• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
عبد اللطيف الهادي

إيشيا وشعلة .. ونحل .. وعسل .. ما أجملك يا أزرق يا بطل!!

عبد اللطيف الهادي

 0  0  9713
عبد اللطيف الهادي


وعلي حسب الوصف الإذاعي للرياضية 104 ، فقد جاء مردود الهلال الفني فوق المتوسط وأفضل بمراحل عن مستواه الذي أدى به مباراة قورماهيا الكيني الودية ، وقاد العديد من الطلعات الهجومية الشرسة والقوية علي جبهة هلال كادوقلي والذي لولا إستبسال حارسه وخط دفاعه والتوفيق الملازم لهم طيلة دقائق هذا الشوط لخرج الهلال فائزاً بهدفين علي الأقل خاصة الكرة التي أرسلها شيخ موكورو من كرة ثابتة نتيجة مخالفة أبعدها أحد المدافعين من علي خط المرمى ، وقد حاول الهلال كسر التكتل الدفاعي والترسانة الصلبة والصلدة التي رسمها المدرب والخبير شرف الدين أحمد موسى وكاد في أكثر من مناسبة النجاح لولا سزء الطالع كما ذكرت آنفاً ، وبالمقابل لم يكن هلال الجبال صيداً سهلاً لأزرق أم درمان وشنّ بدوره عدة هجمات علي مرمى مكسيم اعامل معها دفاع الهلال بفيادة المتألق عمار الدمازين بكل صرامة وجديّة ،
ولعب خط وسط الهلال دوراً كبيراً في منطقة المناورة وأستطاع إحكام قبضته وسيطرته عليها مع ربطه لخطوط الفريق الثلاثة ، وإستطاع الموهوب أبوعاقلة تقديم نفسه بصورة إحترافية عالية وكان بالأمس عبارة عن (نحلة) حيث صال وجال في كل شبر من أرض الملعب ، وقدم السهل الممتنع والذي أكد به أن الهلال علي موعد مع لاعب من طينة الكبار وسيكون أحد ركائز ودعومات الفريق في قادم الإستحقاقات الداخلية والخارجية القارية ، وأتمنى علي اللاعب المحافظة علي هذا المستوى وأن يبعد عن الغرور (مقبرة اللاعبين الموهوبين) ، وإستمر الهلال في ضغطه المستمر علي هلال الجبال لكن بلا فائدة بعد أن ضاعت كل الفرص التي نتجت علي قلتها سدىً وهباءاً حتى أعلن قاضي الجولة أحمد بلال عن إنتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
جاء الشوط الثاني ــ شوط الحسم والفرح ــ علي ذات وتيرة ونسق الشوط الأول ، طلعات هجومية مكثفة ومتوالية للهلال الأب ، يقابله صمود وتمترس من الهلال الإبن والذي كاد عن طريق مهاجمه المزعج النيجيري المخضرم جيمي أولاقو أن يخطف الهدف الأول لفريقه من خلال الضربة الرأسية القوية التي لولا خبرة وبراعة الكاميروني مكسيم فودجو لكانت قد سكنت شِباكه ، وقد كانت هذه الفرصة لهلال كادوقلي نقطة التحوًّل الرئيسية في المباراة خاصةً بعد التعديلات الناجحة التي أجراها المدير الفني الفرنسي كافالي بإخراجه الثنائي ولاء الدين موسى ومدثر الطيب كاريكا وإدخاله البديلين الناجحين إيشيا ووليد الشعلة ــ علي فترتين زمنيتين متقاربتين ــ حيث تمكن كلاهما من زيارة شِباك حارس مرمى هلال كادوقلي فيصل حسين (النجم الأول والفائو بجائزة سوداني) ، ففي الدقيقة 24 إستطاع الماكر إيشيا من إحراز الهدف الأول للهلال ومن أوةل لمسة تقريباُ ، وكان للهدف مفعول السحر وسط الأقمار الذين إنفاحا شهيتهم أكثر لإضافة هدف ثاني حيث كان لهم ما أرادوا عندما تمكن البديل الثاني وليد بخيت من إضافة الهدف الثاني وهدف الأمان والإطمئنان من كرة خادعة من خارج المنطقة المحرمة في الدقيقة 45 ناهياُ بذلك مغامرات وطموحات المدرب المحترم شرف أحمد موسى ولاعبيه المزعجين.
وأهمية إنتصار الأمس ينبع من أنه أتى بعد حالة سلبية خاوقة خلّفتها هزيمة مهرجان السياحة والتسوُّق ببورتسودان والتي كادت أن تقتل آمال وأحلام الأهلة وقبل أن يتكوّن جنينهما في رحم الفأل والوعد بتحقيق إنجازات قارية منت شأنها أن تُكسِر قيوداً وسلاسل أحاطت بالنادي الأزرق وأمسكت به سنيناً طويلة والتي كلما ظنّ مجتمعه الراقي والحضاري إقترابه منها يأبى القدر إلاّ أن يمد لسانه ساخراً وطالباً في نفس الوقت
إعادة إنتاج المحاولة وعدم الركون لليأس والإستسلام للإحباط القاتل والمميت ، كما أن النتيجة الطيبة الإستهلالية ستكون بمثابة دفعة معنوية مطلوبة قبل المواجهة الصعبة أمام الخصم العنيد هلال عروس الرمال التي ربما تم تأجيلها من بعد غدٍ السبت للأحد بسبب الظرف الطبيعي الذي قاد لتأجيل مباراة الهلالين من أمس الأول لعصر أمس ، وهلال الأبيض كشّر منذ مُبكِّر عن أنيابه بعد فوزه الكبير والمستحق علي الأهلي شندي ، وستكون معركة الأحد المقبل حامية الزطيس بين الفرنسي كافالي والوطني فاروق جبرة الذي بات يسير واثق الخُطى من نجاحٍ لنجاح وبعد أن بدأ من (قولة تيت) في ترك بصمته التدريبية علي فريق الصمغ الكردفاني.
ولعلّ فوز الهلال بالأمس قد جاء كصفعة قوية في وجوه كثيرة ومتعددة (المواقع) و(المناصب) والذين لا يرون فيه شيئا جميلاَ ، بل ولا يطيقون سماع إسمه أو رؤية شعاره ولونيه الجميلين والبديعين واللذان يمنحان أي نفس سويّة الهدوء والسكينة وراحة البال ، كما أن النصر الغالي شكّل رداً بليغاً و(دبلوماسياً) علي قرعة الإتحاد العام والاي يقول مهندسوها ومبرمجوها أنها (مخيّرة) وليست (مسيّرة)! ، ودوماُ تأتي وفق (المسار) المحدد لكل نادي ، فهل من صدف المسار أن يلعب الهلال أولى مبارياته في الدوري خارج قواعده لمدة أربعة مواسم؟ ، ألا تعرف هذه القرعة ، أو هذا المسار الإستحياء والتأدب مع كبير الوطن بينما يُملرسان (الإنبطاح) و(الإنبراش) مع بقية الأندية (المدعومة) في زمن اللادعم والتي تلعب ــ في كل عام ــ خمسة أو ستة مباريات علي أرضها قبل أن تُفكّرها وتُذكرها البرمجة العجيبة أن عليها إستحقاقات في مدن ولايات الدرجة الممتازة! ، وهذه الأندية (المُنعمة) والغارقة في بحور الرفاهية لا تحمل هماً كثيراً في مسألة التتويج والظفر باللقب طالما هناك أفراداً من البشر لا يتورعون عن فعل المستحيل لتحقيق هدفه وغايته من خارج الملعب متى ما أخفق داخله! ، ولكن مهما حاول هؤلاء ، ومهما فعلوا فإنهم لن يكون في مقدورهم نذويب فترق الفوز بألقاب بطولة الممتاز مع الهلال كبير كرة الوطن وسيّدها وعنوانها الإيجابي في المحفل الأفريقي الشرس والعنيف!.
مبروك للأزرق العاتي والشامخ أول فوز في بطولته الاي يُحبّها وتحبه ، ومبروك أيضاً له علي أول ثلاثة نقاط تدخل بورصته ولها يفتتح رصيده في بنك الدوري ، وأول الغيث قطرة ، وفي إنتظار نعركة الأحد .. وبالجد إنت نحل وعسل يا هلال الشهد والدموع!.
فجر أخير
ضحكك شرح قلب السماء .. لوّن سحاب كل الفضاء .. هزّ وتر الأزمنة ، رطّبْ الصحراء ولمس عصب الجبل .. ودّر الحزن المُهاجر في المُقل .. صّحا أسياف الأغاني ولامس النيل والسهل .. ضِحكِكْ وصول حزمة رستئل من أهل .. أضحكي .. نضحك الدنيا وتفيض .. تصحا الكهارب في الشوارع .. وينكسِر سور الموانع .. وتبدأ أعراس المزارع والمصانع .. أضحكي!!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019