بالأمس الخميس إختتم الهلال معسكر إعداده بمدينة سوسة تونسية وينتظر وصوله في الساعات القادمة للخرطوم مواصلاً إعداده لموسم الجديد من الداخل الذي ستتخلله مباراة أمام فريق قورماهيا الكيني مساء الخميس المقبل علي ملعب أستاد بورتسودان علي شرف مهرجان السياحة والتسوّق الذي تنظمه سنوياً ولاية البحر الأحمر ، وما بين أيام معسكر تونس وما تبقى من فترة زمنية علي إنطلاقة ودوران عجلة ممتاز 2016 تبقى الحقيقة الواضحة والراسخة أن المكسب والإستفادة هما العنوان الأبرز لنجاح إعداد الأزرق والذي سيتأكد عملياً من خلال تنفيذه لمبارياته في رزنامة البطولة الكُبرى في السودان
والتي من محاسن قُرعتها قيادتها للهلال لأداء مباراتين متتاليتين
بكادوقلي والأبيض واللتان أعتبرهما شخصياً (هدية مجانية) قدمتها القرعة علي طبقٍ من ذهب للأزرق لإكتشاف قُدراته وإمكانياته الفنية في مجابهة ومواجهة الفائز من خصميه الأفريقيين الأهلي الليبي أو بطل مالي في ذهاب الدور الأول لبطولة انندية لأبطال ، فهلالي الجبال وعروس الرمال فريقان
محترمان وقويان ويذخر كشفيهما بلاعبين متمرسين لاسيما الأخير الذي يُقيم هذه الأيام معسكراً ناجحاً بمدينة بحر دار الأثيوبية ، وهلال الأبيض يجد إهتماماً وعناية كبيرة من والي ولاية شمال كردفان والذي وفّر له ميزانية ضخمة لتحقيق هدف تمثيل السودان وبالتالي الولاية خارجياً سواء عبر بطولة الأبطال أو الكونفيدرالية ، وحتى يصل مجلس إدارة نادي عروس الرمال قام بالتعاقد مع المدرب الشاب الممتاز فاروق جبرة صاحب الطموح التدريبي المحسوس ، وما ينطبق علي هلال شمال كردفان ينطبق علي هلال جنوبها رغم عثرته الفنية التي كادت تطيح به من الدرجة الممتازة لولا تداركه للهزّة بتخطيه فريق النهضة ربك في إياب ملحق البقاء أو الصعود للمماز.
ونتائج المباريات الودية الأربعة للهلال بسوسة حملت البُشريات
والتفاؤل لموسم أزرق إستثنائي لتعويض تضحياته ببطولتي الممتاز وكأس السودان للموسم الفائت ، وسيعمل علي تعويض جماهيره عنهما بنسختي الموسم الجديد ، وشخصياً لا أتفق مع البعض الذين رأوا أن اللقاءات الودية للهلال بتونس أتت أمام فرق أقل قامة من الهلال عدا تجربتي الصفاقسي والإتحاد ،
ففرق سوسة الثلاثة الأخرى ليست ضعيفة فنياً حتى وإن لم تكن من ضمن منظومة دوري رابطة المحترفين بالدوري التونسي ، والمعروف عن كرة شمال أفريقيا عموماً وتونس خاصةً أنها كرة متطورة ومتصاعدة فنياً رغم التراجع الطفيف اذي إعتراها في عقاب (ثورة ابوعزيزي) التي طاحت بحكومة زين العابدين بن علي حيث كان لإضطراب الأمني اليد الطولى في هذا التراجع
الفني والذي سرعان ما تجاوزت كرة تونس محطته لتعود مجدداً لواجهة زعامة الكرة الأفريقية منن خلال التصنيف الشهري الصادر عن الإتحاد الدولي للإحصاء والتأريخ ، وحتى إنتكاسة الترجي الأخيرة أعتبرها من وجهة نظري تراجع طبيعي في ظل سياسة تغيير جلده التي قام بها مؤخراً وسيعود عملاق باب سويقة لسابق مجده اذي كان عليه ، أرجع وأقول أن مباريات مارد السودان الأزرق أتت أُكلها وحققت الغاية المرجوة منها لا سيما في جانب عُقم خط الهجوم اذي عانى منه الفريق في الموسم المنصرم داخلياً وقارياً حيث نجد أن مقدمة الأزرق أحرزت ثلاثة عشرة هدفاً ولم تصُم وتعرف الغياب إلاّ في
مباراة الصفاقسي (سلبية النتيجة) ، وهو مؤشر طيب يُنبئ بأن الجمهور الهلالي علي موعد مع المتعة والإمتاع بينما شِباك الخصوم موعودة بالعذاب و(ألوانه) المُتعددة!.

وإنتدابات اللاعبين الوطنيين والأجانب هي الأخرى تجعل (غيم المُنى الشايل) يتمدد في سماوات الأزرق غيثاً وزرعاً وحصاداً وفيراً ستجني ثماره الشهيّة أٌمة الهلال ، ففريق الكرة بات بحق وحقيقة فريقاً قادراً على تلبية آمال وتطلعات كل فرد منتمٍ للمجتمع الأزرق الجميل والعريض ، والكل اللحظة كله لهفة وشوق لمعانقة أعينهم لأقمارهم المُضيئة والكرة تتهادى بين أقدامهم وتتقافز فرحاُ بين رؤوسهم الذكية ، وتنساب كما الموسيقى في ليلة صيفية حالمة وبديعة ، وإذا كان هلال وقمر السماء أضحى ملهم الشعراء المُحبين والعاشقينن ، فإن هلال السودان صار الهادي والمًرشد لكل نفس مُتطلعة للوئام والغرام والسِلم والسلام ، فاللونين الأزرق والأبيض كفيلان بإخماد كل توتر وعصبية و(زهج) وإحباط تنتج من تفاصيل وإخراجات
الزمن الدنئ ونبّاح ، ينتظر جميع الاهلة مقدم فرسانهم الزرقاء لمؤازرتهم وتشجيعهم وبث الحماس وروح القتال في دوخلهم إستعداداً لمعارك الموسم الطويل بشقيه المحلي والقاري ، وعي قدر أهل العزم تأتي العزائم.
مرحباً بأقمار الهلال في وطنهم الجميل وفي عاصمتهم الأجمل أم درمان ، مرحبا بهم وكل ربوع السودان تهفو وتشتاق إليهم ، ويا بخت بورتسودان وكادوقلي والأبيض بنزول وحلول الأزرق ضيفاً عليها في مقبل الأيام .. ومع الهلال يأتي الجمال ، وأينما كان الهلال كان الجمال ، وحثما تمدد الجمال تمدد الهلال ، وكم جميل أنت أيها الهلال!.
فجر أول
سة وعشرين سنة ويا السُرّة بت عوض الكريم بصرك بصير ، وسمعك سميع ،نضمك نضيم .. بالك محلو صبي وسليم .. س وعشرين سنة ، عودِك أصلاً ما إنحنى ، شامخ بلا البان القديم .. ستة وعشرين سنة ومن فِتنتك أستغفر الله العظيم .. جوك الرجال يا السُرّة بت عوض الكربم من وين ووين ، لا الكلُّو طين غراك ، لا السمِحْ الوسيم .. آ لسُرّة صديتي المشايخ
والعُمدْ ، مرسالا ليك ، ضيعتي بألف البُشارة عليهو ، كيف قلبك صمد قُصاد المغريات ، الجان يجِنْ ، والهام يهيم!!.