المؤكد أن أغلب الهلالاب مع قرار نادي الهلال المتعلق بالإنسحاب من الدوري الممتاز.. والمؤكد ايضاً أن هناك أصوات ضد الإنسحاب.. ولكن حتى هذه الأصوات ترى أن للهلال قضية.. وأن هناك إنحياز سافر من الإتحاد العام ولجانه لنادي المريخ.. إنحياز أخل بميزان العدالة وجعل المريخ يكسب نقاطا لا يستحقها.. وجعله يمتلك فرصة خوض مباراة من جديد وبطريقة غير قانونية رغم أنه خسرها في الملعب.. وبالمقابل سرق هذا الإنحياز عرق لاعبي الأمل عطبرة الذين إنتصروا في الملعب عنوةً وإقتداراً كما أنه لخبط حسابات الهلال الذي كان قريبا من الفوز باللقب بصورة كبيرة.
أقول لخبط حسابات الهلال لأن البعض يقولون أن النادي الأزرق ليس طرفاً في القضية.. وهو كلام غير صحيح.. فالهلال طرف غير مباشر.. لماذا طرف غير مباشر؟.. الهلال وقبل قرارات لجنة الإستئنافات غير المنصفة كان يمضي بثبات نحو اللقب.. بل يمكن التأكيد على أنه كان فائزاً به بشكل نظري.. ولكن هذه القرارات أعادت المريخ من جديد للمنافسة وهو أمر لا يمكن أن يقبله الهلال لأن عودة المريخ للمنافسة جاءت بصورة غير أخلاقية.. فمشكلة الهلال ليست في عودة المريخ إلى المنافسة.. وإنما في الطريقة التي عاد بها.!
إذن كل الهلالاب يتحدثون ويؤكدون أن للهلال قضية عادلة.. الكل يحترم موقف مجلس الهلال حتى ولو إختلف معه في القرار.. وفي عز التلاحُم الهلالي في هذه المرحلة التي وصل فيها الموسم إلى قمة الفوضى بسبب تخبط المسؤولين في الإتحاد العام وإفلاسهم الإداري الواضح والفاضح.. في عز هذا التلاحم الأزرق خرج رئيس الهلال الأسبق صلاح إدريس بكلام أقل ما يُقال عنه أنه كلام باهت.. صلاح حاول أن يسخر من قرار نادي الهلال.. فقط لأن رئيس نادي الهلال هو أشرف الكاردينال.. ما زال صلاح (يشخصن) في القضايا.. ما زال يفقد في (ما تبقى) من أراضيه.. ما كان يفعله أيام شيخ العرب يوسف أحمد يوسف.. وما كان يفعله أيام الأمين البرير يفعله الآن في فترة الكاردينال.. يمكن القول أن لسان حال صلاح إدريس هو (يا فيها يا نطفيها).. وهو لسان حال يكشف الحال.. وربما يعريه!
وصلاح إدريس الذي يسخر من قرار الإنسحاب هو نفسه الذي إتخذ قراراً مشابهاً بالإنسحاب عندما كان رئيساً للهلال.. وإنسحاب مجلس الأرباب في ذلك الوقت كان عبر تصريحات صحفية.. ولكن صلاح إدريس لم يثبت على قراره.. لأن دكتور كمال شداد الذي كان رئيساً للإتحاد العام في ذلك الوقت أخذ الموضوع على محمل الجد وخاطب الإتحاد الأفريقي لكرة القدم مشيراً من خلال خطابه إلى أن الهلال إتخذ قراراً بالإنسحاب وبالتالي لم يعد ممثلاً له في البطولة الأفريقية.. وقد أمهل الإتحاد العام نادي الهلال سبعة أيام للتراجع عن قراره وقد بارك الكاف خطوة الإتحاد العام مؤيداً لقرار المهلة.. وهنا شعر مجلس صلاح إدريس بالخطر ليتراجع عن قراره.. والبداية كانت بحديث مجلس الهلال عن أنه لم يخاطب الإتحاد رسمياً بالإنسحاب.. وبعد ذلك صاغ مجلس الهلال خطابا للإتحاد عدل من خلاله عن قرار الإنسحاب.. بمعنى أن صلاح إدريس الذي يسخر الآن من قرار الإنسحاب هو نفسه قد أعلن عبر تصريحات صحفية مليئة بالتحدي عن إنسحابه.. وليته كان عند كلمته وعند تحدياته.. فقد محا النهار في تلك الأيام كلام الليل!
عموماً نعود ونقول أن موقف مجلس إدارة نادي الهلال الحالي يجب أن يُحترم.. ويمكن التأكيد على أن هذا المجلس تعلم من خطأ شهر مارس الماضي.. ففي ذلك الوقت تحدث مجلس الهلال عن مهلة للإنسحاب بسبب العقوبة البسيطة التي أوقعها الإتحاد العام على لاعب المريخ المثير للجدل بكري المدينة.. ولكنه في النهاية لم ينسحب.. وقد إنتقدنا مجلس الهلال وبقوة في ذلك الوقت.. الآن نشيد بموقف هذا المجلس.. والمؤكد أننا ننتقد المجلس عندما يستدعي الأمر النقد.. ونشيد به وندعمه عندما يتخذ القرارات التي تحفظ هيبة النادي وتعمل على تصحيح المسار.
وتصحيح المسار لن يكون إلا بالإطاحة بالإتحاد العام.. فهو أس الداء ورأس البلاء.. والحل في رأيي كما قلتُ سابقاً يتمثل في سحب الثقة من هذا الإتحاد عبر الجمعية العمومية.. وهذا الأمر غير سهل من الناحية النظرية.. خصوصاً مع المصالح الكثيرة التي تربط الكثير من الإتحادات بالإتحاد العام.. ولكن يجب أن نتفق على أن الموضوع ليس مستحيلاً.. فقط يحتاج إلى وقت.. وإلى إتفاق الأندية بشكل حقيقي.. ثم بعد ذلك التنسيق مع الإتحادات المحلية من أجل الإطاحة بهذا الإتحاد المتخبط والذي وضح تماماً أن رجاله ليسو أهلا للمسؤولية.. إتحاد يماطل بشكل غريب في برمجة مباراة المريخ والأمل عطبرة الأولى ولمدة ستة أشهر ليأتي ويبرمجها في نهاية الموسم مع مباراة المريخ والأمل الثانية.. شيء عجيب.. وغريب.. ولا يصدر إلا من إتحاد متخبط.. ضعيف.. منحاز.
