• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبد اللطيف الهادي

أزمة قانونية جديدة .. والكورة قاعدة على الحديدة!!

عبد اللطيف الهادي

 0  0  9721
عبد اللطيف الهادي




يبدو أن أزمة جديدة من أزمات كرة القدم السودانية التي ما إن تنتهي أزمة حتى تتولد وتتفجّر أزمة من رحم الأزمات العفوية ـــ علي قلتها ــ والمصنوعة بإتقان والتي غايتها سوق أنظار الشعب المغلوب على أمره للنظر في قضايا هامشية أخرى بعيداً عن نظره وإنشغاله بالقضايا الأهم والأساسية
المٌتعلقة بضروريات ومتطلبات حياته التي لا غني أو تنازل عنها.

فبالأمس حملت الزميلة (قوون) في جوفها تصريحاً للأستاذ أزهري وداعة الله مفوض هيئات الشباب والرياضة الإتحادي أعلن فيه أن إنتخابات مجلس إدارة الإتحاد العام لكرة القدم المُحدد لها شهر أغسطس المقبل ستخلو من الترشّح لمنصبي السكرتير العام وأمين المال ، حيث سيقتصر الترشيح علي
مقعدي الرئيس ونائيه على أن تقوم الجمعية العمومية بتعيين (أمين عام) للإتحاد وفقاً للنظام الأساسي للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، والمعروف والمعلوم أن الأستاذين مجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان يشغلان حالياً المنصبين اللذين لن يكن لهما وجود إبتداءاً من دورة المجلس الجديدة القادمة ، كما يبدو للعيّان أن ثلاثي الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل) ونوّابه الحاليين بالمجلس الوطني في دورته الحالية في طريقهم
لصِدام ونزاع قانوني فيما بينهم وهم الذين كان ثلاثتهم (أشقاء) و(حبايب) في أزمة الموسم الفائتة حيث أبدع كل منهم في دوره حتى قاموا وبإمتياز بإنتشال المريخ من مركز الوصافة وإجلاسه كبطل متوّجاً علي منافستي الدوري الممتاز وكأس السودان! ، والآن طفح على السطح القانوني الإداري الكروي
سيناريو جديد إختار (المنتج) أن تكون البطولة هذه المرة منفردة لمولانا أزهري في مواجهة إثنين من شركائه في بطولة فيلم (الأمس الأحمر) ، و(الأفيشهات) الخاصة بالترويج لفيلم الأزمة الجديدة المصنوعة توحي بأن (الأكشن) والإثارة هما طابع وديدن السيناريو الساخن!.

وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع لابد من البصم على ما ذهب إليه المفوّض الإتحادي وتطابق حديثه مع النظام الأساسي للفيفا ، لكن أسأله كما سأل شاعرنا الكبير والراحل المقيم محمد الحسن حميد من قبل: (كنتوا وين .. وين إنتوا كنتوا .. كنتوا وين يا الفجأة بِنتوا)؟! ، ما الذي إستجدّ وطرأ في الساحة الكروية حتى تصحو السُلطة الرقابية الرياضية فجأةً من نومها وسباتها العميق القريب لنومة أهل الكهف ولتتذكّر أخيراً عدم وجود بند ونص بالنظام الأساسي خاص بمنصبي السكرتير وأمين المال؟ ، وهل درس مولانا ازهري وداعة الله الموضوع جيداً وبكافة جوانبه القانونية قبل إخراجه للهواء الطلِق؟ أم أن (الهاشمية) وإرتجالية اللحظة دفعاه للتفوّه به بعيداً عن المآلات التي ستنجم عن تصريحه الذي أتى بمثابة حجر تم رميّه لتحريك ساكن المياه؟! ، وهذا ما سأعمل للإجابة عليه في قادم السطور حتى تعرف (منو الصح ، ومنو الغلطان) في الزمن السجمان والنعسان!.

وبما أن التصريح مُغلّف بورق سلوفان القانون ، فلا بأس من الإبحار علي متن سفينة القانون وصولاً للسواحل اليابسة والآمنة وبعيداً عن العنتريات التي لن تقتُل ذبابة والتي لم يستحْ الله سبحانه وتعالى أن يضرب بها المثل! ، ولعلّ (أسهل) مدخل لتفنيد تصريح المفوّض المُفترض فيه بالقانون ألرقابة علي أداء الأجهزة الرياضية والشبابية أن سيادته قام وبإدراك منه أو من غير إدراك بإختراق القانون المُكلّف بتطبيقه! ، فقانون الشباب
والرياضة وفي الفصل الرابع الخاص بتعريف (مجلس إدارة هيئات الشباب والرياضة ـ إنتخابات مجالس الإدارات) وفي الفقرة (15) أوضح الآتي: (مع مراعاة سُلطات الوزير في المادة ــ17/1ــ و"و" و"ز" والبند "2" لكون مجالس إدارات هيئات الشباب والرياضة مُنتخبة من جمعيات ، أعضاؤها منتخبون وتتكوّن من رئيس ونائب للرئيس و"سكرتير" و"أمين مال" وأي عدد من آخر من الأعضاء تنتخبهم الجمعية العمومية من داخل أو خارج أعضائها حسب ما ينصُّ عليها "نظامها الأساسي") .. وإذا ما عرّجنا علي النظام اساسي لإتحاد كرة القدم السوداني فسنجده في الفصل الرابع (تكوين مجلس الإدارة) في البند 36 قد ننصّ علي التالي: ( مع مراعاة المادة 41 من اللائحة ، يُدير شؤون لإتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم مجلس إدارة يتكوّن على النحو التالي:
1/ رئيس ونائب رئيس وسكرتير وأمين مال تنتخبهم الجمعية من خارج أعضائها).
إذن يتضّح أن ما ذهب إليه الأستاذ أزهري وداعة الله مفوّض هيئات الشباب والرياضة الإتحادي يتعارض ويتنافى مع مواد ونصوص قانون هيئات الشباب والرياضة الذي يقف صراحة مع ترشيح أي شخص أو شخصين لمنصبي السكرتير العام وأمين المال ، وسيذهب تصريحه أدراج الرياح ولن يكون في مقدوره تنفيذه علي أرض الواقع حتى لو إستجار وإستنجد بالنظام الأساسي للإتحاد الدولي كرة القدم حتى لو لم يعترف بالمنصبين وسيقف إلي جانب النظام الأساسي للإتحاد السوداني (لعبة مصالح وكده)! ، كما على مولانا أزهري الإلتفات لتصحيح قانون الرياضة الداخلي أولاً قبل (وثبته) لنظام الفيفا الدولي إذ لايستقيم عود تصريحه والقانون الرياضي السوداني معوّج ، وطالما أن القانون أجاز وجود المنصبين إلي جانب منصبي الرئيس ونائبه بناءاً علي وجودهما في النظام الأساسي للإتحاد السوداني فإن ديمومة شرعيتهما ستستمر إلي حين قيام جمعية عمومية طارئة لإجراء تعديل على المادة المذكورة بقتضي بإلغاء المنصبين والإكتفاء بمقعدي الرئيس ونائبه ، ومواكبة نظام الفيفا الأساسي بتعيين أمين عام للإتحاد السوداني بعقد يتضمن الحقوق والواجبات على كلا الطرفين! ، أما دون ذلك فسيصبح إثارة الموضوع في هذا التوقيت عبارة عن (ستارة) كبيرة وعريضة لتغطية (عورة) العديد من القضايا الممسكة برقاب وتلابيب المواطن الأغبش المسكين والطيب!.

والذي لا أشك فيه إطلاقاً سكوت وصمت الأستاذين مجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان على ما صرّح به زميلهما في الحزب الإتحادي و(الموظف) بحكومة حزب المؤتمر الوطني في واحدة من الهيئات الرقابية التابعة لواحدة من وزاراته ، وسيدخلان معه في معركة وصراع قانوني يستخدمان فيها كل خبراتهما المتراكمة في مجال القانون الرياضي ، وسنقف نحن على رصيف الفرجة لنرى منْ سيفوز مِن أبناء الحزب الإتحادي العريق والعتيق على الآخر في حلبة قانون هيئات الشباب والرياضة الإتحادي؟!.
فجر أخير
يا مطر عِزْ الحريق .. يا مصابيح الطريق .. يا المراكبية البِتجبِد من فك الموج الغريق .. جينا ليك والشوق دفرنا .. يا نشوق روحنا ودمرنا .. يا المحطات الحنينة القصّرتْ مشوار سفرنا .. ياما شايلك فيني حايم ، لا الليالي المخملية .. لا العمارات السوامق لا الأسامي الأجنبية .. تمحى من عينيّ ملامحك!!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019