• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
اكرم حماد

الشروق.. شمس الحريات التي تغيب

اكرم حماد

 1  0  3978
اكرم حماد
كما افكر


المتابع لقناة الشروق الفضائية في بداياتها كان يشعر بأنها قناة جادة تميل بشكل كبير إلى الأخبار والبرامج السياسية أو الجامدة وقد إستعانت في تلك المرحلة بالعديد من الكوادر العربية بدرجة تشعر معها بأن المسؤولين فيها كانوا يشعرون بعقدة النقص لأن الطبيعي هو أن يكون الإستعانة بالكوادر العربية أو الأجنبية أمر الهدف منه تجويد أو تطوير العمل وليس هيمنة هذه الكوادر على البرامج للدرجة التي أصبح فيها الكادر السوداني في القناة قليلا رغم أنها في البداية والنهاية قناة سودانية ورغم أن هناك كوادر إعلامية محلية تمتلك الشهادات والخبرات وتحتاج إلى الفرصة فقط.. والأمر الذي كان يثير الدهشة في ذلك الوقت هو تهميش الشروق للكادر السوداني رغم أن أشهر المؤسسات الإعلامية العربية تتواجد فيها كوادر سودانية مؤثرة وفعالة.
وشخصيا كنتُ أنظر بإستغراب لمحاولة هذه القناة الدخول في المنافسة مع القنوات العربية الإخبارية لأن المتلقي العربي الذي يبحث عن الأخبار لديه العديد من القنوات الكبيرة مثل الجزيرة والعربية وغيرهما من القنوات الكبيرة مع الإشارة إلى أن تلك القنوات متخصصة في هذا المضمار وتمتلك إمكانيات أكبر وخبرة أطول.. وهذا يعني أن إستراتيجية المسؤولين في قناة الشروق كانت خاطئة.. وقد إكتشفوا هذا الأمر لاحقا لينتقلوا من دبي إلى الخرطوم بسبب الخسائر المادية الكبيرة.
والإنتقال إلى الخرطوم جعل الكوادر العربية تترك القناة بل أن بعض الكوادر السودانية التي كانت تعمل في القناة في دبي تركت القناة بعد الإنتقال إلى الخرطوم.. وبعد ذلك إستعانت القناة بالعديد من الكوادر المحلية وبدأت في تغيير جلدها في محاولة لكسب المشاهد السوداني بعد أن فشلت في كسب المشاهد العربي.. ولكنها وجدت نفسها في ملعب تتواجد فيه قناة النيل الأزرق التي تستحوذ على الأضواء بسبب برامج المنوعات الخفيفة ولا ننسى أنها قدمت نفسها منذ سنوات طويلة على أساس أنها قناة منوعات بمعنى أنها تمتلك خبرات تراكمية في هذا المجال الترفيهي لهذا فهي تحظى بأكبر قدر من المشاهدة.. وهذا يعني أن قناة الشروق تحتاج إلى الكثير من الأفكار والوقت أجل جذب المشاهدين وبالتالي منافسة النيل الأزرق.

ولكن قناة الشروق للأسف الشديد وبدلا من أن تسير إلى الأمام لتقليص الفجوة بينها وبين قناة النيل الأزرق بدأت تسير إلى الخلف من خلال إلغائها لبرنامجين في أوقات متقاربة رغم حملات الترويج الكبيرة.. البرنامج الأول كان عبارة عن حوار مع رئيس مجلس إدارة نادي الهلال أشرف الكاردينال وهو حوار لم يكن سيجد الإهتمام الكبير في الظروف العادية لأن الكاردينال تحدث كثيرا في وسائل الإعلام ولكن طريقة ومحتوى الترويج للبرنامج أكد أن الحلقة مختلفة ومثيرة لهذا كان الكثيرين يترقبون البرنامج لمتابعة ذلك الحوار الذي روجت له قناة الشروق كثيرا ولكن القناة قررت وبصورة مفاجئة عدم بث البرنامج بطريقة تؤكد أنها بعيدة تمام البعد عن الإحترافية وتؤكد ايضا أن الحريات غير متوفرة في هذه القناة.
وقد أكد الحوار الثاني الذي رفضت بثه وهو حوار الأستاذة أسماء محمود محمد طه أنها قناة لا تحترم المشاهدين ولا تمتلك قرارها.. وطالما أنها لا تمتلك قرارها يجب على الأقل أن تتحلى بقدر معقول من الإحترافية بأن لا تقوم بالترويج لبرنامج قبل أن تتيقن وتتأكد أن هذا البرنامج (ما بيجيب ليها هوا).. وبهذا ستكون القناة في السليم لأنها تعرف كيف تمشي (جنب الحيط).. وستكون قد ضمنت ايضا مقعدها في الصفوف الخلفية للقنوات الإعلامية بجوار القناة القومية!




امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Talal 02-02-2016 05:0
    إنت يعني ماعارف سيدها منو عشان تكتب كلام زي ده؟ البلد كلها مافيها حريات وسيد القناة واحد من الجماعة المانعين الحريات دي !!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019