كما افكر


صراحة أستغرب من كتابات بعض الصحفيين المحسوبين على المريخ والذين يتحدثون عن تتويج المريخ بالدوري الممتاز رغم أن الفريق الأحمر خسر هذا الموسم خمس مباريات بالتمام والكمال.. إبتداءً من خسارة مباراة مريخ الفاشر التي قام من خلالها جمهور المريخ بإخراج الشرطة من الملعب في ظاهرة غريبة ولم نسمع بها من قبل.. مروراً بالخسارة أمام أندية أهلي شندي وهلال الأبيض والأمل عطبرة وصولا للخسارة الكبيرة والمدوية أمام الأهلي مدني!
فريق يخسر خمس مباريات ويقدم مستوى ضعيف يتحدث إعلامييه بقوة عين عجيبة عن تتويجه باللقب رغم أن راعي الضان في الخلاء كما يقول الزميل رمضان يعلم تماما أن لقباااا هذا الموسم يستحقه الهلال الذي لم يخسر أي مباراة في الملعب.. الهلال الذي ظهر بشكل عام في البطولة بمستوى أفضل من المريخ.. بمعنى أن الهلال تفوق هذا الموسم على المريخ من ناحية النتائج وكذلك من ناحية الأداء.
أهل المريخ كانوا يتأهبون للتتويج باللقب مساء الجمعة (أمس).. ولكن لجنة شئون الأمن وكما هو معلوم قامت بإلغاء المباراة لدواعي أمنية.. وبالإضافة إلى ذلك قامت بإلغاء مباراة الأمل عطبرة والنيل شندي في إياب السنترليق.. وهو القرار الذي إستجاب له الإتحاد جزئيا ولا أقول كليا.. إستجاب له جزئيا لأن الإتحاد العام ومن خلال إجتماعه بالأمس قرر أن تُقام مباراة القمة غدا الأحد في ملعب الخرطوم من غير جمهور ممدا الموسم يومين إضافيين.. وهذا يعني أن الإتحاد قام بتحويل الحالة من حالة إلغاء إلى حالة تأجيل.
البعض سخر من قرار لجنة شئون الأمن بإعتبار أن المباراة أساسا من غير جمهور بالتالي لا يوجد شيء خطير ولكن هذا الحديث يفتقد للمنطق وربما للنظرة العميقة لأن الجمهور لا يتواجد في المدرجات فقط.. فهناك مشجعين يتواجدون في محيط الملعب.. لهذا فإن إلغاء مباراة القمة كان قرارا حكيما خصوصا وأن يوم الجمعة يوم إجازة وقد يتجمهر الكثير من المشجعين حول الملعب.
تشعر أن الإتحاد يريد بأي طريقة ممكنة أن ينهي الموسم بتتويج المريخ قبل أن تتدخل الدولة بأي قرار حاسم مثل قرار إلغاء الموسم والدليل على ذلك هو قيام الإتحاد بتحويل القضية برمتها إلى الجمعية العمومية من خلال بند خطير جدا وهو البند المتعلق بالطعن المقدم من الأمل عطبرة في قانونية لجنة الإستئنافات وفي نفس الوقت تركيزه الكامل على إنهاء الموسم قبل موعد قيام الجمعية العمومية والمحدد لها يوم 25 نوفمبر الجاري.. وبكل تأكيد إذا كان الإتحاد العام يعمل بشكل حقيقي على إيجاد حل للورطة الكبيرة التي أوقع فيها نفسه لإستجاب لطلبات التأجيل عن طواعية وإختيار خصوصا وأن مباراة الهلال والمريخ ومباراة الأمل والنيل شندي مباراتين حساستين فالمباراة الأولى مباراة لقب والمباراة الثانية مباراة هبوط.. ولكن للأسف تمسك الإتحاد بالبرمجة مؤكدا قيام المباريات في تواقيتها المضروبة مسبقا.
يمكن القول أن الإتحاد العام وبإصراره على إكمال الموسم رغم المشاكل الكثيرة يرتدي ثوب أكبر من ثوبه لأن قيام مباراتي الغد وتخلف الهلال والأمل كما هو متوقع يعني أن الهلال يُفترض أن يُعاقب بالهبوط إلى الدرجة الأولى ويعني هبوط الأمل عطبرة بشكل تلقائي بإعتبار أنه سيكون قد خسر ذهابا وإيابا بتخلفه وهي أمور ستطيح بهذا الإتحاد لأننا نتحدث عن الهلال الفريق الجماهيري الكبير وعن نادي الأمل العريق والذي ينتمى إلى مدينة كبيرة هي مدينة عطبرة.. والأهم من ذلك لأننا نتحدث عن ظلم كبير طال الأمل عطبرة وطال الهلال ايضا بإعتبار أنه تضرر بشكل مباشر من خلال قرارات لجنة الإستئنافات التي أعادت المريخ إلى المنافسة على اللقب.
المتابع للمواقع والمنتديات الالكترونية يلحظ حالة من الإحتقان بين الجماهير وهو الإحتقان الذي قد يلقي بظلاله السالبة ولو بعد حين خصوصا وأن هناك حالات حشد واضحة.. وحتى إذا مرت مباراتي القمة والسنترليق بسلام وهذا ما نتمناه لأن أمن المواطن أهم من أي شيء آخر فإن الأشياء التي ستترتب على المباراتين لن تجلب السلام.. لهذا أعتقد أنه طالما أن الكرة موجودة الآن في ملعب الجمعية العمومية فيجب أن لا تُقام مباراتي الغد.. أتمنى أن يتم تحكيم صوت العقل بتأجيل مباراتي القمة والسنترليق حتى ولو إستدعى الأمر تدخلا جديدا من اللجنة الأمنية.. فالأزمة كبيرة.. وقيام المباراتين سيزيد الأزمة إشتعالا.. ألا هل بلغت اللهم فأشهد.