيات السوداني لتكون وسيلة إكتشاف للمتميزين وإعدادهم الإعداد الأمثل في هذا المجال.

بعد تخرجه مباشرةً إلتحق بوزارة الطاقة, ثم انتقل للعمل بشركة الزيت العربية السعودية ( أرامكو ) مدرساً بمركز التدريب في الفترة من العام 1981م حتى العام 1985م, بعد ذلك انتقل للعمل مدرساً للفيزياء بالقاعدة الجوية ( معهد الدراسات الفنية ) التابع للشركة البريطانية للطيران والفضاء منذ العام 1987م وحتى تاريخ تقاعده في 31/12/2015م.

للأستاذ محمد أحمد مكي الفضل - بعد الله سبحانه وتعالى - في تأسيس اللجنة الشعبية لطريق ام درمان القبولاب مروي دنقلا, والتي إنتهت بشريان الشمال المسفلت الآن, حينما تفرغ لتأسيس هذه اللجنة عامي 1985 1986م في السودان, وتابع تأسيس لجانها الفرعية المساعدة داخل السودان وفي المملكة العربية السعودية, حيث استطاعت اللجنة الشعبية وفي فترة وجيزة تحسين وردم وفتح مسار الطريق, وتثبيت علاماته بما فيه منطقة ( قوز أبو ضلوع ) الوعرة, حيث كان يُعد حلماً يصعب تحقيقه, كما شيدت اللجنة الشعبية طبقة أساس محسنة علي طول 69 كيلو من أمدرمان, كذلك أقامت اللجنة الشعبية عدداً من الآبار, وعدداً من المزلقانات في وادي المقدم, وامتلكت اللجنة أول سيارة ( تويوتا بوكس ) وعدد من الآيات للطريق من ابناء الولاية الشمالية بالجالية الشرقية في العام 1987م, بعدها نجحت اللجنة نجاحها الأكبر في سعيها المكثف الا وهو ان ضمنت اصلاح الطريق لخطة الدولة الخاصة بالتنمية القومية والتي إنتهت بطريق شريان الشمال القائم الآن.

أُنتخب الأستاذ محمد أحمد رئيساً للجالية السودانية في المنطقة الشرقية ثلاثة دورات متتالية في الفترة من 1999م حتى 2009 م, ثم رئيساً للمجلس العام للجالية لمدة خمسة سنوات, وكما أكرمه الله بفتح مسار ( قوز أبو ضلوع ) بشريان الشمال, فقد وُفق مكي في فتح مسارات للجالية السودانية بتوطيد وبناء علاقة قوية مع إمارة المنطقة الشرقية, كما جعل الجالية بمثابة قنصلية بالمنطقة الشرقية, وابتدر إستقدام الوفود الخدمية القادمة من السودان مثل لجنة القبول والبنوك والشركات والأراضي وغيرها, وأصبحت الجالية مركزاً مهماً لاستقبال البعثات القنصلية وكل الوفود الزائرة من السودان, وخلق للجالية علاقات تنسيقية جيدة مع السلطات المحلية السعودية وسفارة جمهورية السودان وجهاز المغتربين, وغيرها من مؤسسات الدولة بغرض خدمة المغتربين وتوصيل قضاياهم, كذلك ساهم في تأسيس وتشكيل العديد من الجاليات بمحافظات المنطقة الشرقية المختلفة, كما ساهم في إنشاء روابط وتجمعات للسودانيين وتسجيلها وربطها بالجالية من أجل تحقيق أهداف الجالية.

كان الأستاذ محمد أحمد مكي وراء العديد من المبادرات الناجحة التي ساهمت في تشكيل برامج جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج, مثل مؤتمرات الخبرات والكفاءات التي عقدتها الجالية العام 2003م, ولجنة التعليم التي كُونت في العام 2005م وشركة المهاجر التي انطلقت مسيرتها من الشرقية, وغيرها من المبادرات, كما لعب دوراً كبيراً ضمن أعضاء شركة جامعة المغتربين في قيام الجامعة, وتعتبر فترة ترأسه للجالية من أميز فترات الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية, وكسبت الجالية ثقة إمارة المنطقة الشرقية, حيث منحها سمو أمير المنطقة آنذاك ( داراً ) كأول جالية تنال هذا الشرف في المملكة العربية السعودية.

ويُعرف عن الأستاذ محمد أحمد مكي إهتمامه الكبير بقضايا المغتربين, ومدى شغفه للعمل على حلها، وما ان تتوغل فيه حتى تدرك حجم ما يحمله من هموم تجاه هذا الوطن وتجاه هذه القضايا.

الأستاذ مكي يمتاز بعدد من الصفات المتفردة أهمها سلمية أسلوبه وسماحته, بالرغم من أنّ التعاطي مع الشأن العام أصبح يسوده شيء من العنف ومحاولات الإغتيال المعنوي, كما انّه يمتاز بالشجاعة وقوة الشخصية في طرح أفكاره ورؤيته التي تخص العمل العام, وكذلك فإنه واضح الهدف، حيث يركز على عمله وتقديم خدمته للآخرين دون الالتفاف لأي مؤثرات جانية, كذلك فانه يتمتع بكاريزما خاصة ومميزة نابعة من تجربة عظيمة وطويلة مع العمل العام.

تتلمذ على يديه عدد من أبناء الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية، وقدم خبرته لهم في كافة المجالات المتنوعة في العمل العام، وكان إدارياً من الطراز الأول, مقتدياً بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ( من عمِل عملاً فليتقنه ).

الأستاذ مكي وكأي شخصية عامة عملت في الشأن العام السوداني، لم يسلم من خصوم، فهو ليس إستثناءً، لكنه أدار تلك الخلافات والانتقادات بكفاءة عالية ووظفها في مصلحة العمل وتجويده.

ونحن إذ نودع الأستاذ محمد أحمد مكي الى وطنه الحبيب, ندعو الله أن يجعل أيامه القادمة حافلة بالنجاح والعطاء والتميز, ونتمنى أن يجد مساحةً للإبداع في الوطن، كما نسأله تعالى أن يُطيل في عمره وأعمارنا جميعاً ,, آمين

هشام عثمان مكي - الدمام

hishammakki@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : هشام مكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019