بعد خروج الهلال والمريخ من دوري أبطال إفريقيا التقط الاتحاد السوداني للكرة القفاز وأعلن عن عزمه لتكريم الناديين لبلوغهما المربع الذهبي في البطولة الإفريقية الكبرى. وعزمه دعوة كبار الشخصيات على مستوى الدولة وكذا شخصيات رياضية من الخارج.
تباينت ردود الأفعال حول هذا الأمر وأغلبها كان مستنكرا الحدث خاصة عندنا نحن معشر الهلالاب لأن هلالنا وبفضل الله وصل لهذه المرحلة المتقدمة دور الأربعة - في هذه البطولة الكبرى أكثر من مرة ولم يتم تكريمه أو حتى لم يفكر أحد في ذلك. ولأن الهلال قد تجاوز هذه المرحلة من قبل مرتين ووصل للمباراة النهائية.
شخصيا أرى أن المعني بهذا التكريم هو فريق المريخ وحده والذي بلغ هذه المرحلة للمرة الأولى في تاريخه. والمؤكد سيكون ذلك لشيء في النفس.
أعلنت لجنة البرمجة التابعة للاتحاد عن بقية مباريات الدوري الممتاز , ولم يكن من بينها مباراتا الأمل والمريخ الدوريتان , وكأن الاتحاد أراد أن يكون ذلك بالون اختبار وسرعان ما أتت ردود الأفعال من المريخ ولجنة الاستئنافات التي قررت أن يكون يوم الثلاثاء القادم موعدا لحسم كل القضايا .. ولنرى كيف يكون المخرج أو المخارجة .
المريخ الذي رفض إعادة مباراة الدورة الأولى وبشدة تراجع الآن وطالب بإعادتها حتى يضمن إعادة مباراة الدورة الثانية المهزوم فيها .. سبحان مغير الأحوال.
وبالعودة لمباراة المريخ والأمل العطبرواي الدورية في الدورة الأولى والتي تزامنت مع استدعاء لاعب المريخ بكري عبد القادر لمقابلة لجنة الانضباط وإيقافه إلى حين المثول أمامها , ولكن الاتحاد العام سمح لبكري بأداء مباراة الأمل بخطاب إلحاقي فيما بعد من أمين المال أسامة عطا المنان والذي برر ذلك في حينه (بأن المريخ محتاج لبكري) .
كما هو معروف أن تلك المباراة انتهت بتفوق المريخ على الأمل بهدفين وتقدم الأمل بشكوى قررت فيها لجنة الاستئنافات العليا بإعادة المباراة ورفض المريخ الإعادة وتقدم الاتحاد بخطاب فحص رفضته لجنة الاستئنافات ثم صمت الاتحاد العام بعدها كعادته عسى ولعل أن يجد حلا مع الأيام.
انتهت الدورة الأولى ولم تعاد المباراة وفي مباراة الرد في الدورة الثانية بعطبرة انتصر الأمل بهدفين على المريخ وتقدم المريخ بشكوى طاعنا في عدم قانونية إشراك لاعب الأمل عمر عثمان .
من غرائب الصدف وعجائبها تشابه الحدثين .. ينتصر المريخ في الدورة الاولى ويشتكي الأمل , ثم ينتصر الأمل في الدورة الثانية ويشتكي المريخ.
لجنة الاستئنافات صاحبة القرار النهائي تقرر إعادة المباراة في الدورة الأولى ولا ينفذ الاتحاد .. لتضعه المقادير مرة أخرى أمام نفس الموقف ولكن بشكل مختلف هذه المرة.
إنها عدالة السماء التي وضعت الاتحاد أمام اختبار صعب ولا أظنه سينجح فيه بصورة نزيهة.
ضعف الاتحاد وجبن أمام المريخ ولم يجرؤ على تنفيذ قرار لجنة الاستئنافات ولم يقم ببرمجة المباراة حتى انتهت الدورة الأولى . ولو أنه فعل لسهل عليه إعادة المباراة الثانية.
والآن مجدي وأسامة يبذلان جهودا كبيرة لإيجاد مخرج من هذه الورطة الكبيرة التي وقعا فيها .(والريس معتصم جعفر والطريفي نائبه قاعدين يتفرجو).
(بعد ما كانت في الكراع بقت في الوش) .. هذا المثل الشعبي السائر أراه انطبق تماما على الاتحاد العام للكرة ..
الموازنات والترضيات والجودية هي فلسفة الاتحاد العام لتسيير النشاط الرياضي . ولكن الواقع يقول إن الجرة لم ولن تسلم هذه المرة , وأخشى أن يكون ضحيتها فرق المؤخرة في ترتيب الدوري وتهبط أندية ظلما كما حدث العام الماضي .
نسأل الله السلامة ..
للتواصل nafafeer@yahoo.com