• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
مهدي ابراهيم

في ذكر مناقب الرجال

مهدي ابراهيم

 0  0  3632
مهدي ابراهيم



Mhadihussaingmail.com

قلما نرتجف لفقد عزيز لا لخمود في الشعور- كما يقول الدكتور منصور خالد في مرثيته لصديقه الدكتور بطران - بل ليقين عميق بأن الموت مصير كل حي وانه سبيل ليس للاحتراز منها بد.. وانها طريق الاولين والاخرين .فكثيرون يمضون فلا تلمس لفواتهم شئياولا لسيرتهم زكرا وقليلون من تلمس في رحيلهم أثرا وفي فواتهم نبض الحياة الآفل. فتبان محامدهم في يوم شكر مكروه ثناءا مستحقا ووجوبا بحسن العاقبة ..يعضده الأثر النبوي بزكر المحاسن والمناقب .
من أولئك الفقيد الباشمهندس الحاج الفكي يوسف ..الذي حمل الينا الناعي خبره ..فقد شق علي الجميع نعيه...قد لا تكفي السطور كتابة عنه مآثرا ..لكني حتما سأطوع قلمي منفردا بعيدا عن رواية الجميع . علي قربها منه فقد كانت يقينا ستكمل لي فصول سيرته المعطاة لتزدان بها الصورة الكاملة علي جمالها حسنا والسيرة علي نضجها رونقا والمسيرة علي تمامها بهاءا والقصة علي كمالها مسكا يفوح عبيره متنقلا في السجايا والصفات مابين الجود والكرم والعلم والفراسة والتاريخ والأنساب ..
عرفته عن قرب ..فكان نعم الرجل كريما ومتواضعا .وحظي بمعرفته ومجالسته كثر فأكتسبنا بذلك علما وتاريخا يشرف السامع ..فأجمع له الجميع بالمعرفة والتواضع والتقدير المستحق . فقد كان موسوعة عصره في التحاكم للتاريخ والانساب ..وله في ذلك قصص وطرائف وحكايات ...كان له نهجه في الحياة بالتواصل والترابط الدائم ..لقد جمع كل الناس حوله بالحد الأدني من التعارف تعضيدا بالأواصر ووشائج القربي .لذا كانت داره العامرة في مدني مهوي للكثيرين بأختلاف مقاصدهم وتوجهاتهم فقد جمعهم الراحل فغدوا أهلا ومعارفا فقد نفض عنهم غبار التباعد .وأعادهم بمعرفته بالأنساب أهلا وعشيرة من بعد ان أوشك الزمان ان يحيل تلك الوشائج المجهوله علي صراحتها الي مزالق الجفاء والنسيان ...فلا غرو فكثيرين حفظوا له حقه المستحق .فلم تجفو بهم السنون ولم تباعد بينهم تقلبات الحياة علي ضرواتها في التواصل معه علي الايام ....
فقد كان له فضل سبق في مهنته ....وله فيها مؤلفات ومخطوطات عديدة سكب فيها عصارة جهده وخبراته من خلال عمله في عدة مواقع .جاب فيها البلاد طولا وعرضا.. وتدرج فيها حتي شغل منصب المدير العام للمساحة في الجزيرة وظل بها حتي تقاعد ولم يثنيه التقاعد عنها.. فأقتحم بجهده مجالات عديدة موقنا من نفسه بأن خبرته لابد ان تمضي لغيره بذات العطاء والتواصل الجيلي الحميم ..
وكان له جهد في التعريف بمزاياه .فقد شهدته مهندسا ومخططا وخطيبا مفوها وسياسيا قديرا حفظ للسابقين جهدهم ومجهودهم من خلال تقلده لأمانة دار الخريجين فرع مدني وكانت له أدواره المشهودة التي تجاوز بها مهنته الي العمل العام محاورا ومنافحا .فغدا مشهودا له بالراي الراجح والحكمة والتأثير المجتمعي ..
وكان له ولع بالتوثيق وان كنت اتمني ان يجد حظه كاملا في التدوين الحقيقي حتي لايضيع ذلك الإرث ...فالرجل موسوعة في الأنساب والتاريح وله ملكة في الرواية والسرد والتوثيق لايجيدها غيره ...فهو بحر لن تمل النهل منه(غرفا) في الاستزادة والفائدة بلازمتها فقد كان ذا دراية وخبرة بهما .ربما جعلت له تأصيل حقيقي في أحوال الناس بمذاهبهم ومشاربهم وبطونهم وأصول جذورهم تدرجا ومراحلا بالتاريخ والتماذج والانساب ...وقد مضي أبناؤه بذات النهج أخذا منه ..ولهم في ذلك فضل ارث ووراثة ..
والحديث يطول عنه بقدر حياته وعطاؤه المشهود ...قد تعجز الاسطر عن الأيفاء له بحقه المستحق تكريما وشكرا ..الا رحم الله شيخ العرب الحاج الفكي يوسف وأنزله منازل الأبرار مع الأنبياء والشهداء الأبرار ..فقد كان سابقا بالمعروف سباقابالفضائل ..كان ضحاك الثنايا بسام العشيات يهش الي الضيف وذو اريحيه وأهتزاز ..كان نجما ساطعا بالمناقب قد هوي ومنارة كرم يهتدي بها واليها ..حتما سيفتقده الجميع ..جعل اللله البركة في ذريته فهم أهل بيت ذو كرم مشهود ومعهود ..وعزاؤنا فيه ما خلفه من العمل النافع والابن الصالح والسيرة الزاهرة التي تمشي به دائما بين الناس بالزكر والدعاء وطلب الرحمة ..
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مهدي ابراهيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019