البعكوكة
قانون الغاب
عبدالحي ابوزيد الرياض
تلقيت قبل ايام عبر الوسائط الالكترونية التي تتسارع في تقديم وجباتها اليومية وهي تعكس الحالة التي وصلنا اليها في هذا الزمن البئييس .. وفي ظل الاوضاع التي تمر بها بلادنا من فوضى وانتهاك لابسط القواعد الانسانية هالني ذلك الفيديو المصور لشاب سوداني رمته اقداره في ايدي قذرة تلوثت بكل ما هو قمييء . ولعل كل من شاهد ذلك المنظر المشوه لمجتمعنا قد استنكر تلك الفعلة الشنيعة التي لاتمت للانسانية بصلة .. ان تلك الافعال دخيلة على مجتمعنا السوداني الذي ظل عبر تاريخه الطويل مضربا للامثال في التسامح والتكاتف والتآخي والتماسك والعطف بكل الوانه الانسانية .. لكن يبدو ان الزمن الجميل لم يعد له وجود في ظل التغيرات التي طرأت على نسيجنا الاجتماعي والتي كانت من اهم اسبابها الخلافات الكبيرة التي صنعتها السياسة .
وبعيدا عن تلك المآخذ التي ستجد من يحللها اعود الي قصة ذلك الشاب الذي وقع تحت براثن الذل والمهانة من فئة لاتملك الرحمة بقساوة قلوبهم الراجفة بادعاء لصوصيته ودخوله احد المنازل بهدف السرق لكن الفتي لم يتخيل ان تكون ادوات التعذيب بتلك الفظاعة والفجاجة وباسلوب لم يشهد له مثيل .. لكن يبدو ان الذين قاموا بتلك الجريمة قد تمرسوا عليها في تعذيب البشر والذي يعيدنا الي بيوت الاشباح التي كانت منتشرة في فترة حكم الانقاذ والذي ذاق مرارتها كل من عارض النظام في تلك الفترة السوداء .. ورغم كل توسلات الفتي بالتوبة لكنه نال الركل والرفس والانتهاك الصارخ لجسده النحيل ولم يجد العطف والرحمة من تلك الفئة التي تحجرت قلوبها بل كانوا يتسارعون لجلب ادوات التعذيب فاهتدوا الي افظعها احراقا وايلاما وهي حشر خرطوش في مؤخرته ثم اتوا بالفلفل الاحمر الحارفصبوه على الخرطوش فتبادلوا في النفخ عليه باسلوب مقزز بل ازدادوا تلذذا وهم يصورون تلك الواقعة المميته وينشروها على الوسائط الالكترونية كأنهم بذلك يوجهون رسالة لكل اللصوص في بلادنا . تلك الفظاعة التي مارسها هؤلاء المتعجرفين ادت الي موت الفتي وبذلك ارتكبوا جريمة القتل المتعمد الذي نهانا عنها المولى عزوجل .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ونبحث له عن اجابة هو من الذي اوصلنا الي هذه الحالة التي تتشظي بالكثير من الجرائم الغريبة على مجتمعنا واصبحت مألوفة ومتعددة الاساليب والالوان .. هل اصبحنا نعيش في زمن قانون الغاب الذي يأكل فيه القوي الضعيف .. اين الدولة والقانون بمنهج العدل والمساواة وهي التي تتفرج في كل يوم عن تلك الانتهاكات التي تبغض مجتمعنا وتنثر الاحقاد .. قتلوا ذلك الفتي الضعيف لانه اراد ان يسرق ليسد به رمق الجوع والحرمان واللصوص الاقوياء يعيشون بيننا في ترف ونعيم عيانا جهارا ولا يطالهم القانون الذي تم تغييبه تماما حتى صنف السودان باكثر الدول فسادا .. نعم الفساد وسرق اموال العباد اصبح في هذا العهد ليس له حساب خاصة وان كان السارق من اصحاب السلطة والنفوذ ولا اقول ذلك افتراء وظلما انما هو البيان الفاضح الذي ازكم الانوف والقصص تطبع تباعا ليخرج السر الي العلن ويالهول ما نسمع من صخامة تلك الاموال التي دخلت جيوب اؤلئك النافذين في السلطة بدوب حسيب او رقيب ..
مأساة الانسان السوداني وفاجعته انه اصبح لاحول له ولا قوة وهو يستسلم للذل والمهانة حتى تداركه العجز والقنوت لتغيير احواله فاستسلم للاحقاد مخذولا مدحورا ..
قانون الغاب
عبدالحي ابوزيد الرياض
تلقيت قبل ايام عبر الوسائط الالكترونية التي تتسارع في تقديم وجباتها اليومية وهي تعكس الحالة التي وصلنا اليها في هذا الزمن البئييس .. وفي ظل الاوضاع التي تمر بها بلادنا من فوضى وانتهاك لابسط القواعد الانسانية هالني ذلك الفيديو المصور لشاب سوداني رمته اقداره في ايدي قذرة تلوثت بكل ما هو قمييء . ولعل كل من شاهد ذلك المنظر المشوه لمجتمعنا قد استنكر تلك الفعلة الشنيعة التي لاتمت للانسانية بصلة .. ان تلك الافعال دخيلة على مجتمعنا السوداني الذي ظل عبر تاريخه الطويل مضربا للامثال في التسامح والتكاتف والتآخي والتماسك والعطف بكل الوانه الانسانية .. لكن يبدو ان الزمن الجميل لم يعد له وجود في ظل التغيرات التي طرأت على نسيجنا الاجتماعي والتي كانت من اهم اسبابها الخلافات الكبيرة التي صنعتها السياسة .
وبعيدا عن تلك المآخذ التي ستجد من يحللها اعود الي قصة ذلك الشاب الذي وقع تحت براثن الذل والمهانة من فئة لاتملك الرحمة بقساوة قلوبهم الراجفة بادعاء لصوصيته ودخوله احد المنازل بهدف السرق لكن الفتي لم يتخيل ان تكون ادوات التعذيب بتلك الفظاعة والفجاجة وباسلوب لم يشهد له مثيل .. لكن يبدو ان الذين قاموا بتلك الجريمة قد تمرسوا عليها في تعذيب البشر والذي يعيدنا الي بيوت الاشباح التي كانت منتشرة في فترة حكم الانقاذ والذي ذاق مرارتها كل من عارض النظام في تلك الفترة السوداء .. ورغم كل توسلات الفتي بالتوبة لكنه نال الركل والرفس والانتهاك الصارخ لجسده النحيل ولم يجد العطف والرحمة من تلك الفئة التي تحجرت قلوبها بل كانوا يتسارعون لجلب ادوات التعذيب فاهتدوا الي افظعها احراقا وايلاما وهي حشر خرطوش في مؤخرته ثم اتوا بالفلفل الاحمر الحارفصبوه على الخرطوش فتبادلوا في النفخ عليه باسلوب مقزز بل ازدادوا تلذذا وهم يصورون تلك الواقعة المميته وينشروها على الوسائط الالكترونية كأنهم بذلك يوجهون رسالة لكل اللصوص في بلادنا . تلك الفظاعة التي مارسها هؤلاء المتعجرفين ادت الي موت الفتي وبذلك ارتكبوا جريمة القتل المتعمد الذي نهانا عنها المولى عزوجل .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ونبحث له عن اجابة هو من الذي اوصلنا الي هذه الحالة التي تتشظي بالكثير من الجرائم الغريبة على مجتمعنا واصبحت مألوفة ومتعددة الاساليب والالوان .. هل اصبحنا نعيش في زمن قانون الغاب الذي يأكل فيه القوي الضعيف .. اين الدولة والقانون بمنهج العدل والمساواة وهي التي تتفرج في كل يوم عن تلك الانتهاكات التي تبغض مجتمعنا وتنثر الاحقاد .. قتلوا ذلك الفتي الضعيف لانه اراد ان يسرق ليسد به رمق الجوع والحرمان واللصوص الاقوياء يعيشون بيننا في ترف ونعيم عيانا جهارا ولا يطالهم القانون الذي تم تغييبه تماما حتى صنف السودان باكثر الدول فسادا .. نعم الفساد وسرق اموال العباد اصبح في هذا العهد ليس له حساب خاصة وان كان السارق من اصحاب السلطة والنفوذ ولا اقول ذلك افتراء وظلما انما هو البيان الفاضح الذي ازكم الانوف والقصص تطبع تباعا ليخرج السر الي العلن ويالهول ما نسمع من صخامة تلك الاموال التي دخلت جيوب اؤلئك النافذين في السلطة بدوب حسيب او رقيب ..
مأساة الانسان السوداني وفاجعته انه اصبح لاحول له ولا قوة وهو يستسلم للذل والمهانة حتى تداركه العجز والقنوت لتغيير احواله فاستسلم للاحقاد مخذولا مدحورا ..
