• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
عثمان الحاج

خروج دراماتيكي..!

عثمان الحاج

 0  0  10901
عثمان الحاج


إن أظهرنا التماسك وقلنا أن خروج الفريق الذي رشحّته كل الدوائر لإحراز كأس البطولة يمثّل حالة طبيعية ومنطقية وعادلة فإننا بذلك نساير منطق كرة القدم بعقل مجرد،وإن تأملنا واقع التحّولات الغريبة خلال مجريات لقاء البطل غير المتوّج بمضيفه فريق الغربان مازمبي الكنغولي ضمن ذهاب ربع نهائي البطولة الأفريقية لأصابتنا الدهشة علي ما آل إليه حال فريق المريخ في ذلك اليوم الغريب.
ومع أن الخروج بحد ذاته لا يمثل فاجعة، ولا غرابة فيه بل علي النقيض فقد يمثل العتبة الأولي لإستراتيجية التنافس ومعرفة الكيفية التي يمكن من خلالها الوصول لمراحل البطولة المتقدمة،وذلك بالإفادة من مشوار ثر وعامر ومكتنز بالتضحيات والتجرد والعمل الجاد منذ بواكير البطولة بل منذ أطوارها التمهيدية الأولي.
ولكن،وما أقسي ما تصوغه المخيلة بعد لكن،إذ أن فريق المريخ الذي كنا نراهن عليه عطفاً علي مستويات راقية ظلّ يقدمها خلال مشواره العامر لا يمكن أن يقدم هذا النموذج من الإنهيار والسقوط المريع في شوط اللعب الثاني لتتلقّي شباك حارسه جمال سالم ثلاث إصابات حاسمة في ظرف وجيز.
ولعل الغرابة لا تأتي في الرهان علي أن فريق المريخ هو الفريق الذي لا يمكن هزيمته،ولكن الغرابة في أن التحوّلات التي حدثت أثناء مجريات اللقاء قد أوردت البطل موارد الخروج الحزين،وقذفت به خارج أتون حلبة التنافس الأفريقي حتي إشعار آخر.
ولأن معينات النجاح كلها كانت رفقة الفريق بتوفير أجواء مثالية خلال فعاليات البطولة الأفريقية بما رفع من أسقف الطموحات للتتويج بالكأس الغائبة منذ أمد بعيد،ولأن جميع المنتمين للزعيم بلا إستثناء قد ساهموا في صياغة فريق تتوفر فيه كل ملامح وشروط الأبطال،فليس هناك مبرر مقنع لهذا الخروج سوي مجريات غير طبيعية تدعو للتساؤل والحيرة والدهشة في نفس التوقيت.
فكيف لفريق تأهّل لهذه المرحلة كثاني أفضل الفرق الثمانية المتأهلة للدور ربع النهائي من البطولة أن ينهار في لحظة؟،ولماذا إنهار الفريق بعد أن أخرج المضيف من الشوط الأول نظيفاً وخالي الوفاض؟، وهل أراد المدرب غارزيتو في شوط اللعب الأول أن يبرهن علي قدرته علي إخراج فريق مازمبي خالي الوفاض إن أراد؟ وما هي مبررات المدرب في تبديل أوكرا أفضل المساندين للجهة اليسري الجهة الأضعف بالفريق خلال مجريات الشوط الأول؟، ولماذا تم تبديل ديديه اللاعب الوحيد في تلك المباراة الذي مثل حلقة الوصل بين خط ظهر الفريق ومهاجمه بكري المدينة بعد عزل المدرب لوسط الفريق بتكليفه بمهام دفاعية ناجحة في الشوط الأول؟،وبماذا يبرر لنا غارزيتو دخول اللاعب ضفر الذي لم يتشافي من أثر الإصابة مكان لاعب مؤثر؟ وما حاجته للاعب عمر بخيت في وقت حوجته للهجوم؟،وغيرها الكثير من التساؤلات التي تغض المضجع وتشتت الفكر.
ومع أننا لسنا أكثر دراية بالشأن الفني من المدرب،ولسنا أكثر معرفة منه بقدرات لاعبيه،إلا أن ما فعله المدرب في تلك المباراة يدعو للشك في مقدراته الفنية،إن لم يدع للشك في نواياه من ذلك التغيير في شكل الفريق والذي أطاح به خارج السباق .
قطعاً صاحَب الشأن الفني جانب آخر ربما له نصيب في خروج الفريق،وهو اصطحاب أفراد لحماية اللاعبين،ومع أن القصد بذلك تأمين الفريق هناك ولكن بالمقابل لاشك أن لاعبي الفريق قد اختزنوا هزيمة استباقية أبرز ملامحها في أذهانهم أن هناك في أرض الخصم لا يوجد أمان وقد يتعرضون لما يستدعي الدفاع عنهم بواسطة أفراد التأمين،قطعاً هذا الأمر يجنح بنشاط إجتماعي ترويحي نحو الخوف والإحساس باللاأمان في شأن تتعهد فيه الجهات المنظمة للبطولة بالرعاية الكاملة وضمان سلامة البعثات الرياضية.
المهم والواقع والحقيقة أن فريق المريخ قد خرج من السباق بعد أن أسمع صوته كل أفريقيا وأعلن عن نفسه بصورة جيدة،كما صنع قاعدة متينة من معينات البطولات والتي بلا شك سيكون أولي أوليات هذه المعينات إدارة فنية قادرة علي إدارة مثل هذه المباريات،وترميم صفوف الفريق بلاعبين فاعلين في الجهة اليسري للفريق ومتوسط دفاع علي أقل تقدير،بعدها سيصل المريخ لمنصة التتويج في المواسم القليلة المقبلة إن شاء الله..

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عثمان الحاج
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019