لم أقسو على أحد عندما كتبت في مرة من المرات أن القمة السودانية لم تخطط للوصول إلى نصف نهائي البطولة الأفريقية، بل لم يتوقع أكثر المتفائلين من أنصارها وحتى أعضاء مجالسها والحلقات الاولى والثانية التي تحيط بها أن تتجاوز الدورين الأول والثاني، ولكن (إرادة الله) زللت العقبات ووضعتهما في دور الأربعة، وبهذه الكيفية لا يمكن أن نقول أنه كان نجاحاً نتغنى به في قادم السنوات، فالواقع أن كليهما يعاني الأمرين إدارياً، وليس لدى مجلسي الناديين أية رؤية أو خطة رياضية لكيفية تنظيم دولاب العمل الإداري لكي تمضي الأمور بسلاسة دون نزاعات وصراعات ومشاكل.
الكرة السودانية بصورة عامة تمر بنفق مظلم، ومأساة عنوانها الكبيرين، وتضرب الفوضى بأطنابها في كل أركانها وزواياها، ولكن قادتها الملهمين إستغلوا الحساسية المفرطة بين جمهوري القمة وخططوا للعب على هذا الحبل، وما أن تظهر قضية مفصلية في المريخ حتى تجد أنهم قد أقحموا الهلال طرفاً في الأمر لتمرير الأجندة، وكذلك.. كلما وجد عماد الطيب والكاردينال أنفسهم في مأزق أمام جماهيرهم حتى يفتعلوا قضية يعزفون بها على وتر (المريخ يخطط لتدمير الهلال) وأن (الإتحاد يستهدف كياننا) وبعضاً من الخيالات التي تقنع البسطاء فيحشدون لهم التأييد، في الوقت التي تجد فيه مجلس المريخ غير قادر على التخطيط لتسيير مهامه اليومية، فكيف يخطط لتدمير الهلال، ومجلس الهلال مشلول تماماً وغير قادر على معالجة مشكلات صغيرة جداً تعترض مسيرته.
الحكومة تجدها متدخلة بشكل أو بآخر في كل صغيرة وكبيرة، ولكنها تدخل يساعد على ما هو موجود من عبث وإنفراط،.. كيف؟.. سأورد بعض الأمثلة:
ضمن عضوية مجلس المريخ المنهار بعض العناصر التي يقال أنها تمثل المؤتمر الوطني، وتستغل سلطاتها الحزبية في إضفاء الشرعية على وجودها، وكلنا يعرف أن عبد الرحمن إبراهيم مثلاً قد حشد من عضوية الخدمة الوطنية العشرات كانوا سبباً في عبوره وآخرين إلى مجلس إدارة المريخ، ولو أجرينا جرداً لنعرف ماذا أضاف من حملتهم عضوية الخدمة الوطنية إلى مجلس الغدارة سنتفاجأ بأنهم كانوا ضيوفاً، بل عبئاً ثقيلاً على رئيس النادي، ولم يسهموا في رأيي بالقدر الذي يجعلهم ولو أٌطاب من الدرجة العاشرة بمقاييس العطاء.. إضافة إلى أنهم كانوا المشكلة الحقيقية التي جعلت المجالس التي يرأسها جمال الوالي تنهار بإستمرار ولا تقوى على إكمال دورتها، فالأخ متوكل أحمد علي مثلاً: قد زحف نحو منصب نائب الأمين العام منذ سنوات، ولكن الإحصائيات تؤكد أن مجلس المريخ لا يكمل دورته وينهيها بالإستقالة قبل وقتها في كل دورة كان هذا الرجل عضواً.. بل لا يذكر في خير وتصريح إلا ويكون الإسم مقترناً بإحدى المفردات التالية: (هاجم، إقتحم، إشتبك، شن)..وبهذه الكيفية يمكن أن نتوقع المنتوج.
التركيز المبالغ فيه لاستقطاب قيادات جديدة بمعيار ما يملكون من مال فقط أحدث خللاً صنع من الواقع مأساة ستؤثر في مستقبل الرياضة في القريب العاجل.. وهذا الأمر واضح جداً في تجربة الوالي خلال 13 سنة ماضية، حيث يجمع الناس على أنه قد أنفق إنفاق من لا يخشى الفقر واستقطب عشرات الملايين من الدولارات، ولكن.. لأن أهل المريخ يتعاملون معه وكأنه ماكينة نقود وليس كادراً له عقل وفكر، كانت النتيجة أن نادي المريخ اليوم بلا استثمارات ولا موارد ولا شكل إدارة ومنهج واضح يؤكد أنه بالفعل نادٍ كبير، بل أنه يعاني في كثير من الأشياء التي لا تتعلق بالمال ولا تشترى من الأسواق.. لا سيما في المفاهيم وثوابت الرياضة في كيفية بناء فريق كرة قدم مثلاً أو التعامل مع القضايا والمؤسسات الرياضية.. وهنا فقط يتضح لنا أن مجلس المريخ قد تنازل طوعاً عن الدور التأريخي للنادي في حماية القانون، وبات يجاري نادي الهلال في الهجوم على الإتحاد العام ووصفه بالضعيف والمتهالك الذي عمل وفق محسوبيات.. مع ان الحقيقة التأريخية الواضحة هي أن ضعف الإتحاد يعني بطريقة أو بأخرى ضعف إدارات هذه الأندية وسطحيتها في إدارة ملفاتها.. سنعود
الاستعانةبصديقه المسمى بالاتحاد السوداني
فكلما خسر المريخ في الملعب تدخل الصديق و حول نقاط المبارة لصالح المريخ