• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
احمد المصطفى

زمن الفرسان .. ومريخ السودان

احمد المصطفى

 0  0  12681
احمد المصطفى



فرضت الأحداث الرياضية الكروية اللافتة في السودان ومصر نفسها على مساحة المقال وأجبرتني على تناول تألق عميد الكرة في موطن مجرى النيلين وملتقى الأبيض والأزرق تحت جسر أم درمان أحد أقدم الجسور الرابط بين العاصمة الحكومية الخرطوم ، والعاصمة الشعبية أمدرمان مدينة الأمان والمحبة المتدفقة عطاء وحب ووفاء لبلد كان وما زال وسيظل قوي بشعبه وعاداته وتقاليده وموراده الطبيعية التي حباها الله بها ، وبالعلاقات الأخوية المتينة التي لا فكاك منها مع أشقائه في بلد الحرمين ديرة الملك سلمان ، ودار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب لله ثراه ، ودوحة العرب ، والبحرين ، والسلطنة، والكويت ، واليمن ، وبلاد المغرب العربي الواقعة في الشمال الإفريقي ، والأردن وحيث القدس الشريف ، وسوريا ولبنان ، وفي آرض الكنانة مصر المؤمنة التي قال كتب فيها الشيخ البرعي رحمة الله عليه قصيدة لامست كلماتها الصادقة أعماق حنايا الحبايب في شمال الوادي.
في هذة المدينة التي شهدت مولد زعيم الكرة السودانية المريخ التاريخ والحاضر وكل المستقبل في العام 1907 ، وغريمه هلال الملايين المعروف عند آنصاره بسيد البلد ، الواصل من قبل مرتين لنهائي دوري أبطال أفريقيا ، وثلاث مرات للمربع الذهبي بما فيها الأخيرة التي سبقه ولأول مرة في تاريخ القلعة الحمراء الأمدرمانية نده التقليدي المريخ في الترقي لها بالرغم من وقوع الشياطين في كماشة جزائرية ضمت الثلاثي إتحاد العاصمة متصدر المجموعة بفارق نقطتين عن الفريق السوداني " 15 نقطة " ، وحامل لقب الموسم الماضي وفاق سطيق ، والقادم الجديد مولودية العلمة.
قدم المريخ نفسه بصورة زاهية وقوية وساحرة في الموسم الجاري ، وأجبر المتتبعين والنقاد والخبراء سواء الذين يعملون لحساب القناة المالكة لحقوق النقل التلفزيوني " بي إن سبورت " أو القنوات المهتمة بأكبر بطولات الكاف لأندية القارة السمراء أو غيرهم ترشيح المريخ للفوز بالعروس السمراء ، ومنح الأفضلية المطلقة لهذا الفريق العملاق الذي يقوده رئيس شاب يدعى جمال الوالي وهذ الأخير سخر منذ قدومه لقيادة النادي الكبير جميع إمكانياته لأجل دعم من سبقواغارزيتو ، والفرنسي المثير للجدل ، الخبير بدوري أبطال إفريقيا بالمعينات المادية واللوجستية والفنية خاصة بعد إقصاء كتيبته فريق الترجي التونسي بطل البطولة قبل الماضية في المرحلة التمهيدية ، وإسقاطه لفرقة السطايفة بطل النسخة السابقة بتعادل إيجابي على أرض الجزائر الحبيبة قبل أن ينقضوا على على الضيوف المنافسين وينزعوا منه تاجه في ملعب النار العصي على كل الفرق القادمة من خارج الديار بما فيهم فريق تي بي مازيمبي الذي سوف لن يكون إستثناء بأي حال من الأحوال حتى ولو جمع الكنغوليين ومعز كاتونغي مالك الفريق ما جمعوا من عدة وعتاد لتجاوز الزعيم على ملعبه ووسط جمهوره.
وفي شمال الوادي سحب الزملكاوية البساط من الأهلاوية بفضل دعم ومكر وشطارة مرتضى منصور الرجل الداهية الذي عرف كيف يحّول مراكز القوى التسويقية لمصلحة النادي الأبيض ويطعم فريق القرن من ذات نفس الكأس المر بعد ان تغيرت الموازين ومضت سنة الزمن بمغادرة الرئيس السابق حسن حمدي لمبنى إداراة القلعة الحمراء ومؤسسة الإهرام وهذة الأخيرة كانت الضرع الحلوب لخزينة وأرصدة نادي الأهلي المصرفية.
ولعل تفوق الفريق الأبيض في زمن الزمالك الآني على نده وغريمه الأهلي أكد حقيقة مفادها أن الفريق الأحمر ما كان له أن يبسط سيطرته على الكرة المصرية بالدرجة الأولى والإفريقية لو لا أن كان للرئيس السابق حمدي اليد الطولى في ضخ الأموال العائدة من الرعاية الضخمة لخزينة النادي الأحمر ، وهو المشهد الحالي الذي نراه حاليا في ميت عقبة ، المنتعشة ماديا ومعنويا بفضل علاقات وإمكانيات وشطارة مرتضى منصور الذي إقترب فريقه من تحقيق الرباعية التاريخية كأس السوبر ، والكونفدرالية الإفريقية القريبة جدا من رفوف خزائن الزمالك .
وفي دار زايد الإمارات الحبيبة وصل الفرسان للأمتار الأخيرة ببلوغهم ولأول مرة في تاريخ القلعة الحمراء الدبوية نصف نهائي البطولة الأسيوية وباتوا على مرمى حجر لحجز بطاقة النهائي لأن مسألة تخطيهم وتجاوزهم لشقيقهم فريق الهلال السعودي مسألة وقت.
الشيء اللافت هو تألق وتشابه الألوان بين فريق زعيم امدرمان ، وكتيبة ربع حبيب الفردان.
وهو الأمر الذي يؤكد ما يقال في عديد المواقع الإسفيرية ، وفي كل مكان.
بأنه زمن الزمالك ، والفرسان ، ومريخ السودان.
الخواتيم
كل عام وأنتم بخير ، وتقبل الله طاعاتكم .









امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد المصطفى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019