كيف تتطور الكرة السودانية التي تعيش تحت ركام الأخطاء والتخلف وتعيش في عصر الظلام وقادة لإتحاد عجزوا تماماً عن تسيير اللعبة (بالدارجي الشغلانة غلبتهم) والكل يشاهد كرتنا المفقودة وقادة الإتحاد يستغفلون ويضحكون على الجماهير الرياضية الغلبانة من خلال تصريحاتهم الجوفاء التي تبعد مسافات طويلة عن الواقع المرير التعيس المتأسف الذي تعيشه الكرة السودانية.



في هذه الزاوية لا أريد أتحدث عن فشل منتخباتنا وأنديتنا في تحقيق أي إنجاز ولا أريد أتحدث عن مستوى منافسة الكسيح المحصورة بين فريقين فقط لا ثالث لهما ولا أريد أن أتحدث عن اللاعبين المحترفين الأجانب (المواسير) آسف على هذه العبارة السوقية التي أصبحت حروف ثابتة عند صحافتنا (الداء) ولكني وجدت نفسي أن تكون ضمن ما أكتبه عن قادة إتحاد يستحقون هذه العبارات لضحالة فكرهم

عموماً الموضوع الذي أريد أن أتحدث عنه خاص بعواسة وسواطة الإتحاد العام بنظم وقوانين اللعبة سبق أن تحدث قبل فترة طويلة عن مباراة الهلال والنيل الحصاحيصا المعلنة حسب جدول المنافسة حضر فريق النيل والحكام وفريق الهلال لم يحضر في الزمان والمكان وأنتهت المهلة القانونية وأطلق الحكم صافرته بإعلان فوز النيل الحصاحيصا على الهلال 2 صفر وقامت الدنيا وأعلن نادي الهلال إنسحابه من الدوري الممتاز وصرح رئيس النادي الهلال صلاح إدريس لكل وسائل الإعلام لن نقدم إستئناف

سبب عدم حضور الهلال المباراة بحجة عدم تسليم الإتحاد بطاقتي لاعبيه المجنسين النيجيري شريف سولي والموزمبيقي داريو كان الخلاصة للخروج من الأزمة ألف شداد مسرحية وإستعان بصديقه المربي الفاضل ود الشيخ رئيس لجنة الإستئناف لإخراجها مع العلم أن الهلال لم يقدم إستئناف إلى لجنة الإستئناف في الوقت المحدد للشكوى وقدمت كتلة أندية الممتاز الإستئناف نيابة عن الهلال إلى لجنة الإستئناف وأعيدت المباراة وفاز الهلال على النيل مع العلم أن الإستئناف لم يستوفي الشروط وقبل شكلاً ومضموناً فضلاً عن أنه بالإنابة

نفس المشهد تكرر مع فريق المريخ الذي قدم شكوتي للجنة المنظمة ضد هلال الجبال في عدم قانونية مشاركة لاعبه طونغ الجنوبي وضد الأمل عطبرة في عدم قانونية مشاركة لاعبه عمر عثمان اللجنة المنظمة أصدرت قرار برفض الشكوى ولم يقبل المريخ القرار وقدم إستئناف للجنة الإستئناف وبعد إجتماع اللجنة قررت إعادة مبارتي الأمل وهلال الجبال اللجنة المنظمة رفضت القرار وطلبت من لجنة الإستئناف إعادة فحص للقضية لم نسمع طيلة حياتنا في كرة القدم لجنة منظمة ترفض قرار لجنة إستئناف وتطالبها بفحص لقضية حكمت فيها اللجنة مع العلم أن قرار لجنة الإستئناف نهائي ولا رجعة فيه ولا طعن فيه أيضاً فهو نهائي مع النفاذ والطعن يحدث في القضايا الجنائية وغيرها مثل القتل والإخلال بأمن الدولة وغيرها من القضايا التي ليس لها علاقة بكرة القدم

لجنة الإستئناف فحصت القضية وأصدرت نفس قرارها السابق بإعادة مبارتي المريخ القرار لم يرضي نادي الهلال وبعض أندية الممتاز وشكلوا جبهة معارضة للقرار وأعلنت ستة أندية تضامنها مع الهلال وأعلنوا إنسحابهم من المنافسة

كان يجب على إدارة الهلال أن تقبل القرار حتى لو كان ظالماً وتتذكر قرار لجنة الإستئناف الذي أعاد لهم مباراتهم مع النيل الحصاحيصا رغم أنهم لم يستأنفوا القرار ( كما تدين تدان)

تلاميذ شداد لم يستفيدوا ويتعلموا من كل أخطاء الماضي وأصبحت الأخطاء المستدامة عنواناً بارزاً لهم والآن أمامهم معركة مع أندية الممتاز لم تنته بعد وما يحدث الآن من تكتلات وتحالفات بين الأندية مؤشرات لثورة رياضية تقتلعهم من جذورهم وتبقى دولة الرياضة معافى فالفيفا التي يحتمون بحصانتها أصبحت وكراً للصوص.

عدم حضور فريق الأمل مباراته الدورية مع المريخ المعلنة من قبل اللجنة المنظمة وحضور المريخ والحكام في الزمان والمكان وإعلان قيام كأس العدالة الذي سيقام بين الهلال والأمل على إستاد الهلال يؤكد أن النار ولعت والسبب في تطور هذه الأحداث هو إتحاد كرة القدم الذي أكد عدم قدرته على قيادة اللعبة والحل إلغاء مسابقة العام وإجبار إتحاد كرة القدم على الإستتقالة الجماعية وإخطار الفيفا بتعيين لجنة تسيير مهمتها تعديل النظام الأساسي والدعوة إلى جمعية عمومية لإختيار مجلس إدارة جديد من الكفاءات الرياضية لديهم شخصية قوية وإلمام بكل تفاصيل اللعبة يعملون بتجرد تام للمصلحة العامة

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

نجيب عبدالرحيم