• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
عبدالحي ابو زيد

الشهامة

عبدالحي ابو زيد

 0  0  11518
عبدالحي ابو زيد
البعكوكة
الشهامة
عبدالحي ابوزيد الرياض
في زمان مضى كانت المروءة الشهامة من الصفات الجميلة التي يتحلى بها السودانيون اين ما وطأت اقدامهم ، وكانوا بذلك هم اكثر الشعوب عملا باخلاق الاسلام وسماحته والذي يدعو الي افراز كل المعاني التي تدل على التعايش الانساني في اسمى صوره .. كانت المروءة والشهامة تتجلى في المواقف النبيلة عندما تجد شيخا يسارع في نجدته ومساعدته وعندما تجد امرأة تستجدي فلا تقبل الا ان تطيعها في امرها . ولا طفلا مغلوبا على امر ما الا وتحتضنه بحب وحنان .. ولا عابر سبيل ويتم اكرامه وايصاله الي غايته .. كان مجتمعنا يتجلى بالتحابب والمؤازة افراحا واحزانا . هناك قصص وحكايات مرت بنا ونالت افئدتنا واشعلت فينا ومضات مشعة حتى شكلت في الكثير منا خصالا حميدة ..
لكن حين نستنطق واقعنا اليوم ندرك ان الحياة قد غلبت فينا تلك الكوامن الدفينة فانفلت منا دوافع المروءة والشهامة ولم نعد نرى تلك الصور التي كانت مثل الارث الذي توارثناه جيلا بعد جيل فلا حياء اليوم والذي كان دليلا على المروء وعنوان الشهامة وآية على حسن الخلق فأصبحت المدينة الحديثة تقتل معاني الشهامة والغيرة باعلائها للاشانة عبر كل الوسائل الاعلامية .
يقول الشاعر :
ان المروءة ليس يدركها امرؤ ورث المكارم عن أب فأضاعها
امرته نفس بالدناءة والخنا ونهته عن سبل العلا فأطاعها
فاذا أصاب من المكارم وخله يبني الكريم بها المكارم باعها
ومن الضلال لم يعد في الناس صفات المروءة والتي تحرم افشاء السر فامتطينا نوازعه .. كما خرجنا برماح الفتن يملؤنا الغيرة والحسد .. وهناك ايضا صور مقيته تطل برأسها في كل حين .. حين يتبجح البعض بما لديه من نعم يحاول بها التظاهر في المجتمع وهو يمنى بماله وثروته حين يجهر بترعاته عبر الوسائل المعروفة ويتباهى وينتفخ بغروره حتى حين يساعد شخصا ما يفضح اساريره بغية اذلاله وامتهان كرامته .. هم من النوعية التي تكثر في مجتمعنا حاليا .. حتى الاعمال الخيرية التي يجب ان لاتعرف يده الشمال ما قدمته يده اليمنى يفضحها ويستلذ بها حتى يشار اليه برجل المروءة والاحسان لكنه بجهله لايدرك معنى الشهامة فيما فعل .
سعيد بن العاص رضي الله عنه عندما كان يحتضر دعى ابنائه وقال لهم :
يابني لاتفقدوا إخواني مني عنكم عين وجهي ، أجروا عليهم ما كنت أجري وأصنعوا بهم ما كنت اصنع ، ولا تلجئوهم للطلب ، فان الرجل اذا طلب الحاجة إضطربت أركانه ، وإرتعدت فرائضه ، وكل لسانه وبدأ الكلام في وجهه ، أكفوهم مئونة الطلب بالعطية قبل ا لمسألة ، فاني لا أجد لوجه الرجل يأتي يتقلقل على فراشه ذاكرا موضعا لحاجته فعدا بها عليكم ، ولا ارى قضى حاجته عوضا من بذل وجهه فبادروهم بقضاء حوائجهم قبل ان يسبقوكم اليها بالمسألة .. تلك هي مروءة نادرة ومن شهامات الانبياء والرسل .
هل في هذا الزمن فقدنا الاحساس بتلك ا لمعاني الجميلة التي كانت تتبدي فينا شجاعة وقوة .. ومن الظلم ان نعمم تلك الصفات على مجتمع بأكمله لكنه بات من المظاهر التي يجب علينا ان نظهرها في سلوكنا قدر المستطاع .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019