ما استغربت له في سجال الأزمة الراهنة أن كل الأطراف تدعي أنها حامي حمى القانون، وأن الآخرين هم من إنتهكه، مع أن التفاصيل تؤكد أن هنالك حالة فوضى عارمة وخلاقة وأكثر المستفيدين من هذه الفوضى هما ثنائي القمة، المريخ والهلال معاً، وبذلك يكونان قد تخليا عن دورهما الريادي في حماية القانون بوجود إداريين من فصيلة (ميكافيلي) يتحايلون على الجمهور بتواطؤ واضح جداً ومكشوف مع الإعلام الملون والمتلون، ومع ذلك يخرج علينا أحدهم وهو يرتدي ثوب القانونيين ويدعي حراسته.
إذا كان هنالك طرف مظلوم هو نادي الأمل الذي سجل لاعب القضارف، وقبل أن يشركه خاطب إتحاد كرة القدم المحلي بالقضارف والإتحاد السوداني وحصل منهما على مستند يؤكد أن لاعبهم الجديد لم يعاقب، أكرر.. لم يعاقب.. برغم أنه ارتكب الجرم الموجب للعقوبة، وهو مستند يشبه إلى حد كبير ذلك الذي حصل عليه المريخ ليدفع ببكري المدينة في مباراة الأمل الأولى، ولكن.. سارت القضية في إتجاه سقطت فيه الأقنعة وانكشفت فيه الأدوار والمصالح المتبادلة التي صنعت هذا الجو من الفوضى وعدم إحترام المؤسسات..
المريخ والهلال لا يحتاجان لإنتصارات إدارية تأتي على حساب القانون، وليس في مصلحتهما أن يعكرا الأجواء الرياضية العامة، ولكن ما يفعلانه الآن يؤكد أنهما غير جديرين بقيادة الكرة السودانية في الوقت الراهن حتى يخوضان ثورة جماهيرية تطرد بعض الإداريين السطحيين الذين يتسببون في مثل هذه الجلبة والضوضاء على حساب العمل الأساسي لتطوير الرياضة وكرة القدم، فنحن لو كنا في أية دولة تحافظ على هيبتها وتحسم مظاهر الفوضى لوجدنا من بين القوانين ما يردع المتسببين فيما يحدث الآن، إبتداءً من إتحاد كرة القدم الذي بات يلعب دوراً يحسد عليه في تطبيق قوانين المرأة المخزومية التي سرقت.. ينصر القوي ذو النفوذ ويهزم الضعيف الذي لا يملك القدرات، إتحاد تخلى عن أدواره في المحافظة على هيبة منافساته وسار في إتجاه الترضيات حتى وصلنا الموسم الثالث الذي ينتهي بأزمة رياضية طاحنة، وأكثر من خمس مواسم في العشر سنوات الأخيرة تشهد أزمات يجبر الجميع في نهايتها على الجلوس تحت ظل شجرة بحثاً عن حلول بلدية ورجعية ومتخلفة، الأمر الذي جعل الهرة تستأسد، والحملان تلتهم الذئاب.. !
قادة المريخ والهلال يفتقدون للروح الرياضية والفكر الذي يؤهلهم لإدارة العملية في مضمار يقودنا للإتجاه الصحيح من سباق التطور، وقد انقسموا إلى مجموعتين.. الأولى تعتمد على قدراتها المالية بدون خلفيات رياضية، والأخرى متسلقة تقدم نفسها عبر جمعيات عمومية تشهد ديمقراطية حقيقية، بل هي جمعيات قوامها عضوية مشتراة ومحشودة، والأجهزة الحكومية تعرف ذلك وقد خاضت في قدر منه.. فمن أين تأتي الحلول لأزمة تتجذر كل يوم وتذهب جذورها إلى باطن الأرض..
كتبت بالأمس أن المريخ والهلال ينبغي أن يلعبا دورهما الكبير في قيادة الكرة السودانية بإعتبار أنهما يضمان أكبر تجمع من الأنصار والكوارد الإدارية وبإمكانهما أن يرفدان العمل بالإتحادات بأفضل العناصر وأنظفها، ولكن ما حدث في السنوات الماضية أن (تتار الرياضة السودانية) قد وصلوا قمة هرم الكرة السودانية وعاثوا فيها فساداً، ففتحت بيوت من ريع العمليات المشبوهة، وسارت الركبان بفضائح التواطؤ، ليس داخل الملعب فحسب، وإنما في أروقة ومكاتب لها علاقة بقيادات.. وهو السبب الوحيد الذي جعل للدولار والعملة السودانية على تدنيها أفواه تتكلم وتقرر وتحسم.
الدليل على أن إدارات هذه الأندية تعمل بالعقلية الجماهيرية ولا تعرف مصلحتها، أن المريخ بمجريات الأزمة الحالية يعتبر أكثر الأطراف تضرراً، لأنه سيغادر إلى عطبرة ليلعب أمام الأمل لو اكتمل السيناريوم، ولو قدر الله أية حادثة لن تجد من يتحمل المسؤولية، فهو يعيش فراغاً إدارياً بإستقالة مجلسه، وفي إنتظاره ملف تسجيلات كامل لم يفتحه حتى الآن، بينما يدير الهلال الملف بدهاء... أثار المشكلة وفاوض معظم المواهب الموجودة في الساحة وحسم غالبيتها، وكذلك نرى أن مد الموسم يعني خصم فترة الراحة السلبية للمريخ، وتأخير فترة الإعداد..
دعونا من كل هذا ولنر ماذا يفعل الفريق طارق عثمان الطاهر؟... هذا الرجل وبعد أن كسب المريخ قضيته بالقانون كما يقول، أكد للصحف أنه سيبدأ إجراءات فتح بلاغات جنائية ضد لاعب القضارف عمر عثمان ولاعب هلال كادقلي طوك... طبعاً لم أفهم مقاصد هذا الرجل ولولا أننا ننتمي لمؤسسات رياضية لقلت أن الحرب قد اشتعلت وأن نظرية نهاية الكون قد اقتربت... ما هذا يا سعادة الفريق بالله عليك...!
الإنفجار المتوقع في الساعات القليلة القادمة أن تدخلاً سلطوياً سينهي الصراع بين أطفال القمة، وإجبارهما على الإنصياع للقانون الحقيقي.. وهو قانون المرأة المخزومية التي سرقت، وستتعامل الجهات السلطوية المتدخلة بفكر إدارة الأزمات.. وعندها تتعطل القوانين ونحتكم إلى عقول رجال المطافيء.
ثم ان الأمل اكمل كل خطوات تسجيل اللاعب عمر عثمان و اتضح انه غير موقوف و لم تستدعيه لجنة اتحاد القضارف و بذا تكون عقوبة الإيقاف قد سقطت و بالرغم من ذلك تصر لجنة الاستئنافات الموجهة بايقاف اللاعب بأثر رجعي و اعتبار مشاركته غير قانونية.
و الأدهى ان لاعب هلال كادوقلي مسجل قبل اكثر من عام بأوراق وزارة الداخلية و اعتمدها الاتحاد ، والمادة 105 تقول ان اي خطاء في تسجيل اللاعبين و انقضاء فترة اكثر من عام على المخالفة اي مخالفة التسجيل و ليس مخلفة اللعب بالمباراة، يعاقب اللاعب و لا يعاقب النادي، و مولانا سمير يقول انقضاء عام من لعب المباراة ، شفت الفهم كيف.
الإن
(برغم أنه ارتكب الجرم الموجب للعقوبة، وهو مستند يشبه إلى حد كبير ذلك الذي حصل عليه المريخ ليدفع ببكري المدينة في مباراة الأمل الأولى)
اذا هذا رايك لماذا لم تصرح به من قبل
ثم تعود لتقول
(على الإنصياع للقانون الحقيقي.. وهو قانون المرأة المخزومية التي سرقت)