تحدثنا عن فشل مجلس الهلال في تأمين صفقة شيبوب وقلنا أن هروب اللاعب بهذه الطريقة من قبضة الهلال وعودته إلى المريخ من جديد يُعتبر إخفاقا جديدا للمجلس وقلنا أن مجلس الهلال وطالما أنه لم يكن مستعداً بخطة جيدة للحفاظ على اللاعب ما كان له أن يُقحم نفسه في هذه المعمعة لأنه في النهاية جعل المجلس يظهر بمظهر الغر الساذج ومنح المريخ نصراً إداريا مجانياً.

اخطأ المجلس بعدم حفاظه على شيبوب.. وتم إغلاق ملف اللاعب من مجلس الهلال وبتصريح مباشر من رئيس الهلال أشرف الكاردينال الذي قال (ده طرفنا من شيبوب وقروشنا شلناها).. وهذا التصريح ورغم أنه لا ينبغي أن يصدر من رجل في مكانة رئيس نادي الهلال إلا أنه في النهاية لا يخرج عن كونه تأكيد واضح على أن الهلال صرف النظر نهائياً عن شيبوب ولم يعد في حساباته.. ولكن المصيبة وربما الكارثة هي إحتضان نادي الهلال من جديد للاعب بعد أن هرب من المريخ.. شيبوب لم يعجبه العرض المالي المقدم من المريخ بل يمكن القول أنه وجد أن المريخ لا يمتلك المال الكافي فأغلق هاتفه وذهب إلى منزل الكاردينال.

ليخطيء الكاردينال نفس الخطأ ويلتقط الصور مع اللاعب من جديد بنفس الطريقة الشوفونية.. وهذا الشيء يؤكد أن الرجل لا يتعلم من أخطائه.. ولا يعرف معنى الخجل.. شخصياً لو كنتُ مكان الكاردينال فإنني لن ألتقط أي صورة مع أي لاعب بعد الطريقة التي طار بها بكري المدينة وبعد هروب شيبوب إلى المريخ رغم إلتقاطه للصور مع الكاردينال.

لو كان مجلس الهلال بقيادة الكاردينال مسؤولا ومدركا لقيمة ومباديء نادي الهلال لما إحتضن هذا اللاعب مرة أخرى ولو كان مستواه خليط من باتريك فييرا وروي كين.. فهذا اللاعب الذي نكص عن إتفاقه مع الهلال وهرب بتلك الطريقة الرخيصة والغبية لاهثاً وراء المزايدات المريخية لا يستحق أن ينال شرف إرتداء شعار الهلال.. وعندما أقول الطريقة (الغبية) فإنني أتحدث عن عودة اللاعب مرة أخرى للمريخ رغم أنه يعلم تماما أن مشكلة المريخ هي المال.. ولولا مشكلة المال لما وافق اللاعب على فكرة الإنضمام للهلال (في المرة الأولى).. فلماذا إذن عاد شيبوب إلى المريخ؟

شبوب لا يستحق إرتداء شعار الهلال.. ولا يستحق ايضا أن يرتدي شعار المريخ.. ولو كان إداريو القمة يُحكمون عقولهم ويديرون الهلال والمريخ بمسؤولية لكان القرار السليم والقوي هو صرف النظر وبشكل نهائي عن شيبوب ليكون عبرة وعظة لجميع اللاعبين.. فالبحث عن العرض الأفضل لا يكون بهذه الصورة المبتذلة.. وما قام به هذا اللاعب إن دل على شيء فإنما يدلُ على أنه شخص مراوغ يريد أن يكسب المليارات بأي طريقة دون أي إعتبار للكلمة أو الإتفاق.

مجلس الهلال الذي إستقبل شيبوب بالأحضان رغم أنه لاعب متلاعب ومراوغ ورغم أنه هرب من وفد الهلال بصورة غير كريمة قام بالأمس بفسخ عقد معتصم عبد القادر بشكل رسمي دون حتى أن يوضح الأسباب.. فمن ناحية يتحدث البعض عن ضعف المستوى وهو كلام لا يدخل العقل لأن هذا ليس هو الوقت المناسب للإستغناء عن اللاعبين.. هو مجرد مبرر واهي أطلقه الأشخاص الذين تسببوا في الإستغناء عن هذا اللاعب.. وهناك من يتحدث عن جلوس اللاعب مع المريخ وهو الأمر نفاه اللاعب في صفحته الشخصية في فيس بوك.. وفي مثل هذه الظروف يجب أن يوضح مجلس الهلال أسباب فسخ العقد.. خصوصا وأن توقيت فسخ العقد غريب جدا.. ولكن المجلس كان غامضا.. لم يكن شفافا.. لأنه لا يمتلك أسبابا جوهرية لفسخ العقد.. لهذا إكتفى بالصمت.. نفس الصمت الذي مارسه بخصوص عودة هيثم!

هناك من ربط بين عودة خميرة العكننة وبين الإستغناء عن معتصم عبد القادر.. وهو أمر لا أقول مؤكد ولكنه وارد.. فمن تسببت عودته في الإستغناء عن المحترم أحمد عافية يمكن أن يكون المتسبب في إنقلاب المجلس على اللاعب الشاب معتصم عبد القادر.. أمر مؤسف ومخزي أن يحتضن مجلس الهلال شيبوب رغم تصرفاته الطفولية ويطيح بلاعب شاب ينتمي إلى الهلال وهو معتصم!

الإدارة في الهلال هي أزمة الهلال الحقيقية.. والأحوال الزرقاء لا تسر عدوا ولا حبيب.. وكل القرارات الأخيرة كانت عشوائية وضد مصلحة نادي الهلال.. وضد المباديء.. يجب أن لا يحاول مجلس الهلال أن يخدع الجمهور.. فالتعاقد مع شيبوب لن يكون مكسبا.. بل خسارة.. وخسارة كبيرة جدا.. عاد هيثم.. وعودته كانت ضد مباديء الهلال.. تم الإحتفاء بشيبوب مرة أخرى.. وهذا الإحتفاء ضد مباديء الهلال... تغور الجوهرة.. وتبقى المباديء!