• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
اكرم حماد

وضع حجر الأساس لمشروع فك العقدتين

اكرم حماد

 0  0  2072
اكرم حماد

كل عام وأنتم بخير.. كل عام والهلال بخير.. الهلال الجميل.. هلال السودان (السباق) للإنتصارات.. عندما بدأ الدوري الممتاز كان هو السباق بفوزه باللقب الأول في منتصف التسعينيات.. وعندما إنطلقت البطولات الأفريقية كان هو السباق ايضا للنتائج السودانية الإيجابية بوصوله للدور نصف النهائي في منتصف الستينيات.. بمعنى أن المرحلة التي وصل إليها في عام 2015 وقبل ذلك في أعوام 2011 و2009 و2007 كان قد وصل إليها قبل خمسين عاماً.
والدور نصف النهائي كما هو معلوم ليس المحطة الزرقاء الأخيرة في البطولة.. فقد وصل الهلال إلى المباراة النهائية في عامي 87 و92.. ولكنه لم يفز باللقب.. الآن الفرصة متاحة له من ناحية مبدئية للوصول للمباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخه.. وهذه الفرصة تمر عبر بوابة مباراة اليوم أمام إتحاد الجزائر.. فرصة تاريخية نتمنى أن يستغلها الهلال الإستغلال الأمثل.
ولكن يجب أن يستفيد هلال الملايين من دروس الماضي القريب.. الهلال في آخر ثلاث محاولات في أعوام 2007 و2009 و2011 كان يتأهل إلى الدور نصف النهائي عبر بوابة المركز الثاني.. بالتالي يكون مضطراً لخوض مباراة الإياب خارج أرضه.. هذا الأمر حدث أمام النجم الساحلي ثم مازيمبي وبعد ذلك الترجي.. لا أقول أن الهلال لم يتعلم من تجارب الماضي لأن صدارة الهلال هذه المرة كانت ستعني مواجهة المريخ وكلنا يعلم حساسية لقاءات (هلال مريخ).. لهذا أقول أن عدم صدارة الهلال ليست بالموضوع الخطير.. ولكن هناك شيء يجب أن يتعلم منه الهلال وقد ذكرته في مقال سابق.. ولا بد أن أذكره اليوم لأنه في غاية الأهمية.
الهلال عندما لعب في الدور نصف النهائي أمام النجم الساحلي في ام درمان سجل هدفين.. ولكن شباكه إستقبلت هدف.. وهذا الهدف هو الذي تسبب في خروج الهلال.. لأن الهلال خسر في مباراة الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدف.. بمعنى أنه ولولا هدف النجم في ام درمان لوصل الهلال إلى المباراة النهائية.. وعندما لعب مع مازيمبي نفس الأمر.. بل السيناريو كان اسوأ بوصول المنافس إلى شباك المعز محجوب خمس مرات.. لتصبح مهمة الإياب معقدة وليخرج الهلال في النهاية رغم فوزه بهدفين نظيفين.. ومباراة الترجي نفس الموضوع.. شباك لا تعرف النظافة.
عدم وصول إتحاد الجزائر لشباك الهلال اليوم أمر في غاية الأهمية.. أعلم تماماً أننا نتحدث عن كرة قدم.. وأن أحداث أو تقلبات المباراة قد تجعل الفريق الجزائري يصل إلى شباك ماكسيم.. ولكنني أتمنى أن يبذل اللاعبون قصارى جهدهم من أجل خروج الشباك النظيفة.. خصوصاً لاعبي الدفاع.. فالأخطاء ممنوعة اليوم.. فمع فريق بقيمة إتحاد الجزائر (الغلطة بقون).. وهفوات (مباراة سموحة) الدفاعية إذا تكررت قد لا تمر مرور الكرام.. لأن الفريق الجزائري أفضل وأقوى من الفريق المصري.
في كرة القدم يتحدث البعض عن العقدة.. ففي فترة ما كان اتلتيكو مدريد لا يفوز على ريال مدريد.. وهذه الفترة إمتدت لسنوات وسنوات.. ولكن في النهاية إنفكت العقدة وفاز اتلتيكو.. بل أن الأمور إنقلبت رأساً على عقب وأصبح كعب الأتلتيكو في المواجهات المباشرة مع الريال هو الأعلى.. تشلسي مثلا كان لديه عقدة عدم الفوز بالأبطال.. وقد فعل هذا الأمر في النهاية عام 2012.. ولماذا نذهب بعيدا.. في مصر كان الأهلي مسيطرا على الدوري لسنوات وسنوات.. وكان مسيطرا ايضا على لقاء القمة.. فمباريات الأهلي والزمالك في السنوات الأخيرة لا تخرج من إحتمالين.. إما فوز الأهلي.. أو عدم فوز الزمالك!... وعندما أقول عدم فوز الزمالك فأنا أقصد أن المواجهة تنتهي تعادلية
ولكن في هذا الموسم نجح الزمالك في كسر العقدة.. فقد فاز بلقب الدوري.. وفاز بلقب الكأس.. وفوزه بالكأس مر بالفوز على الأهلي في المباراة النهائية.. بمعنى أن فريق الكورة والفن والهندسة نجح في كسر عقدتين هذا الموسم.. عقدة الدوري.. وعقدة المواجهات المباشرة مع الاهلي.
والهلال لا بد أن يكسر أو يفك شيفرة العقدة الأولى وهي الدور نصف النهائي.. أقول عقدة ولكن ليس بمعيار التاريخ فالهلال وكما هو معلوم وصل للنهائي مرتين.. ولكنني أقول عقدة بمعيار التاريخ الحديث.. فالهلال في السنوات الأخيرة عندما يصل إلى الدور نصف النهائي يخرج.. وقد حدث هذا الأمر ثلاث مرات.. بل أنه حتى عندما تأهل إلى الدور نصف النهائي في الكونفدرالية مرتين قبل سنوات دخل في نفس النفق المظلم ليخرج بركلات الترجيح أمام دجوليبا المالي وقبل ذلك أمام الصفاقسي التونسي (2012 و2010).. بمعنى أنه فشل خمس مرات في السنوات الثماني الأخيرة في إجتياز الدور نصف النهائي.
إذن الهدف الأول هو الوصول للمباراة النهائية.. الهدف الثاني والكبير هو كسر عقدة عدم الفوز ببطولة قارية.. وهذه الأمور تمر بمباراة اليوم.. المباراة التي ننتظر فيها من سيف مساوي والشغيل جمل الشيل ونزار حامد وبشة وكاريكا وبقية اللاعبين أداءً كبيرا.. أداء يليق بالمرحلة.. يليق بطموحات وأشواق الجماهير.. يليق بالهلال كفريق كبير.. لا أتحدث عن الكرة الجميلة وإنما أتحدث عن اللعب المسؤول والرجولي.. المهم هو أن يُقاتل جميع اللاعبين من أجل هدف واحد هو تحقيق إنتصار مريح يُخفف من مخاطر مأمورية الإياب.. والمهم ايضا أن يعرف الكوكي أن مباراة اليوم لا تحتمل المبالغة في الحذر.. التوازن مطلوب.. وقبل ذلك إختيار التشكيلة المناسبة أمر في غاية الأهمية.
شخصياً أثق تماماً في أن الهلال سيزور شباك إتحاد الجزائر.. رغم عدم إمتلاكه لمهاجم (هداف).. ففي الهلال نزار يمكنه أن يسجل.. الشغيل يمكنه ان يسجل.. وكذلك سيف مساوي.. وبشة.. والبقية.. ويمكن أن يعود كاريكا للتسجيل بالطبع.. ولكن المهم هو أن يتزامن الوصول لشباك الفريق الجزائري مع نظافة شباك الحارس الأمين ماكسيم.. هذه هي النقطة الجوهرية في رأيي.. وهناك نقطة جوهرية أخرى.. عدم مشاركة بلايلي لا تعني أن إتحاد الجزائر سيكون في متناول اليد.. إحترام المنافس هو الطريق المؤدي إلى الهدف.. بالتوفيق لهلال الملايين في المباراة التي أرى أنها مباراة وضع حجر الأساس لمشروع فك العقدتين... كل عام وأنتم بخير.. كل عام والهلال بخير.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019