قبل كل شيء لا بد أن نتفق على أن قرار استغناء نادي الهلال عن الثلاثي الأجنبي جوليام وكيبي وكوناتيه قرار سليم.. فالمهاجم البرازيلي جوليام جيء به من أجل النصف الثاني من الموسم تحديداً دور المجموعات وما بعد ذلك.. من أجل حل المشاكل الهجومية للفريق.. ولكنه لم يظهر بالمستوى المطلوب في المباريات القليلة التي شارك فيها.. بل تشعر أنه أقل كثيراً من اللاعبين المحليين.. وبعد ذلك تعرض اللاعب للإصابة ليغيب عن مباريات الفريق.. صحيح ليس من العدل أن يتم تقييم لاعب من خلال مباريات قليلة.. ولكن هناك شيء إسمه المؤشرات.. ومؤشرات جوليام كانت سلبية.. مثل مؤشرات المحترف البرازيلي سيرجيو والذي تعاقد معه الهلال في العام الماضي!
المهاجم البوركيني بوبكر كيبي ايضا لم ينجح.. ففي المباريات الكبيرة والمصيرية التي كان يحتاج فيها الهلال لحلال المشاكل إختفى كيبي تماماً.. ولم يقدم أي شيء مفيد.. بالتالي فإن الإستغناء عنه منطقي ومقبول.. ونفس الأمر ينطبق على كوناتيه الذي غاب كثيرا بسبب الإصابة.. وعندما شارك ظهر مهزوزاً.. قد يقول قائل جلوس اللاعب على دكة البدلاء لفترة طويلة هو السبب.. وهو كلام يحتمل الصواب.. ولكن الهلال في الموسم الجديد لا بد أن يمتلك لاعبين على مستوى عال من الكفاءة.. فإستمرار كوناتيه موسم آخر مغامرة غير مأمونة العواقب!
الهلال إستغنى عن هذا الثلاثي.. وإستغنى ايضاً عن البرازيلي اندرزينهو.. وقبل ذلك بشهور عن سيدي بيه وبوتاكو وسيمبو.. (وإن كنتُ ضد الإستغناء عن سيدي بيه وسيمبو).. بمعنى أنه وبنظرة بسيطة سنكتشف أن الهلال إستغنى عن أغلب اللاعبين المحترفين.. ليؤكد مجلس الهلال بهذا القرار أن العبرة بالنوعية وليس الكمية.. والمؤكد أن كشف الهلال في الموسم القادم لن يكون مليئاً بالأجانب مثل هذا الموسم.. والدليل على ذلك بداية التسجيلات الحالية.. فالبداية كانت بعدد من اللاعبين المحليين وعلى رأسهم نجم التسجيلات ولاء الدين.
ولاء الدين موسى لاعب الأهلي مدني إنضم للهلال بشكل رسمي.. ليؤكد نادي الأهلي مدني بيان بالعمل أنه عند كلمته التي أعطاها لنادي الهلال.. وهو موقف محترم من سيد الأتيام.. وبكل تأكيد ولاء الدين من المواهب الشابة التي يُنتظر منها أن تقدم الكثير.. ليس للهلال فقط.. بل للمنتخب ايضا.. وبالإضافة إلى ولاء الدين تعاقد الهلال مع أبو عاقلة عبد الله لاعب أمبدة.. وتعاقد ايضا مع عمار الدمازين مدافع نادي الأمل.. ولا ننسى ثلاثي الرديف عبد الله سلمان بابو وطارق سليمان وأحمد عبد المطلب.
ثلاثة لاعبين للفريق الأول في يوم واحد بداية جيدة للتسجيلات حتى يتفرغ النادي للهم الأكبر وهو هم اللاعبين المحترفين.. فالهلال يحتاج إلى مهاجم أجنبي من العيار الثقيل لأن واحدة من أكبر مشاكل الهلال في هذا العام هي خط الهجوم.. وكلنا تابع كيف عانى الفريق في البطولة الأفريقية تهديفياً.. مباراة مثل مباراة التطواني التي خسرها الهلال في ام درمان كانت تحتاج إلى مهاجم قناص.. ونفس الأمر مباراة إتحاد الجزائر في الدور نصف النهائي والتي أقيمت في أم درمان... مهاجم أجنبي قناص.. وصانع ألعاب ايضاً.. فبعد الإستغناء عن اندرزينهو وقبله سيدي بيه يمكن التأكيد على أن الهلال يحتاج إلى صانع ألعاب بمواصفات عالية.
عموماً أعود وأقول أن إستغناء نادي الهلال عن أغلب اللاعبين الأجانب.. وتعاقده مع لاعبين محليين.. ووجود لاعبين شباب واعدين في الكشف وعلى رأسهم مفاجأة الموسم السارة صهيب الثعلب.. هذه الأمور تؤكد أن الإعتماد في الموسم القادم سيكون على عدد أكبر من اللاعبين المحليين.. وهذا أمر صحي.. مفيد للهلال.. ومفيد ايضا للمنتخب.. والمهم كما قلنا كثيراً أن يكون اللاعبين الأجانب بمعيار جودة عالية.. ففي التشكيلة الأساسية وبدلاً من تواجد أربعة أو خمسة لاعبين أجانب من الأفضل أن يتواجد محترفين أو ثلاثة على الأكثر من عيار قودوين وسادومبا وداريو كان.. حالياً أكثر لاعب محترف يستحق اللعب في الهلال هو الحارس الكاميروني ماكسيم والذي أبلى بلاءً حسناً رغم بعض الهنات في مباراة إتحاد الجزائر.. أي محترف أجنبي لا بد أن يكون بنفس معايير جودة ماكسيم.. مع مراعاة فروق المراكز!
مازيمبي يقترب من اللقب
عندما أجريت قرعة دور المجموعات قلنا أن بطل دوري أبطال أفريقيا سيكون من مجموعة الهلال.. إذا لم يفز به مازيمبي سيفوز به الهلال.. وإذا لم يفز به الهلال سيفوز به مازيمبي.. وقد أشرنا إلى قوة مجموعة الهلال.
مازيمبي حقق فوزاً خارج أرضه على إتحاد الجزائر بهدفين مقابل هدف.. وهي نتيجة أكثر من مريحة.. يمكن القول أن مازيمبي فاز باللقب بشكل نظري.. فرغم جنون الكرة إلا أن إتحاد الجزائر ليس هو الفريق الذي يمكنه أن يقلب الطاولة على الفريق الكنغولي في عقر داره!
بالمناسبة.. مازيمبي إنتصر على الجميع.. الفريق الوحيد الذي وقف أمام مازيمبي هو الهلال.. فالهلال لم يخسر أمام مازيمبي.. فاز عليه في مباراة وتعادل في الأخرى.. شخصياً أعتقد أن الهلال كان يمتلك فرصة كبيرة للفوز باللقب.. فقط كان ينقصه مهاجم (تقيل).. ولكن الحمد لله على كل حال!