من حق نادى المريخ ان تكون لديه صحيفة خاصة به وناطقة بلسانه وتروج لانشطته الداخلية ومشاركاته الخارجية بالاسلوب الذى يرضى جماهيره ويرفع من معنويات لاعبيه ويحفزهم نحو الاداء الافضل والنتائج الايجابية وذلك فى مواجهة الحرب الاعلامية التى يتعرض لها النادى بين الحين والاخر ,, صحيح ان هناك صحف خاصة واقلام حمراء تقوم بهذا الدور وتحرص دائما على الدفاع المستميت عن حقوق النادى والتعبير عن اراء جماهيره وادارته واقطابه ولكن تبقي صحيفة النادى لها نكهة خاصة لدى الجماهير التى تفضلها على بقية الصحف الاخرى حتى وان كانت حمراء الهوى ,, فلا خلاف بان اصدار صحيفة خاصة بالمريخ امر ضرورى فى بلد مثل السودان يتميز شعبه دون بقية دول اخرى بشراء الصحيفة حتى لو استقطع ثمنها من قوت يومه ,, ولكن يبقى السؤال المحورى الذى يفرض نفسه حاليا ,, هل الظروف التى يمر بها النادى حاليا بسبب الازمة المالية الخانقة تسمح باصدار صحيفة يومية ؟
صناعة الصحافة فى السودان اضحت اليوم باهظة جدا ومكلفة من كافة النواحى فى ظل ارتفاع مدخلات الطباعه وما سببته من معاناة مستمرة دفعت عدد كبير من الصحف السياسية للتوقف لعدم قدرة ناشريها فى التوفيق بين تكلفة الطباعة وتوفير رواتب الصحفيين وغيرهم من العاملين فى هذه الصحف فضلا عن المصروفات اليومية لتسيير عمل الجريدة ,, صحيح ان صحيفة النادى قد يكون لديها قرائها الذين يحرصون على شرائها وزيادة حجم توزيعها الا ان هذا ايضا لم يعد فى الوقت الحالي معيارا دقيقا لضمان ارتفاع معدلات التوزيع التى مهما وصلت من ارقام قياسية فانها لن تغطى تكلفة الطباعه التى تواصل الارتفاع باستمرار مع تدهور قيمة الجنيه امام الدولار الذى تعتمد عليه اصحاب المطابع فى استيراد مدخلات الطباعه ,, لهذا اعتقد ان لجنة التسيير قد جانبها الصواب وعدم التوفيق فى قرارها الاخير بالموافقة على اعادة اصدار جريدة المريخ بعد ان توقفت عن الصدور فى عهد المجلس السابق خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانى فيه المريخ من حالة افلاس لايمكن انكارها مهما حاول البعض ان يقلل منها او يتذمر ويتضايق من الاشارة والكتابة عنها فهى حقيقة تؤكدها وتجسدها عثرات برنامج الاعداد والركض خلف جمال الوالي وسودا كال والفادنى لتوفير الحد الادنى من تكلفة العمل اليومي ,, فليس من مصلحة لجنة التسيير ان تضيف عبئا ماليا جديدا على خزينة النادى الخاوية على عروشها ,, فالجريدة كما نعلم لن تصدر بالمجان وانما بتكلفة مالية عالية قد تكون خصما على تكلفة اشياء اخرى تأتى فى مقدمة قائمة الاولويات والضروريات التى يحتاجها المريخ وهو فى فترة الاعداد والتحضير للموسم الجديد ,, ولا اعتقد ان هذه ( الاولويات والضروريات ) غائبة عن اذهان رئيس واعضاء لجنة التسيير الذين يدركون ايضا بان فترة تكليفهم قد اقتربت من نهايتها الامر الذى يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول مغزى توقيت هذا القرار غير المدروس ,, الا اذا كان هناك من بين الذين (ينشطون) حاليا فى استجلاب العضوية يخطط لاستغلال صحيفة النادى فى حملته الانتخابية خوفا وتحسبا ان لايجد له مساحة فى الصحف الحمراء التى تصدر حاليا !