• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
الخير فاروق

حاسبوا أنفسكم أولا!!

الخير فاروق

 0  0  11714
الخير فاروق


لا يوجد سوداني وطني وابن بلد أصيل ناهيك عن مريخي أو هلالي لم يتأثر بخسارة المريخ أمام مازيمبي وقبلها الهلال أمام الاتحاد الجزائري، وإضاعة حلم كان قريب المنال.. ولكنها كرة القدم هذا حالها تفرحك اليوم لتحبطك غدا وهكذا..
كرة القدم سميت مجنونة لأنها لا تستقر على حال.. وأحيانا تمنح من لا يستحق.. ولكنها كثيرا ما تعطي من يجزل لها العطاء ويتعامل معها باحترام واحترافية.. فهي باتت صناعة وخطوات محسوبة.
البطولات لا تتحقق بالصدفة ولا بالأمنيات.. ولكنها تأتي بالعمل المؤسس الذي يتركز على الاحترافية في كل قواعده.. وتأتي عبر الخطط المدروسة والممنهجة.. وأن يؤدي كل فرد في الكيان دوره كاملا.. بالإضافة إلى إتباع سياسة "الحساب ولد" لللإداريين قبل اللاعبين.. والأجهزة الفنية، قبل الإعلاميين.
ضاع الحلم.. ولكن هل نلطم الخدود ونشق الجيوب ونكثر النواح والعويل؟.. لا لن نكون كذلك.. علينا جميعا الهدوء لالتقاط الأنفاس.. ومحاسبة النفس.. كل في موقعه سواء إداريين .. إعلاميين.. لاعبين وأجهزة فنية وحتى جماهير.
المريخ فريق كسائر الفرق.. يكسب ويخسر ويتعادل.. كيف لا وبرشلونة أفضل فرق العالم يخسر.. وأيضا مانشستر يونايتد وتشيلسي يخسرون بالثلاثة والأربعة والخمسة كمان، فهل يفعلون ما نفعله حاليا من بكاء وعويل وإحباط.. والأدهى والأمر ظهور أكثر من شماعة لتقديمها كبش فداء الخروج لتبقى الأسباب الحقيقية طي الكتمان..
ما سردته سابقا ليس تهربا من الخسارة.. ولكن حتى نتعامل معها بمنطق كرة القدم,, بعيدا عن أي انفعالات مضرة لا تجدي نفعا.. وبالهداوة تطيب جراحنا وتتداوى.
رددناها كثيرا أن وصول المريخ إلى نصف نهائي أكبر البطولات الإفريقية يعد في حد ذاته إنجاز كبير.. لاسيما في ظل العيوب التي يعانيها في جميع خطوطه بداية من الدفاع الذي ظل غارزيتو يعتمد فيه على الثنائي المؤلف علاء الدين وأمير كمال، بجانب رمضان عجب في الطرف اليمين،، كما أن مصعب وراجي بكل ما يقدمانه من سوء لا يوجد لهما بديل.. فيما يقاتل بكري المدينة وحيدا وهو المهاجم المزعج الذي يحتاج إلى من يسانده ويخفف الضغط عنه يتميز بالقنص والقنص للكرات الساقطة داخل المرعب.. فهل وفرنا هذا العنصر إلى غارزيتو.
مازيمبي استحق الفوز والتأهل إلى النهائي لأنه احترم المنافس واحترم الدور الذي وصل إليه بدليل وصوله إلى السودان قبل أسبوع من المباراة.. في الوقت الذي منح فيه غارزيتو اللاعبين إجازة 48 ساعة.. "هي كانت ناقصة".
أكثر ما أضر المريخ في هذه المرحلة عدم وجود البديل بجانب التوليف في الخطوط الخلفية وافتقاده المهاجم القناص وصانع اللعب المميز.. ولكن هل تعلمون الأكثر تأثيرا؟ إدارة النادي التي تجاهلت مطالبنا المتكررة بضرورة فرض الانضباط على اللاعبين خلال هذه الأيام المعدودة وأن تطلب الأمر منح أعداء النجاح راحة إجبارية وأن يتصدى جمال الوالي لهذه المهمة بنفسه تفاديا للتجاوزات والمجاملات،، أيضا الإعلام لعب دورا سلبيا في إعداد الفريق ومارست نفس السياسة السابقة "غزل وتمجيد ونفخ".
إدارة النادي هي المسؤول الأول لو تحدثنا بلغة الإخفاق لأنها فشلت في دعم الفريق بلاعبين يحدثون الفارق في خط الدفاع وصناعة اللعب.. وهي التي أصرت على تسجيل عمر بخيت قائد الهلال الذي أكل الدهر عليه وشرب.
لا تغتالوا غارزيتو الذي أخذت سهام التشفي من قبل أعداء المريخ الحقيقين أصحاب المصالح الخاصة الذين يريدون أن يعود الأحمر إلى مربع الصفر لتربح تجارتهم البائرة،، تصوب ناحيته بكثافة ودون رحمة..
كلنا شاهدنا كيف تطور مستوى وأداء المريخ.. منذ حضور غارزيتو ظللنا نشاهد كرة قدم حقيقية ومتعة لا حدود لها.. الفريق بعد أن كان سلبيا في كل شي ويلعب كرة أي كلام.. جاء هذا المدرب الفرنسي وأحدث فيه انقلاب أيحابي.. منذ متى نشاهد المريخ يلعب بهذه الأريحية تمريرات قصيرة وكرة ممرحلة وهجوم ناري.. بالله لا تعيدونا إلى الوراء مرة أخرى.
المصيبة أن مازدا صاحب الهزائم المتوالية ينتقد الأخطاء التي ارتكبها دفاع المريخ ومدربه غازريتو وكأنه "فالح" تمام وهو الذي ظل المنتخب الذي يقوده يسقط بنفس النتيجة وبنفس الأخطاء في مباريات عديدة ولا يحرك ساكنا.
وعلى محسن سيد أن يعود أدراجه إلى الموردة التي خرج منها ربما ينجح في إعادة سيرتها الأولى "لا أظن".. ونقول له أن المريخ ملي بالأفذاذ وبالذين يملكون قدرات تدريبية أفضل بكثير ويحملون هم المريخ بين جوانحهم وداخل قلوبهم.. ولكن إدارة الوالي ظلت تتجاهلهم عن عمد لأن أصحاب المصالح الشخصية والسماسرة لا يريدونهم خوف انقطاع أرزاقهم.
همت أو همد ليتك صمت.. ليس الإداري الناجح من يطلق حديثه هكذا بمجرد هزيمة,, كان عليك أن كنت جادا في الإصلاح أن تخضع الجميع ""غارزيتو ومن معه" وحتى اللاعبين للتحقيق في وجود كامل مجلس الإدارة لمعرفة المقصرين ومن ثم الحلول والمعالجات بدل عن التصريحات الشيفونية التي لا تبرئ ساحتكم من المسؤولية والمحاسبة.. أبدوا بأنفسكم أولا.
كلمة أخيرة.
قلنا إذا خرج المريخ من المنافسة يجب أن لا نتبع ذات السياسات السابقة بدفن الرؤوس في الرمال.. علينا تقبل الأمر أولا ومن ثم مواجهته بكل قوة وشجاعة كل طرف يتحمل مسؤوليته بعد مرحلة تقييم يجب أن تتم بكل هدوء وعقلانية.. لا نريد كبش فداء ولا استقالات.
لا للاتهامات دون دليل.. يجب علينا أن لا نطلق الحديث على عواهنه.. إذا أردنا علاجا ناجعا ووضع النقاط فوق الحروف من أجل عودة قوية في المرة القادمة يجب أن نتريث قليلا قبل أن نخطو خطوة في طريق الإصلاح الشامل.
أيعدها وأكررها ألف مرة.. المريخ هو نفسه الذي قدم لنا الفرح مرات عديدة.. بنفس اللاعبين.. وحتى غارزيتو هو ذاته الذي أشدنا به وبما يملكه من عقل وخبث كروي أن خاب مرة فلا يعني إعدام ما حققه من نجاحات.
أخيرا..
الخسارة ليست مشكلة في حد ذاتها ولكن يبقى كيفية التعاطي معها والخروج منها بالدروس والعبر ورصد السلبيات والعمل بصدق وتجرد لمعالجتها دون الإساءة إلى أحد.. هو الطريق الأمثل لمريخ يهز الأرض ويعتلي منصات التتويج.. ولكن إذا حدث العكس فستكون المصيبة أكبر.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الخير فاروق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019