غبتُ عن الكتابة والتواصل مع القراء الأفاضل لعدة أيام وعدتُ للتحبير ومازال (الصوت صراع زمني)! ، أكتب عن (التيوة) السودانية وعن همومها ونهضتها وتطورها وتفدمها ومع هذا تأبى الصرخة كثيراً علي مبارحة حنجرتي وإنطلاقتها بالتحليق عالياً في فضاء وادي الصمت لتموت في دواخلي كما تموت الأحلام الجميلة في مهدها ، غبت عن التحبير وأزمة الموسم المنصرم لم يوارى جثمانها ثرى التغبيش والتغييب الفكري بعد ، وعدتُ وأزمة جديدة تطل برأسها من جديد مهددة إستقرار الموسم الجديد ، والعريب والمُحيِّر والمُدهش حقاً أن الإتحاد العام (الحاكم) وناديه المدلل المريخ هما وحدهما القاسم المشترك في الأزمتين السابقة واللاحقة كأنما بقية أندية السودان ماهي إلاّ مجرد (شغيلة) في (مملكة نحل عسل) المريخ وإتحاده ، أو الإتحاد ومريخه!.
لن أكتب ــ علي الأقل في الوقت الراهن ــ عن الظاهرة ألوك ولا عن ميكافيللية الإعلام الأحمر وصحفه الصفراء وهم وفي غير ما حياء وخجل يكتبون وفي كورالية خلف (المايسترو) عن (سودانية) ألوك وعن مسقط رأسه أبيي حتى لو كان مولوداً في مدينة أويل الجنوب سودانية وهو نفسه الإعلام وذاتها الصحف التي (أسقطت) عن لاعب هلال كادوقلي طونق جنسيته السودانية و(رقمه الوطني) المعتمد من حكومة ولاية جنوب كردفان وإلحاقه رغما عن أنفه لمدينة الرنك! ، مع العلم أن اللاعب طونق لم يُسجِّلْ أو يلعب لنادي جنوب سوداني أو يُشارك مع منتخب جنوب السودان الوطني كما فعل الظاهرة ألوك .. ووالله يا ناس الإتحاد والمريخ عملتوها (ظاهرة) وكمان شينة وقبيحة!.
عدت لتسطير كلمات مقالات رأيي وسأحاول ــ قدر ما إستطعت ــ الإبتعاد عما سيقود لغيابي ، وسأمنح قلمي (حرية التعبير) والكتابة عن عشقي وحبي الأول الأخير رياضياً نادي الهلال زعيم الحرية وأبو الديمقراطية الرياضية في وطني الجميل والغالي ، وحروف زاويتي اليوم أحصرها في مناقشة ومحاورة مجلس إدارة نادي الهلال حول موافقته (الصامتة) على خوض مباراة (السوبر) ضد غريمه المريخ التي تم تحديد تأريخ الأول من فبراير بمدينة جدة السعودية كإستهلالية للموسم التنافسي الجديد 2016 ، إلتزم المجلس الصمت وأختار السكوت علي قرار وخبر إقامة لقاء السوبر ما يشئ الأمر علي تقبله له وموافقته عليه وهو الشئ المؤكد الذي قاد لفرحة كبيرة إجتاحت دواخل قادة الإتحاد العام وأهل المريخ وإن جاءت (كتومة) ومحبوسة بإرادتهم حتى أوان أن تصير المباراة واقعاً مُعاشاً ويومها ستضج حلوقهم بالقهقهة الطويلة علي حال الهلال وتذبذب مواقف مجلس إدارة ناديه! ، كيف لا ومشاركة الفريق الأزرق وخوضه المباراة الإستهلالية تعني فعلياً وعملياً و(ضمنياً) إعتراف مجلس الهلال بشرعية لجنة الإستئنافات وقانونية قراراتها التي قادت لـ(برنجية) المريخ وتربعه علي الموسم الفائت وإحتكاره بطولتي كأس السودان والدوري الممتاز ، وكذلك إعترافه وإقراره بمركز (الوصافة) في كلتا المنافستين ومتى أُقيمت المباراة وشارك الهلال فيها فإنه يومها لن تكون له حجة ولا (منطق) في مناهضته لفساد القانون بالإتحاد العام ولن يستطيع إقناع حتى الأطفال الخُدّج بصحة موقفه الذي أعلن المجلس عن نقله له للموسم الجديد!.
ملأ مجلس الهلال أركان رياضة كرة القدم المحلية ضجيجاً وهزّ كيانها بقراره القوي الخاص بالإنسحاب من منافستي الموسم المنصرم ووجد إجماعاً ومساندة غير مسبوقة طوال تأريخ النادي الشامخ والباذخ ، ولكنه ــ أي المجلس ــ سيقود بنفسه لشتات وتشرذم الجماهير إن إلتزم الصمت الحالي ووافق علي المشاركة في مباراة السوبر والتي لن يجد الإتحاد العام أفضل منها لتكريم ناديه (المُفضّل) وتتويجه بذهب بطولتي الموسم الماضي ، وأمام منْ؟ ، أمام الهلال المنسحب من موسم قال عنه ، بل ودمغه بالفساد ، فهل هناك إذلال أكثر من هذا إن خاض الهلال مباراة السوبر المريخية؟!.
وما ذهبت إليه سابقاً ليس بالتحريض ولا لإثارة القلاقل بقدر ماهو تبيه وتحذير مُبكِّر حتى لا يقع المجلس الأزرق في الفخ والكمين الأحمرالظاهر والمستتر ، كما أن إعتذاره عنها لن يُدخل الفريق تحت طائلة القانون بإعتبار أن الهلال أصلاً غير معترف بنتائج الموسم الماضي والذي كان ثمنه فقدانه لبطولتين كانتا أقرب إليه من حبل الوريد خاصة الدوري الممتاز واللتان غادرهما بحُر إرادته وبمحض إختياره موفور الكرامة ومرفوع الرأس فهل بعد كل ذلك يأتي لبيع كرامته وطأطأة رأسه لمجرد أن ملعب جوهرة الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ستستضيف المباراة؟ ، وعلي مجلس الهلال أن يضع في إعتباره وفي حسبانه جيداً أن (بدعة) إقامة مباراة السوبر بالخارج نبعت من (الغيرة) من الإتحاد المصري لكرة القدم الذي لبى طلب نظيره الأماراتي بإستضافته لقاء السوبر بين الأهلي والزمالك بمدينة دبي في أكتوبر الماضي والتي درّتْ عليه عائداً مالياً كبيراً ، ويبدو أن إتحادنا الهمام يُريد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بسعيه المحموم لنقل مباراة السوبر لعروس البحر الأحمر السعودية وأهم عصفور (ينشِّنْ عليه) إدخال الهلال بيت طاعة القانون و(شرعنته) كذلك لقرارات لجنته الإستئنافية وقانونية تتويج الحبيب بالذهب الأصفر!.
عموماً ، أتمنى علي المجلس أن يعلن موقفه الرافض للمباراة البدعة اليوم قبل الغد ، حتى لا نمنح علي الأقل إنطباعاً للإعلام الخليجي عامةً والسعودي خاصةً أن المريخ هو بطل السودان والهلال مجرد وصيف له لا أكثر .. اللهم إنني قد بلغت ، اللهم فأشهد.
فجر أخير
كيف أنساك وإتتي الجرح النازف منو خريف العِتّة .. خريف المحلْ المابِدارك ، ونجم الطالع شيّل وختّا .. رحل الديرة ، وهج وديرة ، جرحك نيلة ، وسيرة طويلة ، وشافي البلسم أبا يتختّا .. سبر العاشق ، كُتر الليمة ، ولم الشمل الروّح شتّا .. سبر الروح الكلمة الزينة ، ونفساً طيِّب مالي الجِتّة!!.