• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024
عبد اللطيف الهادي

جوهرة الهلال .. صراع مع الزمن!!

عبد اللطيف الهادي

 0  0  10202
عبد اللطيف الهادي


عندما ذكر أشرف سيد أحمد الكاردينال خلال الحملة الإعلامية الترويجية لإنتخابات منصب رئاسة نادي الهلال عام 2010 بأنه سيُحيل أستاد الهلال لـ(جوهرة زرقاء) تليق بتأريخ ومقام المجتمع الأزرق الضخم والعريض ، سخر معظم الأهلة من (كلام) الرجل وأعتبروه مجرد وعد (سرابي) يحسبه الظمآن ماءاً وسينتهي وعده لذات مصير وعود منْ سبقوه في رئاسة نادي الهلال ، ومضى الكاردينال لحال سبيله بعد إنتخاب البرلمان الهلالي للأمين البرير ، ودارت دورة الأيام ووضعت الجمعية العمومية ثقتها فيه هذه المرة ليقوم وفي صمت وبعيداً عن الأضواء والشو الإعلامي بتوقيع عقد بناء الجوهرة الزرقاء مع الشركة الصينية ، ومع هذا لم يظهرْ الأهلة الأمر إهتماماً كبيراً ، وفجأةً وبدون سابق موعد رأى الأهلة من أعضاء النادي الآليات والعربات وهي تفرغ حمولات المواد الخاصة ببناء الجوهرة بساحة النادي ، وبعد يومين إبتدأ العمل ، وبعد فترة وجيزة ظهرت الأعمدة الأرضية ليشعر الجميع بأن الرجل علي (قدر كلمته) وأنه مصمم علي تنفيذ ما وعد به ، كما أعلن أن التمويل من ماله الخاص ولن يقبل بمشاركة أحداً فيه خلاف العم الجميل حسن شبشة ــ أمد لله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ــ ، ومن هنا إبتدأ الحُلم يتحوّل لحقيقة لا تقبل التأويل ولا التحوير!.
وللأمانة فإن الرجل أسماه مشروع جوهرة الهلال ، لكن (القلم ونصف القلم) أبيا إلاّ أن يسميانه جوهرة الكاردينال ، وهنا كنت اتوقع أن يقوم رئيس الهلال بتنبيه القلم ونصفه لتعاطيهما إعلامياً مع المشروع بالإسم الذي أختاره هو قبل أربعة أعوام ، ولكنه إلتزم الصمت بعد أن وجد الإسم الجديد هوىً وصدىً في نفسه ، وقديماً قيل للفرعون: منْ فرعنك ، رد بالقول: لم أجد منْ يحوشني ويوقفني عند حدِّي! ، ويا ليت يخرج الكاردينال بتصريح يُعيد فيه إسم المشروع السابق عهده الذي إختاره هو بنفسه تقديراً ووفاءاً وإحتراماً للجماهير الزرقاء التي تتغنّى الآن بإسمه وتدعو له أناء الليل وأطراف علي عمله الصالح الذي يقوم به نحو ناديها الجميل ، والقلم ونصفه وتابعيهما من أقلام (الفكّة) يضربون الآن الدفوف ويقرعون الطبول للكاردينال لمصلحة تربطهم معه ، لكن سينقلبون عليه متى إنتهت الصلحة ووصلت (المعاهدة) لنهايتها الحتمية ، وعلي الكاردينال ، يعلم أن معظم أمة الهلال تقف معه بقناعاتها هي لا تبغيةً ولا إنقياداً لمداد أقلام النفاق التي هي ننفسها مُنقادة بأمر الجاهير الواعية والمُثقفة والتي تُميِّز الصالح من الطالح ، والضال من الراشد!.
كما يبدو أن الحكومة شعرت وأحست بإلتفاف الجماهير حول قائد مسيرة التعمير والتشييد بالنادي الأزرق فكان أن قام وزير الشباب والرياضة بحكومة ولاية الخرطوم بزيارة تفقدية للمشروع الكبير وبمعيته وزير البيئة الإتحادي ورئيس الهلال الأسبق حسن عبدالقادر هلال ، وكذلك والي الجزيرة السابق ورئيس الهلال الأسبق الفريق عبدالرحمن سرالختم وكان في إستقبالهم أشرف الكاردينال وعدد من أعضاء المجلس الأزرق ، وقد وقف وفد الحكومة علي الخطوات الكبيرة التي تم إنجازها بحيث بانت معالم المشروع الضخم والذي سينقل الهلال ومدينة أم درمان لآفاق أسمى وأرحب في دنيا الجمال والأعمال الخالدة ، و(حتى تكتمل الصورة) الرائعة المطلوب من الحكومتين المركزية والولائية تقديم يد العون لمجلس الهلال ــ ليس مالياً ــ وإنما بسرعة إستعجال تنفيذ قرار إخلاء المحال التجارية المُعوِّقة لسير العمل ، وكذلك بإستصدار قرار بتحويل موقف المواصلات الواقع شرق الأستاد وتمليك مساحته للهلال لتوسعة النادي وإصفاء اللوحة الجمالية علي المشروع البديع ، هذان القراران هما كلما يطلبه الأهلة من الحكومة إتحادية كانت أم ولائية ، فهل فعلت وإستجابت للرغبة الزرقاء هذه؟!.
وبحسبما صدر عن رئيس نادي الهلال في حديثه للوفد الحكومي الزائر ، ووفقاً لإلتزام الشركة الصينية المنفذّة للمشروع فإن الإفتتاح سيتم في السابع والعشرين من مارس من العام الجديد المقبل ، وهو موعد يسبب بعض القلق والخوف والتوجُّس بإعتبار أن إنطلاقة مشاركة الهلال في الدور الأول لبطولة الأندية الأفريقية ستبدأ في مطلع ومنتصف نفس الشهر ما يعني خوض مباراته في الإياب أمام الفائز من بطلي ليبيا ومالي خارج ملعبه وتحديداً بأستاد الخرطوم المُعتمد رسمياً من قبل مجلس الهلال لأستضافة خصومه في بطولة الدوري الممتاز عليه ، علماً أن مباراة الذهاب الأفريقية سيؤديها الهلال بطرابلس أو باماكو ، ومعلوم أن أرضية ملعب شيخ الأستادات مغطاة بالعُشب الإصطناعي والذي إنتهى عمره الإفتراضي ، كذلك فإن دراسة علمية علي العشب الإصطناعي أثبتت ن الفترة الزمنية الممتددة من فبراير حتى أكتوبر تُعتبر من أسوأ الفترات التي يركض فيها اللاعبون عليها بسبب إرتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة من شهور السنة ، كما أن عُشب أستاد الخرطوم إنتهت فترة صلاحيته وبات بالتالي مُهدد رئيس لصحة وسلامة اللاعبين ، وهنا أقترح علي المجلس العمل علي نقل مباراة الإياب في دور الـ(32) الأفريقية لآي مدينة ولائية كدنقلا و مروي أو كادوقلي لتميُّز ملاعب هذه المدن بجودة عُشبها الطبيعي ، رغم يقيني بالأعباء المالية الإضافية التي ستلقي بكاهلها علي خزينة النادي من ترحيل للفريق الزائر والحكام والمراقب وفريق الهلال نفسه ، إلي جانب الإقامة والضيافة ، وخير للهلال أن يخسر المال من أن يخسر نتيجة مباراة ستجلسه علي رصيف الفرجة وتنسف أحلام جماهيره الوفية المُتطلعة للقب الأفريقي الغالي ، أما بالنسبة للمساندة الجماهيرية فإن كل مدينة أو قرية في السودان هي أرض للهلال وفيها يتواجد عُشّاقه ومحبيه ، فليست العاصمة منْ تحتكر حب وغرام الأزرق الدفّاق!.
لقد بات الأهلة في صراع مع الزمن لإستكمال بناء الجوهرة الزرقاء حتى تصبح جاهزة لإستقبال مواعيد الهلال الأفريقية الكبيرة ، وإكتمال المشروع سيكون خير دافع وحافز للاعبي الأزرق لتحويل الحلم لحقيقة مثلما صارت جوهرة الهلال حقيقة تمشي علي ساقين وتُجبر الحكومة علي تفقدها والإهتمام بها والتي جعلت أيادي الثلاثي عبدالرحمن سرالختم وحسن هلال وأشرف الكاردينال تتشابك مُعلنين الوحدة والتوحد خلف راية الهلال العالية والخفّاقة!.
فجر أخير
حلفنا نقوم .. وينسمِع الصوت الكان مكتوم .. لا صف مقسوم .. لا خوف لا نوم .. لا حق في بيت لي طير الشوم .. لا طاغية سمين ، لا غِش بالدِّين ، لا جوع سكين ، لا صفور بدقون في الجو بتحوم .. يا أكتوبر قسماً ، قسماً ــ لي درب النور ــ في الدم بنعوم .. ينكسِر الخوف ، ويتجلاّ الشوف ، وتعود (أقمارِك) يا خرطوم!!.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019