بعد الارهاصات التي حدثت في معسكر الهلال في الامارات العام الماضي وكذلك المناوشات التي صاحبت رحلة رئيس الهلال أشرف الكاردينال لبعض مدن السعودية قام رئيس الهلال في خطوة غير مدروسة وأصدر قراراً إدارياً بحل جميع الروابط الهلالية ومنذ تلك اللحظة أي أكثر من عام وروابط الهلال بلا سند قانوني خاصة الروابط الخارجية ونحن في رابطة هلالاب قطر قد تضررنا كثيرا من هذا القرار المعيب نسبة لأننا ربما الرابطة الوحيدة التي تملك نظام اساسي وموافق عليه من نادي الهلال ويتم انتخاب الرابطة هنا بطريقة ديمقراطية منذ عقدين من الزمان دون أي خلل وهي الرابطة الوحيدة التي أقامت للهلال معسكرات ناجحة بكل المقاييس وتقوم الرابطة بخدمة الكيان دون أي تحيز لرئيس ولا يهمها من يحكم الهلال طالما جاء عبر الجمعية العمومية إذن من الظلم للرابطة وللهلال أن تعامل أفضل روابط الهلال الخارجية بهذا الفهم وهذا التجاهل من مجلس الهلال !
كان على مجلس الهلال الانتهاء من هذا الأمر منذ فترة وتعديل النظام الأساسي لو كانوا يريدون العمل وفق القانون وبمؤسسية ,لكن اتخاذ القرارات الانفعالية دون دراسة قد يتضرر منها الكيان كما هو الحال اليوم !!
كل يوم نقرأ أو نسمع تصريحات من أعضاء مجلس الهلال بأن معسكر الهلال سوف يقام في الدوحة ... وهذا طبعا ما يسرنا ويسعدنا حيث أن الدوحة المكان المفضل للهلال حيث يعرفها وتعرفه وتحبه ويحبها منذ حضور الهلال لقطر كأول فريق سوداني عام 1970 حتى اصبحنا ننتظر كل شتاء أن يأتينا الحبيب بدفء المشاعر!!
لكن وآه من لكن ... !! الأمين العام لنادي الهلال كان على رأس بعثة معسكرين للهلال ويعرف جيدا الإجراءات التي يجب أن يقوم بها الأمين العام قبل وقت كاف بأن يخاطبوا الاتحاد العام ليقوم الاتحاد العام بمخاطبة الاتحاد القطري لكرة القدم وهم يخاطبون بدورهم اللجنة الأولمبية القطرية بالعلم . ومن ثم يتم منح الرابطة هنا الضوء الأخضر للتحرك وتشكيل اللجان المختلفة .. لجنة الملاعب والتي تقوم بتجهيز وحجز ملاعب التدريب لأن هنا في قطر كل الملاعب ملك الاتحاد القطري وبالتالي كلها محجوزة على مدار السنة ومئات الفرق في جميع المراحل السنية من البراعم وحتى دوري المحترفين معلوم لديهم التواريخ وأماكن التدريبات في الملاعب أو الصالات بالساعة والدقيقة حتى نهاية الموسم وليس لدينا ملاعب للإيجار هنا بل كلها يتم منحها لنا بالمجان ... ولجنة الاستقبال والنقل والتي تقوم باستلام صور الجوازات والبدء في استخراج التأشيرات كما تقوم باستلام باص فخم وسيارة صالون فخمة لرئيس البعثة مع السائقين على مدار الساعة مرابطين أمام الفندق . و لجنة الدعم واللجنة الطبية بقيادة طبيب الهلال الأسبق الدكتور عبد الرحمن محمد علي حيث تساعد بمتابعة أي حالات إصابة قديمة أو إصابة حديثة ويتم عرضهم على الأطباء في مستشفى اسبيتار وهو اكبر مستشفى متخصص في إصابات الملاعب في العالم. هذا بالاضافة لبقية اللجان التي تعمل وفق نظام دقيق ساعد في إنجاح جميع معسكرات الهلال وإن كان العيب الرئيسي هو عدم وجود مباريات ودية نسبة لإنشغال جميع الأندية بالدوريات بينما موسمنا الغريب والمقلوب متوقف في أجمل الأوقات المثالية لممارسة كرة القدم !!
حتى اليوم لم يتصل أحد من مجلس الهلال برئيس الرابطة أو الأمين العام لإبلاغهم بالمعسكر بل نسمع أن هناك اتصالات فردية لأشخاص هنا وهناك وهذا لن يفيد الهلال ويجب العمل بمؤسسية تليق بنادي كبير والابتعاد عن العمل الفردي !
نادي الهلال لديه توأمة مع نادي السد زعيم الأندية القطرية وهم في انتظار تفعيل هذه التوأمة ولكن لا يوجد اهتمام من مجلس الإدارة رغم إبلاغنا لهم أكثر من مرة بمد جسور التواصل مع نادي السد العريق وفي النهاية الخاسر الأكبر هو الهلال من هذا التجاهل الذي يحدث !!
بالكو
على مجلس الإدارة أن يحدد وبسرعة موعد المعسكر ومخاطبة الجهات المختصة كما هو متبع وكذلك مخاطبة الرابطة للقيام بدورها رغم أننا لن نتأخر في العمل حتى لو تم تجاهل الرابطة كما حدث ايام معسكر لجنة التسيير !
علمت أن هناك مساعي حثيثة لقيام مباراة خيرية بين الهلال والمريخ في الدوحة لصالح مرضى الكلى تحت رعاية الهلال الأحمر القطري لكن عدم تحديد إدارة الهلال مصير معسكرهم ومكانه قد ينسف هذه المبادرة رغم أن نادي المريخ قد حدد حضوره للدوحة في النصف الأول من يناير عقب معسكر أديس ابابا !
مازال مصير مدرب الهلال مجهول ويبدوا أن الإدارة لم تتعلم من الإخفاقات والدروس السابقة وفي رأيي المتواضع أن اي مدرب تجاوز الخمسين لن يصلح مع أجواء السودان وأجواء أفريقيا ولن يقوى على الصمود ولن يتحمل كل هذه الفوضى وكل هذا العناء والسفر من ولاية لأخرى ومن دولة لأخرى ومن مطار لمطار برا وجوا وافتراش الأرض ...!! كل الأندية في العالم اتجهت للمدربين الشباب الذين لديهم طموح لعمل إنجازات بعكس قدامى المدربين أمثال غارزيتو الذي لا هم له غير المال !! وقد كتبت من قبل عام ما يلي :
المدرب الشاب يسعى لتقديم نفسه وتحسين سيرته الذاتية وهذا يدفعه للعمل بقوة وبمهنية وحماس الشباب عكس المدرب الخبير كبير السن الذي يدرب على الواقف ولا يقوى على الشدائد مثل السفر في أحراش أفريقيا وافتراش الأرض في مطاراتها التعيسة بينما المدرب الشاب يتمرن ويلعب ويطبق مع اللاعبين بيان بالعمل كما نرى اليوم في مدرب السد حسين عموتة الذي كان لاعبا في السد وكذلك الطرابلسي وسامي الجابر وحسام حسن وميدو والبدري في الوطن العربي وفي الكالتشيو اليوم ضرب اليوفنتوس أروع الأمثلة وهو يمنح الثقة للاعبه السابق كونتي ليقود السيدة العجوز وسبقه المدافع تشيروفيرارا وفريق روما منح الفرصة لمهاجمه السابق مونتيلا واس ميلان العريق يقوده اللاعب السابق سيدورف وفي ألمانيا نرى أن الشباب يقودون أندية البوندسليغا مثل التركي كوركات (41) عام وماركوس بايبل والمدرب الشاب يورغ بيرغر والاسباني غوارديولا الذي قاد أيضا برشلونة في الليغا وحقق معه نجاحات مذهلة كما فعل سلفه الهولندي فرانك ريكارد واليوم نرى الشاب دييغو سيميوني اتلنتيكو مدريد) و ماوريسيو روبرتو (اسبانيول) ولويز غارسيا في خيتافي وعدد كبير من المدربين الشباب في أنحاء العالم !.
أحذركم بأن لا تتورطوا مع مدرب عجوز أو مع مدرب لم يعمل في افريقيا من قبل ويعرف أجواءها وأغوارها ..... الاسم الكبير ليس كل شيئ في عالم التدريب ومثال ذلك أن مدربين بحجم حسن شحاتة أو اتوفيستر قد فشلوا مع كل الأندية التي دربوها رغم إنجازاتهم مع المنتخبات!!