لقدأحبننا الهلال وعشقناه منذ نعومة أظافرنا ..
أتينا إلى الحياة الدنيا ووجدنا الهلال ناديا للتربية والحركة الوطنية ..
نشأنا وترعرعنا وتشربنا قيمه ومبادئه ..
أحبننا الهلال الكيان حبا جما ..
أحببنا فيه الفن والجمال والروعة في كل شيء ..
عايشنا فيه أفذاذاً من اللاعبين جيلا بعد جيل ..
لم تبطرنا يوماً الانتصارات رغم كثرتها .. لأنها أصبحت شيئا عاديا ومألوفا ..
ولم ننكسر للهزائم رغم قلتها مقارنة مع الإنجازات التي تحققت ..
نجحالهلالوتفوقفيأحايينكثيرةوأخفقمراتعدةورغمذلكظلحبنالهمتزايداوفيتنامٍمستمر ..
ولأنحالكرةالقدمنصروهزيمةونحننؤمنبذلكإيماناً قاطعاً فإننانحزنلهزيمةالهلالبقدر مانفرحلانتصاره ..
بالأمس تجرع الهلال الهزيمة في عقر داره من الاتحاد الجزائري , لقد كانت هزيمة مرة مذاقها كطعم العلقم لأنها هزيمة من الصعب جدا تعويضها .. ولذا تجرعنا معها حزنا عميقا لم نذق معه طعم النوم ليلتها.
أكثر ما أحزنني أن الهلال ككل أدى أداء جيدا أفضل بكثير من مبارياته السابقة حتى تلك التي تفوق فيها على مازيمبي .. ولو أن الأداء كان سيئا كسابقيه لكانت وطأة الحزن أخف.
اعترف الكوكي بأنه وحده من يتحمل المسئولية وهذه هي الحقيقة التي نعلمها ونقولها نحن أيضا حتى وإن أراد هو بكلامه هذا أن يحافظ على معنويات اللاعبين.
خسر الكوكي كثيرا وهو يصر على إشراك أتير توماس في وظيفة قلب الدفاع الحساسة رغم فشله المتكرر .. والغريب أنه أعطى الفرصة محليا للمالي كانوتيهالذي أثبت وجوده وجاهزيته ورغم ذلك لم يدفع به في البطولة الإفريقية .. هل هو جبن من الكوكي .. أم جهل بفنون التدريب؟.. إن كانت الأولى فتلك مصيبة , وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم.
ومع أن السيد نبيل الكوكي يعلم النقص المريع الذي يعاني منه في خط الدفاع وذلك بعد إصابة الظهيرين الممتازين سليمانوسيسيه ومعاوية فداسي مما اضطره للدفع بالبديلين غير الجاهزين (أطهر وعبد اللطيف بويا) , وهذا الواقع يستوجب اللعب بمحوري ارتكاز , وفي مباراة الأمس خاصة كان يحتاج الى الغاني نيلسون بجانب الشغيل .. ولكنه للأسف لم يفعل.
هل من المنطق والعقل يا نبيل يا كوكي أن تبدأ المباراة وحتى مرور ربع الساعة الأولى وقد وضح كل شيء أمامك ففشل أتير توماس ونزار حامد - والبدلاء موجودون وأنت لم تحرك ساكنا حتى الدقيقة السبعين؟؟.
نعم لم يكن بويا وأطهر في المستوى المأمول ولكنا نعذرك في الإبقاء عليهما لعدم وجود البديل الناجع .. فكان الأحرى بك ومنذ الدقيقة عشرين أن تستبدل أتير توماس بكانوتيه ونزار بنيلسون ليكون عونا للشغيل حتى يكونا سويا ساترا أمام الدفاع . خاصة بعد أن كشفت الطريقة التي أحرز بها فريق الاتحاد هدف التعادل مدى الحاجة الماسة لمدافعين يجيدون الضربات الرأسية.
نعلم علم اليقين أن مهمة الهلال في الصعود للمباراة النهائية أصبحت صعبة للغاية وأشبه بالمستحيل .. ولأن هناك مباراة متبقية وتعتبر شوطا ثانيا فإننا لن نفقد الأمل حتى تنتهي هذا المباراة وتقول المجنونة كلمتها ..
نتمنى ونبتهل إلى الله أن يوفق لاعبينا ويتأهلوا من الجزائر للمباراة النهائية وليس هذا بالشيء المستحيل ..فليجتهد إخوان مساوي فإن لم يتمكنوا من الفوز فليتعادلوا على الأقل ليكون الخروج مشرفا.
بعد نهاية المباراة تباينت ردود الفعل لمن حضروا المباراة من داخل الملعب .. غالبية الجمهور قاموا بتحية لاعبي الاتحاد الجزائري .. ولهؤلاء التحية والتقدير ..
ولكنني حزنت للذين كانوا في المقصورة بل أشفقت عليهم من ضحالة تفكيرهم وهم يطالبون رئيس النادي اشرف الكاردينال بالتنحي ليفسح المجال لعودة صلاح إدريس .. والمساكين مادروا أنهم بذلك يختزلون الهلال الكيان في شخصين فقط (الكاردينال والأرباب).
لعمري إنه غضب المصالح وليس من أجل الهلال ..
نعم قدم الأرباب الكثير للهلال .. ولكن الهلال في عهده لم يتخط دور الأربعة في البطولات الإفريقية.
وها هو الكاردينال الآن يصل بالهلال لدور الأربعة في أول موسم له مع الهلال. وبذلك يكون الرجل قد وصل إلى حيث انتهى الأرباب.
نحترم الأرباب والكاردينال كرؤساء للهلال ونحفظ لهم كل ما قدموه , وحواء الهلال التي أنجبت من قبلهم كبار الإداريين الذين قدموا الكثير ما زالت حبلى برجالات قادرين على خدمة الكيان الكبير الذي لن يتوقف عند أحد.
وفي الختام
أحمداللهأنقدريفيالحياةأنأشجعفريقااسمهالهلال ..علمنيالكبرياءوعلمنيأنأرفعرأسيبفخرحتىوقتالخسارة ..
بإذناللهسيعودالهلالسيدالبلدمارداكماكان..



للتواصل nafafeer@yahoo.com