ورحل كابتن ضرار بريمة ..!



ضرار بريمة، اسم غني عن التعريف في عالم الموردة، سوى كان على المستوى الإجتماعي أوالرياضي، فقد عرفت اسرة آل بريمة بالموردة منذ القدم وكان والدهم الحاج بريمة (شيخ الجزارين) بالسوق وزعيمهم واشتهر أبناءه بالرياضة وحبهم لها ولعل ممارسة ثلاث أشقاء منهم للكرة أكبر دليل على ذلك فالأول عوض بريمة وقد كان حارس مرمى ولكنه لم يستمر كثيراً ويلمع في عالم المستديرة ولكن شقيقاه فضل وضرار بريمة فكاناً نجمين لامعين التحقا بفريق الموردة وقدما عصارة جهدهما ، وقد رحل قبل عام من الآن الكابتن فضل بريمة وها هو شقيقة الكابتن ضرار بريمة يلحق به في الرفيق الأعلى ، ويعد الكابتن ضرار من الرعيل الأول الذي وضع لبنة الكرة السودانية، فكان من جيل الخمسينات الذهبي ، لعب مع الفرقة الذهبية للموردة، فالويل والعذاب لمن كان يلاقي فرقة الموردة وفي مرماها فضل بريمة وأمامه الصافي أحمد عبد الله وخليل فضل المولي وجمعة الله جابو وفي وسطها حامد الجزولي وخليل ابو زيد وفي الهجوم ...جناح يمين قدرنبو وجناح شمال ضرار بريمة وفراودة ترنة وبرعي فضل المولي ، فقد كان هذا الفريق بداية لفرقة الموردة بتلعب والتي ورثت هذا الجيل ، وقد ورثها بدوره الغيرة على الفريق والمهارة وحب الشعار ، كان في ذلك الوقت وبعد أن تحقق الموردة بطوله يطاف بالكأس على بيوت اللاعبين بيتاً بيتاً وتردد الأهازيج ويخرج النساء ليوزعن الحلوى والشربات على الجمهور الذي كان يتغنى بأسماء اللاعبين ومنها (الفن الفن يا ضرار الفن ... الفن الفن يا ترنة الفن) ، و(ترنة وضرار غلبو الهلال) و (ضرار العمل الحركة وود الجزولي القد الشبكة) وغيرها ، فقد شكل الكابتن ضرار بريمة ثنائية خطيرة مع الكابتن محمد عبد المجيد (ترنة) ويذكر الجميع المقولة الخالدة (ترنة وضرار غلبو الهلال) ومردها أن الهلال كانت مبارياته مع الموردة تتسم دائماً بالندية فإذا فاز الهلال في الدورة الأولى تأتي الموردة وتفوز في الدورة الثانية وكثيراً ما كان يتألق في مباريات الهلال والموردة اللاعبين (ترنة وضرار) لذلك جاءت تلك المقولة التي أضحت خالدة ، كان الكابتن ضرار بريمة ضمن فرقة الموردة التي سافرت إلى جمهورية مصر العربية في العام 1951م ، إلى جانب شقيقه فضل بريمة وعبد الوهاب سلمان والد لاعب المريخ السابق كمال عبد الوهاب والصافي أحمد عبد الله وقرعم والشاويش جمعة وحامد الجزولي وعبد المجيد ترنة وعبد القيوم خير الله وعبد الجليل حاكم ومبارك محمد خليفة (مارقيط) والخليفة موسى حكم مرافق وقد استعان فريق الموردة في تلك الرحلة بحارس مرمى فريق الوطن الله جابو وإبن مدني ابراهيم كرار ولاعب الهلال ديم الكبير وكان بمعيتهم الإداري ولاعب الفريق السابق حسن إبراهيم (مطبعة) وقد سطرت الموردة في تلك الرحلة مجداً للكرة السودانية عندما هزت عرش الكرة المصرية ممثلاً في أقوى فرقها الترسانة والاهلى وفاروق سابقاً (الزمالك حالياً) وفريق الكلية الحربية ، فقد حققت الموردة الفوز على تلك الفرق ولعل أشهرها مباراة الموردة أمام الأهلي التي كسبتها الموردة بهدف ترنة الذي جاء من قذيفة قوية عجز حارس الأهلى عن صدها، لقد شكل الكابتن ضرار بريمة قوة ضاربة في هجوم الموردة وكان لاعباً مهاباً ذو مهارات عالية وضربات يسارية قاتلة فقد اشتهر بقوة التسديد والمهارة العالية جداً التي تحدث عنها الركبان ، وعند حدوث المشكلة الشهيرة بين الجاريين اللدودين الموردة وأبوعنجة - عندما كانت أبو عنجة بالدرجة الأولى - فقد انتقل هو وعبد الله الحاج وخليل فضل المولى ومبارك مارقيط إلى فريق أبوعنجة ، ولكنه ظل وفياً للموردة مرتطباً بها ارتباطاً وثيقاً وبفقده يكون قد لحق برفقاء دربه الكباتن ترنة والشاويش جمعة وجمعة طرورة وحامد الجزولي والصافي أحمد عبد الله وشقيقه الحارس الأمين فضل بريمة ، نسأل الله العلي القدير أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يلهم آله وأبناءه اللواء شرطة يوسف و محمد وسيف وعلي ضرار الصبر وحسن العزاء ، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.والعزاء موصول لأسرة نادي الموردة الرياضي في هذا الفقد الجلل والبقاء لله.