وقد تغيب تلك الملامح كما أقتضت بعض الظروف وقد تبين بجلاء في ميادين الأبطال حينما نازل فريق المريخ العملاق خلال مشواره العامر في دوري أبطال أفريقيا لهذا الموسم عمالقة القارة السمراء وأزاح في سبيل تمسكه بنهاية المشوار أعتي الفرق وفرض عليها واقعاً جديداً من فنون الكرة وجنونها فتنازلت مجبرة عن طموحاتها لطموحه الجامح,وللمشوار بقية بحاجة لمعينات أخري ليبلغ البنيان تمامه,ويحرز الزعيم اللقب المنتظر في نهاية المطاف.
أقول قد تغيب ملامح البطل وفي البال نزيف النقاط المتلاحق في المباريات الأخيرة من الدوري السوداني الممتاز,ولعل دلالة فقدان الفريق للنقاط لها أكثر من عنوان ولكن أهم عناوينها في تقديري هو محاولة المدير الفني غارزيتو صنع بدائل في قامة الأساسيين وتجهيز عدد من اللاعبين قد تقتضيهم الظروف فيما تبقت له من المباريات في دوري أبطال أفريقيا,وقد أراد ذلك في وقت وجيز لا يكفي للتجريب وصناعة البديل المناسب في المكان المناسب,وبذلك كاد المدرب أن يكلف فريقه الكثير في البطولة المحلية,لذلك أبان واقع الفريق عن التوليفة التي ستحمل الكأس الغالية بإذن الله,علي أن يحافظ الفريق علي أهم ركائزه لا سيما في خط الظهر وهجوم الفريق,وقطعاً لا مكان للتوليف علي غرار محاولات غارزيتو في المباريات الأخيرة بإقحام علي جعفر والريح علي وتبريره لإقحامهما ضمن التوليف بأداء مميز ومتطور صرح به المدرب,مع أن الحقيقة الساطعة أنهما ما زالا بحاجة للكثير حتي يتم إشراكهما في هذا الوقت المهم والمفصلي من بطولتي الأبطال الأفريقية والدوري السوداني المحلي,لذلك فخط الظهر لا يكون مطمئناً إن لم يضطلع بمهامه علاء الدين يوسف وأمير كمال وعلي الأطراف رمضان عجب ومصعب عمر,أما خط المقدمة والذي إشتهر بسرعته بين فرق القارة السمراء فهو يتأثر بغياب بكري المدينة رغم وجود ديديه وكوفي بمهاراتهما العالية,أما خط وسط الفريق فيعج بالنجوم ولا يمثل مأزق للمدرب بتوفر الخيارات,لذا في تقديري أن بين الزعيم والبطولتين الأفريقية والمحلية المحافظة علي قوام الفريق دون أن أي تغيير قد يكلّف الفريق فقدانهما معاً إذا أصر علي إشراك العناصر التي ظلت تمثل ثغرة واضحة في خطوط الفريق.
لجنة الإستئنافات بالإتحاد تجتمع للنظر في القضايا التي أفتت فيها سابقاً وهي شكوي المريخ في إشراك كل من عمر عثمان لاعب فريق الأمل عطبرة ,وتونق لاعب فريق هلال كادقلي,غرابة الأمر ودهشته أن تلك اللجنة تمثل الخيار الأخير في القضايا المتنازع عليها,وأن حكم تلك اللجنة يستند علي وقائع أكثر دقة وموثوقية من لجنة المسابقات وإلا لما لجأت إليها الأطراف المتنازعة أو هكذا يجب أن تسير الأمور,ولكن إتحاد الترضيات والموازنات أزهق القانون ألف مرة في سبيل تغبيش الحقائق وإرضاء كل الأطراف,ولو سكت أمين ماليته عن حكم لجنة الإستئنافات الأخيرة لقبلنا بحجته في تطبيق القانون,ولكن أن يصرح بأن الحكم غير نهائي فهذا دليل قاطع علي أن إتحاد كرة القدم في السودان يسير بالجودية في شأن يستلزم القانون.
شهادة ناصعة في حق القناة الوليدة قناة الخضراء في نقلها لمباراتي ربع نهائي كأس السودان بتقنية جميلة وتصوير أجمل ووأستوديو تحليلي رائع,الشئ الوحيد الذي لم يفسد النقل هو أن الصوت كان سابقاً للصورة في الأستوديو التحليلي للمباريات,وما دون ذلك فهي قد إستحقت وسام الجدارة في تقديم خدمة كبيرة للمشاهد,فالتحية لكل القائمين علي أمر القناة ونتمني أن تشتري حقوق بث الدوري الممتاز بدلاً عن قناة النيلين والتي توجه أطباق البث في إتجاه لم تألفه معظم البيوت السودانية.
كل عام وأنتم بخير.
