• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
اكرم حماد

مآلات الحاضر لا تفسد ملف المستقبل

اكرم حماد

 1  0  2374
اكرم حماد

الطبيعي هو أن نكتب عن التأهل.. ونطالب به.. وندعو الله أن يتحقق.. وهذا ما نفعله.. فنحن فعلا نأمل أن يقلب الهلال الطاولة على إتحاد الجزائر ويخطف بطاقة التأهل.. ولكن تحقيق الهلال لهذا الأمر إحتمال.. إحتمال ضعيف أو كبير لا يهم.. المهم أنه إحتمال.. وطالما أن هناك إحتمال إيجابي فهناك بالطبع إحتمال سلبي وهو خروج الهلال.. بالتالي تعالوا نفكر بهدوء.. ونحاول أن نهيء أنفسنا لإحتمال الخروج.. ونعرف كيف سنتعامل مع الإحباط ولا أقول الصدمة.. لا أقول الصدمة لأن نتيجة مباراة الذهاب قللت من حجم التوقعات وجعلت الكثيرين يعترفون بصعوبة المهمة.. بل جعلت البعض يقولون أن مهمة الهلال مستحيلة.. (وأنا هنا أتحفظ على هذا الكلام.. فلا يوجد مستحيل في كرة القدم).
مشكلة الكثيرين أنهم يتعاملون مع الإخفاقات بطريقة ردود الأفعال.. فبعد الخسارة تمتليء مواقع التواصل الإجتماعي بالإساءات.. فهذا يسيء للاعبين.. وذاك يهاجم المدرب ويصفه بالفاشل.. وثالث يطالب برحيل مجلس الإدارة.. إلخ... الأدهى والأمر الطريقة التي يتعامل بها الإعلام مع الخسارة.. فالمانشيتات الرئيسية في بعض الصحف لا تخلو من الهجوم على المدرب وفي بعض الأحيان (المطالبة برحيله).. أما الأعمدة فحدث ولا حرج.. هجوم على اللاعبين وإتهامهم بالتخاذل والتقصير والإستهتار مع التركيز على لاعبين بعينهم مثل مدثر كاريكا وبشة.. بالإضافة إلى ذلك فإن المدرب التونسي حتى ولو لم يكن له دور في الإخفاق فإنه سيأخذ المعلوم ويتعرض للهجوم.. هجوم يصل لمرحلة مضغ اللبانة الشهيرة التي تحمل من الإسم (أقيلوا المدرب).. رغم أن هذا المدرب ومن أول موسم له نجح في قيادة الهلال لهذه المرحلة رغم الظروف المريرة التي يعيشها الهلال.
أعود وأقول.. أتمنى أن يتفوق اللاعبون على أنفسهم ويسعدوا الجماهير بتحقيق فوز تاريخي يقودهم للنهائي الكبير.. والمؤكد أن أي هلالابي (حقيقي) يتمنى ذلك.. ولكن الأمنيات والآمال يجب أن لا تجعلنا ننسى الجانب المظلم من القمر وهو إمكانية أن يخرج الهلال.. يجب أن لا ننسى هذا الأمر حتى نتعامل معه بهدوء عندما يحدث.. خصوصاً وأن الهلال يتصدر الدوري الممتاز وتأهل إلى نهائي كأس السودان.. والخروج الأفريقي إذا حدث (لا قدر الله) يجب أن يتزامن معه تفكير الجميع من جانبين.. جانب المدى الزمني القريب وهو بطولتي الممتاز وكأس السودان.. جانب المدى الزمني البعيد حيث الموسم القادم أو المواسم القادمة.. فالهلال رغم كل شيء يمتلك مجموعة طيبة من الشباب بقيادة محمد عبد الرحمن وأطهر الطاهر ووليد علاء الدين وصهيب الثعلب.. وهؤلاء الشباب إذا وجدوا المزيد من الفرص مع تدعيم (نوعي) من المحترفين فإن مستقبل الهلال سيكون بإذن الله أفضل من حاضره.. خصوصاً إذا تعلمنا من الدرس الأفريقي.. أقول إذا تعلمنا.. فمن أكبر مشاكلنا أننا (نعلم).. ولكننا لا نتعلم!

الفوز وليس تفادي الخسارة يا كوكي
تحدث مدرب الهلال نبيل الكوكي عن المباراة المرتقبة اليوم مشيراً إلى أن الهلال لا يعرف الهزيمة خارج الديار.. وهذه حقيقة.. فبإستثناء الخسارة بهدف في زنزبار في الدور التمهيدي لم يخسر الهلال أي مباراة (الكوكي لم يكن مدربا للهلال في تلك المباراة).. الهلال لعب إبتداءً من دور ال32 وصولاً إلى هذه المرحلة خمس مباريات خارج الأرض.. فاز في واحدة وتعادل في أربع مباريات من بينها مباريات صعبة مثل مباراة مازيمبي.
ولكن الشيء الذي يجب أن يعلمه المدرب التونسي أن الحديث عن أن الهلال لا يخسر خارج الديار ليس بالحديث المفيد.. لأن الهلال لا يبحث عن تفادي الخسارة وإنما يبحث أو يحتاج لتحقيق الفوز للعبور.. وليس أي فوز.. فنتيجة واحد صفر كما هو معلوم لا تؤهل الهلال.. الهلال حتى يتأهل يحتاج إلى الفوز بهدفين نظيفين.. أو الفوز بفارق هدف ولكن شريطة أن تكون الأهداف المحرزة أكثر.. بمعنى أن يفوز الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدفين.. أو أربعة أهداف مقابل ثلاثة.. وهكذا وهكذا.. بالتالي فإن المهم ليس هو أن لا يخسر الهلال وإنما أن يعرف كيف يفوز خارج الأرض في مرحلة حساسة مثل هذه وفي مباراة مصيرية مثل مباراة اليوم.
الهلال إنتصر مرة واحدة خارج أرضه في الدور نصف النهائي.. وحدث هذا الأمر في لوممباشي.. ولكنه كان إنتصار شرفي لا أكثر.. اليوم نتمنى أن يحقق الهلال الفوز التاريخي.. يمكن النظر إلى معطيات مباراة اليوم بإعتبار أنها أفضل من معطيات مباراة مازيمبي في 2009.. فالهلال في ذلك العام كان يحتاج إلى الفوز بأربعة أهداف حتى يخطف بطاقة التأهل.. واليوم يحتاج الفريق الأزرق إلى هدفين.. صحيح فريق 2009 ورغم خسارته الكبيرة في أم درمان إلا أنه بشكل عام كان أفضل من ناحية الإمكانيات الفنية من الفريق الحالي لهذا عرف كيف يسجل هدفين في الكونغو.. ولكن كل شيء وارد عندما يتعلق الأمر بكرة القدم.. فما لم يحققه هلال 2009 وحتى هلال 2007 وهو الصعود إلى المباراة النهائية قد يحققه هلال 2015 وهو إنتزاع البطاقة الصعبة من براثن السوسطارة.. الأمر صعب.. معقد.. عسير.. سمه ما شئت.. ولكن تذكر.. غير مستحيل.

المهمة المزدوجة والكرات العرضية الخطيرة
من الملاحظات الهامة هي أن الهلال في آخر سبع مباريات في البطولة يسجل هدف واحد في كل مباراة.. أو لا يسجل مثل مباراة مازيمبي في الكونغو ومباراة التطواني في ام درمان.. المباراة الوحيدة التي سجل فيها أكثر من هدف كانت مباراة سموحة في ام درمان والتي فاز فيها بهدفين.. واليوم الهلال الذي يعاني من مشاكل هجومية مُطالب بتسجيل هدفين على الأقل.. وفي نفس الوقت مطالب بالصلابة الدفاعية حتى لا يزور الفريق الجزائري الشباك.. لأن وصول إتحاد الجزائر لشباك ماكسيم سيلخبط الحسابات ويعقد المهمة (المعقدة أساساً).. خصوصاً إذا وصل للشباك أكثر من مرة.
إذن يجب أن لا يتعامل الجهاز الفني بقيادة الكوكي وخالد بخيت بمنطق الهجوم البحت.. فالإندفاع الهجومي على أساس أن الهلال لا يوجد ما يخسره سيكلف الفريق الكثير.. لأن لاعبي الهلال ضعيفين في الإرتداد.. والهجمات المرتدة السريعة للجزائريين يمكنها أن تغتال الأحلام.. وكلنا شاهدنا كيف (إنضرب) الهلال في المباراة الأولى بالهدف الثاني والذي جاء من خلال هجمة مرتدة سريعة.
وهناك ملاحظة ثانية أتمنى أن تجد المعالجة من اللاعبين أنفسهم قبل الكوكي!!.. وهي التعامل مع الكرات المعكوسة أو العرضية من المنافس.. فواحدة من مشاكل الهلال والكرة السودانية بشكل عام سوء التغطية الدفاعية في الكرات الهوائية.. فغالبا يكون هناك سوء في قراءة التحركات أو ضعف في الرقابة.. وهدف السوسطارة الأول في ام درمان خير دليل على ذلك.. بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الأهداف التي ولجت شباك الهلال في المباريات المصيرية كانت من كرات معكوسة.. ربما لأن المدافعين السودانيين يركزون على الكرة في الهواء ويغفلون تحركات لاعبي المنافس.. تركيز المدافعين وحارس المرمى أمر لا بد منه في الكرات الهوائية.. أقول حارس المرمى لأن لماكسيم ايضا دور في الهدف الأول الذي أحرزه الفريق الجزائري.. أتمنى أن يستعيد الحارس الكاميروني مستواه في مباراة اليوم لأنه واحد من أهم أركان (الحلم).





امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو محمد 10-03-2015 08:0
    انت صحفى واعى ومحترم. رغم مريخيتى الا اننى احبك لوجه الله.
    واتمنى ان ينصر الله الهلال اليوم والمريخ غدا.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019