بروف تميم ... هذا أو الطوفان
الاستقالة التي تقدم بها البروفيسور عبد الهادي تميم من رئاسة نادي الموردة والتي صحبها ببيان ، ثم محادثة هاتفية فند وفسر فيه ماجاء بالبيان ، حفلت بأشياء لم أضمنها في ذلك اللقاء وهي أشياء حسية بحتة فنبرات صوت البروف عبر الأثير كانت تحمل مرارة كبيرة ، وقسماتها كانت مليئة بالغبن الذي ملأ دواخله ، وكلماته عبرت فعلاً عما يجيش بخاطره ودواخله ، قال لي إنني اتحدث إليك بمنتهى الشفافية والوضوح ، وأنا اقدر أنك بعيد عن موقع الأحداث ولكنك متابع جيد ، لذلك سوف أبوح لك بكل شيء فكان الرجل واضحاً وصريحاً في حديثه وتحدث معي قرابة العشرين دقيقة لم يتوقف خلالها وكأن سرده واضحاً وأفكاره مرتبة ، وحقيقة هناك أشياء ليست للنشر جاءت في سياق كلامه ولكنها في مجملها أشياء قليلة وإن كانت ذات أبعاء كبيرة.
إذا نظرنا لفترة البروف بالنادي نجدها رغم قصرها (لم تتجاوز السنتين) ولكن خلال تلك الفترة جرت الكثير من المياه تحت الجسر ، فتغيير جلد الفريق وعادت ثقافة عمل معسكرات خارجية للفريق بعد سنين عددا والبدء في تأهيل الملعب بعد قرابة النصف قرن من الزمان ، وتجميع لاعبي النادي القدامى وعمل تدريب اسبوعي لهم ، وإدخال بعضهم في الجهاز الفني بالنادي كلها أشياء تحسب لصالح المجلس.
ولكن ، وآه من لكن هذه ... إنسان الموردة بحكم النشأة في المنطقة محب لفريقه ويعتبر نفسه جزء منها، لذلك نجد أن كل ساكن في الحي يرى أنه (سيد التيم) لذلك عندما يرى حتى من وجهة نظره- أن هناك شيء خطأ يتصدى له بكل قوة وعنفوان باعتبار أنه (سيد وجعة) وحتى يمكن أن نقول (صاحب حق) رغم أن الموردة للجميع وليس لها (سيد) ولكنها العقلية الموردابية ..! وإذا عدنا للوراء نجد أن الكثير من رؤساء وأقطاب الموردة السابقين اعتزلوا وطلقوا بالثلاثة العمل الرياضي بالموردة ووصرحوا أنهم لن يعودوا أبداً ، فمن قبل وخلال تولي مجلس السيد/ الريح دمباوي إدارة النادي ، سمع الكثير من الحديث الهامس عن أموال من رحلة خارجية للفريق كانت للإمارات العربية المتحدة والذي أصبح جهراً بعدها ، بالرغم من أن الريح يعتبر من الرأسمالية الكبرى بالبلاد ولهم مصانع ومشاريع كثيرة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون موضع شبهه. فان زوى بعدها الريح بعيداً وآثر أن يسكن بالفيلا الخاصة به والكائنة بمزرعته بسوبا والتي كان لنا شرف زيارتها في إجازتنا الأخيرة ومعي الأخوان محمد حامد وأحمد الحنان والكابتن بريش وعضو المجلس الحالي منذر وذلك قبل الإنتخابات السابقة وكان سبب الزيارة محاولة إقناعه بالترشح للدخول لمجلس الإدارة ، أيضاً الريس محمود محمد الأمين حامد ، لم يسلم من رشاش بعض المشجعين فابتعد عن النادي والعمل به مرة أخرى ، فحتى رجل الأعمال الشهير / سعود البرير قضى فترة فقط شهرين بأحد مجالس الإدارة وفر بجلده ، فأصبحت الموردة مثل القطة التي تأكل بنيها ، يحدث هذا في حين أن هؤلاء ظلوا يدفعون للنادي من حر مالهم وبستقطعون من قوت أولادهم للصرف على النادي ولكن..... الآن بعد أن ابتعدت الرأسمالية الموردابية من يتصدى لإدارة النادي في ظل هذه الظروف الطاردة.
إذا كنا قد ذكرنا أن فترة مجلس البروف تميم لها حسناتها ، فأيضاً لها عدد من الإخفاقات والمثالب فيذكر الجميع عندما أصدر وبقرار فردي تولى المدرب/ أحمد آدم عافية تدريب الفريق ، فكان أن قامت قائمة الموردة وجلسوا معه جلسة ودية وتحدثوا معه وأثنوه عن ذلك وتقبل الرجل الإجماع الموردي ، فتم معالجة الأمر بروح الأسرة الواحدة ولكن ما حدث من تقصير ومشاكل أخيرةً ما كان لتلك الإخفاقات أن تتم معالجتها بتلك الصورة ونشر غسيلها على الصحف ، فالشاهد أن الزميلين محمد عمر الأمين وقمر الدولة الفكي ، لم يخلو عمود لهما من التعرض للمجلس وبصورة غير مقبولة حتى منا نحن المشجعين دعك من الماسكين على جمر القضية من الإداريين وخصوصاً البروف تميم فكانت استقالة البروف تميم رد فعل طبيعي لذلك.
إننا في الموردة سادتي صعبين صعبين والتعامل معنا أصعب ، لذلك من الصعب أن يستقر معنا جهاز فني أو رئيس أو أي مسئول في النادي وذلك للاسباب الكثيرة التي ذكرت أعلاه وإلى أن ينصلح الحال نقول لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
