• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
محمد الطيب الامين

محمود .. زرعوا له الشوك في (الظلط) فبلغ القمة عبر (الدقداق والردمية) ..

محمد الطيب الامين

 0  0  8440
محمد الطيب الامين


* الحزن في العادة يخرج من (بطن أمه) كبيرا ومع الايام يتلاشى رويدا رويدا ..
* والذي يفرق (الحزن) من (الإنسان) هو ان الحزن (يُولد كبيرا) بينما الإنسان (يُولد صغيرا) وتدور دورت الايام ويكبر الانسان ويصغر الحزن وتبقى ذكريات (الطفولة) قائمة بالنسبة للانسان وبالنسبة للحزن ..
* وبعض الاحزان تظل (طفلة) مهما تراكمت عليها السنوات ، وبعض البشر يظلوا اطفالا مهما بلغوا من العمر ..
* والموت يصدم الناس ويجعل الدموع رسول تعبير في يوم لا يحتاج فيه الراحل للدموع ..
* يخرج الإنسان من بطن امه (باكيا) والناس من حوله (ضاحكه) وذات الإنسان يدخل (بطن) الأرض والناس من حوله (باكيه) فهل يكون هو (ضاحكا) ؟؟
* والدنيا كما غنى مصطفى سيد احمد هى : (لمة ناس في خير أو ساعة حزن) ..
* وبعد مفارقة الدنيا تبقى الذكرى تخلد صاحبها فمن ترك خيرا يذكره به الناس ومن ترك شرا يذكره به الناس ..
* ومحمود عبد العزيز (عليه الرحمة) لم يترك شيئا بخلاف الخير ولذلك يذكره الناس بكل الخير ..
* اخطر ما فى محمود عبد العزيز انه كان مثل (العطر) ..
* واخطر مافى العطر انه (فواح) ..
* العطر لما (تبُوخو) فى جسمك الناس بتشمو ..
* والعطر بيتسلل .. وريحة العطر بتسبق خطوات سيد العطر ..
* ومحمود اخذ من (العطر) خاصية (الإندياح) ..
* فالحوت كان (فواحا) حتى انك اذا استمعت لاغنية من اغنياته يظهر ذلك فى شكل عطر فيعرف الناس انك استمعت قبل قليل لاغنية من اغنيات الحوت ..
* اذا استمع احدهم لمحمود وخرج للشارع سيعرف الناس انه كان يستمع للجان ..
* ولعل هذا اشبه بملاح (الخدرة) ..
* كنا ايام الدراسة وتحديدا فى درس العصر لا نحبذ ان يكون (الغداء) ملاح خدرة حتى لا تترك فينا الخدرة (اثار وبقايا) تفضحنا امام التلاميذ داخل الفصل ..
* ومحمود كان له إفتضاح مثل (العطر) ومثل (ملاح الخدرة) و(القهوة) و(الدعاش) و(صندل العروس)..
* ومن السهل جدا ان تتغزل فى محمود فهو مثل النهر الخالد ومثل المياه العذبة ..
* وإذا سألتني عن من هو محمود تجدني اعرفه لك بالقول : (محمود هو عصير جمال) ..
* والجمال لا يُعرف وكذلك محمود ..
* هو فنان اكبر من موهبته وشاب سوداني كامل الدسم و(طااااااعم) جدا ..
* وقفت الدنيا ضد محمود وحاصروه حتى لا ينجح فكانت ثقتة فى صوته وجمهوره لا حدود لها فصنع نفسه بنفسه وجلس بعد سنوات قليلة يخلف (رجل فوق رجل) ملك ود ملوك ..
* حفرو لمحمود كثير من (الحُفر) ولكنه لم يقع فيها بل وقعو فيها هم وظل الحوت كبيرا يخرج من الازمات والامتحانات مثلما يخرج الناس (الشعر الاسود) من (العجين الابيض) ..
* قوة إرادة وصبر وكاريزما وقبول لا نظير له وصوت متفجر وتوفيق فى الاختيار واتقان فى الاداء وجمال فى الطله ..
* مات محمود بعد ان تلاعب المرض بجسده فكانت لحظات رحيله صاخبة شأنه شأن كل العظماء في كل مكان ..
* إستثمر اصحاب النفوس الضعيفة فى الأحزان التى خلفها رحيل محمود وكل واحد من هؤلاء المستثمرين عرض علينا حزنه حتى نقبله بديلا ولكن نحن اذكى منهم ..
* حتى فى حزن محمود يريدون أرباح وهذا يؤكد عظمة الحوت ..
* فى مثل هذه الايام من العام الماضى غاب محمود عن الوعى واستسلم بالاردن ليفتح جرح كاد ان يطيب بعد رحيل عثمان حسين وابراهيم عوض ووردى ومن قبلهم مصطفي سيد احمد ..
* نكأ محمود جراح قديمة فكان (نزيف الدم) عنيفا وبقية الحقيقة محمود مات ..
* وأنا والله لا اريد ان أكذب أو أتجمل أو اكون منافقا من اجل ان اكسب تعاطف او ادعى اشياء غير حقيقة ..
* اقولها بمنتهى الصدق لم تجمعني اى علاقة بمحمود وإلتقيته مرة واحدة فى حياتي ولعلي غير محظوظ ..
* كثير من الفنانين والصحفيين والشعراء (عملو فيها هم اصحاب محمود بعد وفاته) ..
* وفاة محمود جعلتني أغير نظرتى كثيرا فى الوسط الفنى وفى كثير من الفنانين الذين مارس البعض منهم اسوأ سناريوهات النفاق ..
* مات محمود وسقط من نظرنا عدد كبير من الفنانين الذين كانت لهم مواقف غير مشرفه مع محمود قبل وفاته ..
* ارادو ان يخدعونا بدموع كاذبة وتعاطف مصطنع ولكن النفاق يظهر على الجبين ..
* اريد ان اهمس فى أُذن مجموعات محمود المختلفة وكل جماهيره فى كل مكان ..
* اقول لهم .. أى واحد من جمهور محمود هو فنان ..
* (مستمع) محمود اذا غنى سيكون افضل من كثيرين عاملين فيها فنانين الان ..
* وانتو يا جماعة اصحاب وجعة ..
* عشان كده ليالى تأبين محمود يجب ان تكون بفهم ..
* اوعى تمنحوا الفنانين ديل شرف ان يغنو اغنيات محمود فى ليالى تأبينه ..
* ما دايرين لينا فنان يغنى لمحمود ..
* الداير يشارك فى التأبين يشارك بمرثية او فاليصمت ..
* مات محمود واستثمرتوا لكن فى السنوية ما ح نخليكم تستثمروا ..
* بالذوق كده ما دايرين فنان شاب يغنى اغنيات محمود .. وبالقانون ما دايرين فنان شاب يغنى اغنيات محمود .. وبالراجله برضو ما تغنو غناهو ..
* محمود ده زى ما انكرب واتعصر وصنع نفسو انتو برضو اعملوا زيو وطلعو ليكم اغنيات يحفظها الشعب ..
* تأبين محمود لابد ان يكون مختلفا ..
* نخصص معرض لمقنيات محمود وإلبوماته بتواريخها فضلا عن سيرته الذاتة وصور شخصية منذ نعومة اظافرة وحتى مماته ..
* اهم من هذا ان تمنح الحكومة اسرة محمود (قطعة ارض) الى جانب تسمية شارع رئيسى باسمه ..
* اى شا رع من شوارع بحرى اطلقوا عليه اسم محمود عبد العزيز وهذا اقل تقدير من الحكومة لمحمود ..
* هنالك مجموعة افكار تخدم مشروع محمود ولكننى افضل ان اقولها للقائمين على امر مشروعه بشكل شخصى بعيد عن الجريدة ..
* والحديث عن محمود يجُرنا غصبا للحديث عن مصطفى سيد أحمد ..
* ليس هنالك ادنى شك في تشابه مصطفى سيد أحمد ومحمود عبد العزيز فأن لم يكن التشابه فى المشروع الغنائي فهو تشابه فى الإنسانية ..
* وانسجم تشابه (دواخلهما) حتى فى تفاصيل الرحيل أو المرض الطويل الذى سبق الرحيل ..
* والأحزان فى العادة تتشابه ..
* وتشابه الأحزان يكون أحيانا فى تفاصيل الحزن نفسه ..
* والحزن عندنا (إستوى) من زمان برحيل كثير من الأعزاء والمبدعين ..
* ولعلنا الان نفشل فى إمتحان الكتابة وتتعثر الحروف والمفردات ولكن لابد من الكتابة ..
* وحظ هذا الشعب ان يخرج من الحزن ليدخل فى حزن جديد ..
* ولذلك حلنقى كان صادقا جدا عندما كتب : (الدموع دايما حبايبى) ..
* وحكمة الله ان يموت محمود فى نفس اليوم الذى مات فيه مصطفى من حيث التاريخ (17-1) ..
* مصطفى فنان صنع لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة بفضل خامة صوته وطريقتة الذكية فى الغناء فضلا عن أنتاجه الذى لا يشابه المنتوج المعروض فى الساحة ..
* وهذا ايضا ينطبق على محمود الذى يعتبر هو واحدا من الفنانين أصحاب اكبر قاعدة جماهيرية على مستوى الوطن العربى والأفريقى ..
* جمهور محمود لا يقل عن جمهور (فرق الأندية الرياضية الكبيرة) وكذلك ابو السيد ..
* ومنتوج محمود الخاص كما منتوج مصطفى لا يشابه المطروح فى السوق ..
* كلاهما .. مصطفى ومحمود لم يكن الطريق امامهما مفروش بالورود سيما فيما يتعلق بطريق الإعلام والقنوات الفضائية والتى كانت مختصرة فى تلفزيون السودان ..
* تعامل الجهاز الاعلامي (التلفزيون القومى) مع مصطفى على اساس اعتبارات اخرى فكانت الفرصة امامه ضيقة جدا وذات الشئ محمود الأمر الذى جعلهما يتحصلون على النجومية من خلال المناسبات العامة ..
* ويكفي القول ان محمود كان ممنوعا بشكل رسمى من الغناء في حفل جماهيري داخل ولاية الخرطوم لحاول ست سنوات ..
* بينما ضاق هذا السودان الواسع بمصطفى فهاجر فى غربة عربية لعدد من السنوات ..
* (الأشواك) التى رماها البعض فى(ظلط) مصطفى ومحمود جعلتهما يستغلان (الطريق الترابى أو الردمية) حتى يصلان لما وصلا له ..
* ويطيب لى ان أقول ان مصطفى ومحمود بلغا النجومية عن طريق (الدقداق) و(الكتاحة) ..
* وبلاشك التربية والبيئة وقوة الارادة لعبت دورا بارزا فى صناعة مصطفى ومحمود فضلا عن شخصيتهما (المقبولة والقوية) ..
* ومن الملاحظات المهمة نجد ان مصطفى ومحمود كلاهما كان (مستعجلا) جدا فى أداء رسالته ..
* الإستعجال هو من القواسم المشتركة التى إتفق عليها ابو السيد والحوت ..
* مصطفى فى ظرف سنوات معدودة قدم أكثر من (400) أغنية خاصة (90%) منها لم يرى النور بعد ..
* ومحمود فى سنوات تبدو اقل من سنوات مصطفى قدم ما يزيد عن (340) أغنية (خاص ومسموع) الى جانب كونه اكثر فنان سودانى اصدر إلبومات غنائية ..
* وهذا ربما يعنى ان ابو السيد والحوت قد قدما كل ما عندهما فى هذه الفترة وكأنهما يعلمان بـ(قصر العمر) ..
* يحفظ الناس لمصطفى كثير من المواقف الكبيرة والطيبة الزايدة والحساسية المفرطة تجاه الوطن والاهل ..
* هذا الى جانب ان مصطفى كان إنسانا كريما ونبيلا وهو مثل النسيم لا يؤذى أحدا مهما حدث ..
* وعبقرية مصطفى تجلت فى (الألحان) وتلك الكلمات الصعبة جدا التي غناها وما كان لاى فنان اخر ان يغنيها لولا عبقرية ابو السيد ، ولعل اغنية (عم عبد الرحيم والحاج ود عجبنا وعجاج البحر) وغيرها من الكلمات الصعبة تقف شاهد على ذلك ..
* ثم ان مصطفى لم ينكفي على شعراء البلد المشاهير بل انه غنى لشعراء عرب على رأسهم نزار قبانى واسهم بشكل واضح فى شهرة عدد كبير من الشعراء السودانيين ..
* ثقة مصطفى الكبيرة فى نفسه أهلته بالبلوغ هذا المجد وكذلك محمود ..
* ومن الاشياء التى تحسب لمصطفى كتابته للشعر وغدار دموعك تشهد على ذلك كما انه بارع في العزف على العود ..
* والمقام هو ليس مقام مقارنة بين قامتين ولكنه بحث عن اوجه شبه اراد لها الله ان تتشابه حتى فى تاريخ الرحيل ..
* محمود كان (ود بلد) أغبش لا يقف أمام (المرايا) بالساعات كما يفعل اقرانه ونحمد له أنه قفل الباب أمام تامر حسنى وبقية الفنانين العرب الذين تخصصو فى سرقة (أضان) الشباب السودانى ..
* لو لم يكن محمود لاصبح شباب السودان كله يسمع لتامر حسنى وبقية العرب ..
* وكلما تاتى سيرة مصطفى تاتى سيرة العار ..
* الدولة بكل اجهزتها تلومت كثيرا مع مصطفى الذى دفع من جيبه الخاص مبلغ (20) ألف دولار إشترى بيها (كُلى) من موسكو ..
* والمعلومة هذه تبرعت بها بثينة زوجة مصطفى فى حوارها مع الزميل الصديق عبد الطيف الهادى ..
* عيب والله ان يشترى مصطفى (كلى) من جيبه والحكومة بوزارتها الثقافية تتفرج ..
* ولا أقول اين دور الفنانين واتحاد الفنانين لان هؤلاء دورهم دائما خجول وتعيس من زمن ابو السيد ومرورا بزيدان ابراهيم وحتى الحوت ..
* ان جمهور مصطفى الغالب منه هو جمهور محمود وهذا يؤكد ان مصطفى ومحمود وجهان لعملة واحدة هى (الغبش والغلابة) ..
* يبقى القول : محمود زول مختلف ورغم ان (حواء ولاده) إلا ان محمود هو (اخر عنقود السودان) ..
* الحوت اخر العنقود ..
* وفي يوم ذكراه الثالثة نرفع الأكف لله ان يرحم عبده محمود عبد العزيز وان يدخله الجنة رفقة مصطفى سيد أحمد وكل أموات المسلمين .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد الطيب الامين
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019