× رغم ارتفاع الأصوات غير الموضوعية في الصحافة الرياضية والتي تعتمد على الإساءة والمغالطة والإتهامات الباطلة في كل ما تطرحه من آراء منحازة للأندية التي تنتمي إليها أو التي تختلف مع إداراتها وتعمل على تعبئة الرأي العام ضدها للتخلص منها، رغم إرتفاع أصوات التطرف والإنفلات في كثير من الصحف الرياضية فهناك بعض الأقلام الموضوعية والمحترمة وفي مقدمتها قلم أخي وصديقي الحبيب عبد المنعم شجرابي الذي يؤكد في كل يوم أنه قلم يجبر الجميع على إحترامه لمهنيته العالية وموضوعيته في مواجهة كل ما يتعرض له من هجوم دون ان يفقد وقاره أو يخرج عن طوره ليرد علي الإساءة بأسوأ منها كما هو الحال في الصحافة الرياضية التي تحوّلت من ساحة لتغطية الأحداث بأمانة وشفافية وللنقد الهادف البنّاء إلى ساحة للمعارك الشخصية والإساءات والمهاترات وإغتيال الشخصيات بالطعن في شرفها وأخلاقها وإطلاق الإتهامات دون بيِّنات أو مستندات لتفقد الصحافة مصداقيتها وتتحوّل من أداة بناء وتطوير إلى معاول هدم وتدمير.
× قد يرى البعض أن شهادتي في شجرابي مجروحة بإعتبار أنه أخ وصديق ولكن الشيء الذي أؤكده للجميع هو أنني أتحدث عن شجرابي بالمنطق وبالعقل وليس بالعاطفة فهذا الرجل من أهرامات ورموز الصحافة الرياضية وقد كسب إحترام الجميع بأخلاقه الرفيعة وبإهتمامه بقضايا الناس فهو لم يختزل كتاباته في الرياضة وفي عشقه الهلال فقط بل فرض نفسه كصحفي شامل يكتب في القضايا الإجتماعية وفي السياسة ويتحدث عن الثقافة والفن هذا بالإضافة إلى كتاباته في الرياضة والتي جعلته يجلس في الصفوف الأمامية بين الصحفيين الرياضيين.
× أقول هذا الكلام بسبب إختيار الإتحاد العربي للصحافة الرياضية لشجرابي ضمن مجموعة من الصحفيين العرب المتميزين في المهنة والذين سيتم تكريمهم خلال الفترة من 25 ديسمبر وحتى 27 ديسمبر في تونس في إحتفال كبير أطلقوا عليه مسمى عيد الإعلاميين الرياضيين العرب وهذه الإحتفالية تُقام في كل عام في دولة مختلفة وقد أقيمت في السابق في دول الأردن ومصر والسعودية والإمارات.
× إن تكريم شجرابي من قبل الإتحاد العربي للصحافة الرياضية تكريم للصحافة الجادة والمسؤولة وتكريم للأقلام الشريفة التي تقول كلمة الحق.. هو أهل لهذا التكريم دون أدنى شك.. وشخصيا أرى أن رجل في قامة شجرابي يجب أن لا ينحصر تكريمه في هذه الإحتفالية العربية فقط بل هو يستحق تكريماً في وطنه على مستوى الدولة فهو الصحفي الذي يقف بشموخ في زمن سقوط الإعلام وهو الصحفي الذي يقول كلمة الحق في زمن الزيف والنفاق وهو الصحفي الذي يكتب بصورة جادة وبشكل موضوعي في زمن تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام.
× لقد عملنا أنا وشجرابي في العديد من الصحف وشاركنا في تسجيلات الهلال ويمكن القول أن شجرابي من أكثر الصحفيين الهلاليين الذين أعطوا نادي الهلال وقد عاصر 14 رئيسا وطوال هذه الفترة لم يكن قلما هداما وإنما كان وما زال قلما يكتب من أجل الإصلاح والمباديء والجميل في شجرابي أنه يقول رأيه دون الخوف من ردود الأفعال رغم أننا نعيش في زمن يخاف فيه الصحفيين من ردود الأفعال لهذا تجدهم يعملون ألف حساب للقراء وبسبب خوفهم هذا يكتبون آراء ضد قناعاتهم.
× ورغم علاقتنا القوية إلا أننا إختلفنا كثيرا في قضايا الهلال ومن بين هذه الأمثلة قضية هيثم مصطفى فقد كان شجرابي من غلاة المؤيدين لشطبه من كشوفات الهلال فيما كان شخصي الضعيف من الرافضين بقوة لشطبه وإخراجه من ناديه بهذه الطريقة المهينة ولكن يُحسب لشجرابي أنه لم يُغير قناعاته ففي الوقت الذي تبدلت فيه مواقف البعض بخصوص الكابتن هيثم مصطفى ما زال شجرابي متمسكاً برأيه وقد كتب في الأيام الماضية منتقدا عودة هيثم كمدرب مساعد وبالمقابل كتبتُ أنا مرحباً بعودة البرنس.. إختلفنا كثيرا أنا وشجرابي في الكثير من القضايا ولكن إختلافنا هذا كان من أجل المصلحة العامة ولكن كل شخص يرى المصلحة العامة من منظور مختلف عن الآخر والشيء الجميل في هذا الإختلاف أنه لم يؤثر على علاقتنا التي تزداد قوة ومتانة يوما بعد يوم لأننا نفصل تماما بين العمل الصحفي وبين العلاقة الأخوية الراسخة.
× شجرابي الصحفي يلتزم الموضوعية ولا يكتب بتطرُف وينأى بنفسه عن الإبتذال والإسفاف ويكتب بطريقة تمتزج فيها السخرية والفكاهة بروح الصفاء ونقاء السريرة.. شجرابي الإنسان رجل إجتماعي من الدرجة الأولى.. لا يتخلّف عن المناسبات.. مهموم جدا بالناس وبمشاكلهم اليومية.. ورغم أنه فقير ماديا إلا أنه غني بحب الناس وبإحترامهم له وبالمكانة الرياضية والإجتماعية الرفيعة التي وصل إليها.. سعادتي كبيرة بتكريم الإتحاد العربي للصحافة الرياضية للأخ الحبيب شجرابي.. وستزداد سعادتي إذا وجد تكريما داخل الوطن على مستوى الدولة.