كما أفكر
أكرم حماد
أعتقد أن التعصب الكبير للهلال والمريخ وإختزال كرة القدم السودانية فيهما أحد أسباب عدم تطور الكرة السودانية.. فالكل يفكر بمنظور ضيق.. الإعلام بين أزرق وأحمر.. رجال الأعمال يفكرون في (الشو) فلا يطلبون القرب إلا من ثنائي القمة.. المشجعين منقسمين بين الهلال والمريخ.. والمسؤولين في الإتحاد العام يضعون ألف حساب للناديين الكبيرين ويتعاملون معهما بتمييز واضح.. بل أنه وحسب قرعة ومسار كأس السودان فإن باب النهائي يكون مفتوحاً على مصراعيه للهلال والمريخ بشكل مقصود.
ولأن التعصب لثنائي القمة كبير وغالباً يكون هذا التعصب (أعمى) فإننا نجد الجمهور والإعلام في حالة هجوم دائم على التحكيم رغم أن التحكيم جزء من منظومة كاملة.. وإذا كانت المنظومة الكروية تعاني من الكثير من السلبيات فطبيعي جداً أن يكون حال التحكيم ليس بالجودة المطلوبة لأنه في النهاية جزء من المنظومة.
هناك تذبذب في مستوى الحكام.. هذا أمر واضح.. ولكن المستويات غير المُرضية للحكام لا تعني بأي حالٍ من الأحوال أن الموضوع مقصود أو أن هناك إستهداف كما يردد إعلام وجمهور ثنائي القمة.. الأمور لا تُقاس بهذا الشكل.. فأخطاء التحكيم جزء من اللعبة.. وأخطاء الحكام نشاهدها في أرقى البطولات.. مثل الدوري الإنجليزي والإسباني.. (مع الفارق).. بمعنى أن هفوات الحكام أو سوء تقديراتهم أمر ورغم أنه غير محبذ إلا أنه لا يعني أنه (متعمد).. وأذكر أن بعض الحكام في مباريات القمة يجدون هجوماً من إعلام وجماهير الناديين.. فالمعسكر الأزرق يقول أن التحكيم مع المريخ ضد الهلال.. والمعسكر الأحمر يرى عكس ذلك ويقول أن التحكيم يستهدف المريخ.. وهذه التقاطعات في رأيي أبلغ دليل على أن التحكيم ورغم أنه ليس في المستوى المطلوب إلا أنه بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة.
والهجوم الدائم على التحكيم جزء من أجزاء مسلسل (الشماعة).. فالخسارة بالنسبة للإعلام لا تعني أن الفريق لم يؤدي بشكل جيد أو أن المدرب لم يدير المباراة بالصورة المطلوبة.. الخسار تعني شيء واحد وهو أن التحكيم متحامل.. منحاز.. ظالم.. حتى الجمهور كان وما زال يردد من خلال عقله الباطن (التحكيم فاشل).. وهتافات (التحكيم فاشل) تظهر دائماً في حالات الخسارة.. حتى ولو كان مستوى التحكيم جيد.. البحث عن شماعة حالة كروية سودانية راسخة.. والجدل حالة أكثر رسوخاً.. والجدل البيزنطي جزء لا يتجزأ من كرة القدم السودانية.. (الكورة عبرت.. لا ما عبرت).. (الكورة تسلل.. لا ما تسلل).. (ضربة جزاء صحيحة.. لا ما صحيحة).
نعود ونقول أن البحث عن شماعة يعني بالضرورة الهجوم على التحكيم من أجل الحفاظ على صورة الفريق المحبوب كفريق لا يخسر في الظروف العادية!!.. وهي صورة وهمية بالطبع.. والبحث عن هذه الشماعة يجعل الكثير من المشاهدين ينتظرون فقرة الإمبراطور في برنامج عالم الرياضة يوم الجمعة والذي يقدمه الزميل العزيز والمحترم رضا مصطفى الشيخ.. وهي الفقرة التي يدلي فيها خبير التحكيم سيحة بدلوه بخصوص الحالات التحكيمية في الأسبوع.
آراء سيحة في النهاية آراء.. ولكن المشجعين وكثير من الإعلاميين (المشجعين) يتعاملون معها وكأنها آراء قاطعة لا تحتمل الإختلاف خصوصاً عندما تصادف هذه الآراء هوى في نفوسهم.. فعندما يتحدث سيحة عن ظلم تحكيمي تعرض له الهلال فإن المشجعين الهلالاب يشيدون بسيحة ويتحدثون عن حياده.. (ويا سلام عليك يا سيحة).. (وقطع سيحة قول كل خطيب).. وبالمقابل يهاجم المريخاب سيحة.. وعندما يحدث العكس ويتحدث سيحة عن ظلم تعرض له المريخ وعن خطأ تحكيمي إستفاد منه الهلال (مثل كلامه قبل يومين) فإن المعادلة ستصبح مختلفة.. المريخاب سيتغزلون في سيحة وسيؤكدون أن الهلال لا يفوز إلا بالتحكيم والمريخ لا يخسر بالتحكيم في الوقت الذي سترتفع فيه حواجب الهلالاب إستنكاراً.. وهو فهم متخلف بالطبع.
مع كامل إحترامي لخبير التحكيم سيحة إلا أنني أرى أن فقرته غير صالحة لسببين.. السبب الأول يتعلق بعقلية المتلقي الهلاريخي والتي لا تفكر أبعد من أرنبة (تعصبها).. أقول هذا الكلام لأن أغلب حالات الفقرة تكون متعلقة بمباريات الهلال والمريخ.. السبب الثاني وهو الأهم لأن تصوير المباريات في الاساس سيء.. لهذا فإن آراء سيحة لا تخرج عن كونها (تنظير).. فمن الصعوبة بمكان مع التصوير الرديء أن يجزم سيحة أو غيره بصحة أو عدم صحة الحالات.. واحياناً يكون حكم المباراة هو الأقرب للحالة.. لهذا لا يبدو مستساغاً إظهار قرار الحكم بمظهر القرار الخاطيء من خلال تصوير مهيض الجناح!
أخيرا أقول.. حتى في القنوات الفضائية الكبيرة نجد إختلافاً بين خبراء التحكيم في الحالة الواحدة.. لهذا يجب أن نوقف اسطوانة (سيحة قال وسيحة مال) المشروخة.. من ناحية أخرى يجب عدم تضخيم آراء سيحة.. ففي النهاية النتائج لن تتغير أو تتبدل إذا قال سيحة أن هدف عبده جابر صحيح أو أن ضربة جزاء الهلال غير صحيحة.. في النهاية هذا رأيه.. صحيح ليس مجرد رأي عادي وإنما رأي خبير تحكيمي.. ولكن وكما قلتُ سابقاً هو ليس بالرأي القاطع.. وهناك نقطة ثالثة تتعلق بنظرية الإستهداف أو المؤامرة.. فالكل يتحدث عن إستهداف التحكيم لهذا الفريق وإنحيازه لذاك.. صراحة نظرية المؤامرة أصبحت أكثر إبتذالاً من تصرفات مدرب تشلسي... إرتقوا فالقاع مزدحم..!!
صباح الخير بالليل
الأخ القاريء عمر عبد الكريم أرسل لي رسالة أشار من خلالها أن هناك مجموعة هلالية في الواتس اب تقترح على مجلس الهلال أن يخوض مباراة ودية على أن يُخصص دخلها لصالح لاجئي سوريا وقد طلب مني أن أنقل هذا المقترح لمجلس الهلال.. مقترح جميل.. وأظن أن الهلال نادي سباق لفعل الخير وصاحب مبادرات كبيرة.. نتمنى أن ينزل المقترح إلى أرض الواقع.. بعد الفراغ من مباراة سموحة بالطبع.
أكرم حماد
أعتقد أن التعصب الكبير للهلال والمريخ وإختزال كرة القدم السودانية فيهما أحد أسباب عدم تطور الكرة السودانية.. فالكل يفكر بمنظور ضيق.. الإعلام بين أزرق وأحمر.. رجال الأعمال يفكرون في (الشو) فلا يطلبون القرب إلا من ثنائي القمة.. المشجعين منقسمين بين الهلال والمريخ.. والمسؤولين في الإتحاد العام يضعون ألف حساب للناديين الكبيرين ويتعاملون معهما بتمييز واضح.. بل أنه وحسب قرعة ومسار كأس السودان فإن باب النهائي يكون مفتوحاً على مصراعيه للهلال والمريخ بشكل مقصود.
ولأن التعصب لثنائي القمة كبير وغالباً يكون هذا التعصب (أعمى) فإننا نجد الجمهور والإعلام في حالة هجوم دائم على التحكيم رغم أن التحكيم جزء من منظومة كاملة.. وإذا كانت المنظومة الكروية تعاني من الكثير من السلبيات فطبيعي جداً أن يكون حال التحكيم ليس بالجودة المطلوبة لأنه في النهاية جزء من المنظومة.
هناك تذبذب في مستوى الحكام.. هذا أمر واضح.. ولكن المستويات غير المُرضية للحكام لا تعني بأي حالٍ من الأحوال أن الموضوع مقصود أو أن هناك إستهداف كما يردد إعلام وجمهور ثنائي القمة.. الأمور لا تُقاس بهذا الشكل.. فأخطاء التحكيم جزء من اللعبة.. وأخطاء الحكام نشاهدها في أرقى البطولات.. مثل الدوري الإنجليزي والإسباني.. (مع الفارق).. بمعنى أن هفوات الحكام أو سوء تقديراتهم أمر ورغم أنه غير محبذ إلا أنه لا يعني أنه (متعمد).. وأذكر أن بعض الحكام في مباريات القمة يجدون هجوماً من إعلام وجماهير الناديين.. فالمعسكر الأزرق يقول أن التحكيم مع المريخ ضد الهلال.. والمعسكر الأحمر يرى عكس ذلك ويقول أن التحكيم يستهدف المريخ.. وهذه التقاطعات في رأيي أبلغ دليل على أن التحكيم ورغم أنه ليس في المستوى المطلوب إلا أنه بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة.
والهجوم الدائم على التحكيم جزء من أجزاء مسلسل (الشماعة).. فالخسارة بالنسبة للإعلام لا تعني أن الفريق لم يؤدي بشكل جيد أو أن المدرب لم يدير المباراة بالصورة المطلوبة.. الخسار تعني شيء واحد وهو أن التحكيم متحامل.. منحاز.. ظالم.. حتى الجمهور كان وما زال يردد من خلال عقله الباطن (التحكيم فاشل).. وهتافات (التحكيم فاشل) تظهر دائماً في حالات الخسارة.. حتى ولو كان مستوى التحكيم جيد.. البحث عن شماعة حالة كروية سودانية راسخة.. والجدل حالة أكثر رسوخاً.. والجدل البيزنطي جزء لا يتجزأ من كرة القدم السودانية.. (الكورة عبرت.. لا ما عبرت).. (الكورة تسلل.. لا ما تسلل).. (ضربة جزاء صحيحة.. لا ما صحيحة).
نعود ونقول أن البحث عن شماعة يعني بالضرورة الهجوم على التحكيم من أجل الحفاظ على صورة الفريق المحبوب كفريق لا يخسر في الظروف العادية!!.. وهي صورة وهمية بالطبع.. والبحث عن هذه الشماعة يجعل الكثير من المشاهدين ينتظرون فقرة الإمبراطور في برنامج عالم الرياضة يوم الجمعة والذي يقدمه الزميل العزيز والمحترم رضا مصطفى الشيخ.. وهي الفقرة التي يدلي فيها خبير التحكيم سيحة بدلوه بخصوص الحالات التحكيمية في الأسبوع.
آراء سيحة في النهاية آراء.. ولكن المشجعين وكثير من الإعلاميين (المشجعين) يتعاملون معها وكأنها آراء قاطعة لا تحتمل الإختلاف خصوصاً عندما تصادف هذه الآراء هوى في نفوسهم.. فعندما يتحدث سيحة عن ظلم تحكيمي تعرض له الهلال فإن المشجعين الهلالاب يشيدون بسيحة ويتحدثون عن حياده.. (ويا سلام عليك يا سيحة).. (وقطع سيحة قول كل خطيب).. وبالمقابل يهاجم المريخاب سيحة.. وعندما يحدث العكس ويتحدث سيحة عن ظلم تعرض له المريخ وعن خطأ تحكيمي إستفاد منه الهلال (مثل كلامه قبل يومين) فإن المعادلة ستصبح مختلفة.. المريخاب سيتغزلون في سيحة وسيؤكدون أن الهلال لا يفوز إلا بالتحكيم والمريخ لا يخسر بالتحكيم في الوقت الذي سترتفع فيه حواجب الهلالاب إستنكاراً.. وهو فهم متخلف بالطبع.
مع كامل إحترامي لخبير التحكيم سيحة إلا أنني أرى أن فقرته غير صالحة لسببين.. السبب الأول يتعلق بعقلية المتلقي الهلاريخي والتي لا تفكر أبعد من أرنبة (تعصبها).. أقول هذا الكلام لأن أغلب حالات الفقرة تكون متعلقة بمباريات الهلال والمريخ.. السبب الثاني وهو الأهم لأن تصوير المباريات في الاساس سيء.. لهذا فإن آراء سيحة لا تخرج عن كونها (تنظير).. فمن الصعوبة بمكان مع التصوير الرديء أن يجزم سيحة أو غيره بصحة أو عدم صحة الحالات.. واحياناً يكون حكم المباراة هو الأقرب للحالة.. لهذا لا يبدو مستساغاً إظهار قرار الحكم بمظهر القرار الخاطيء من خلال تصوير مهيض الجناح!
أخيرا أقول.. حتى في القنوات الفضائية الكبيرة نجد إختلافاً بين خبراء التحكيم في الحالة الواحدة.. لهذا يجب أن نوقف اسطوانة (سيحة قال وسيحة مال) المشروخة.. من ناحية أخرى يجب عدم تضخيم آراء سيحة.. ففي النهاية النتائج لن تتغير أو تتبدل إذا قال سيحة أن هدف عبده جابر صحيح أو أن ضربة جزاء الهلال غير صحيحة.. في النهاية هذا رأيه.. صحيح ليس مجرد رأي عادي وإنما رأي خبير تحكيمي.. ولكن وكما قلتُ سابقاً هو ليس بالرأي القاطع.. وهناك نقطة ثالثة تتعلق بنظرية الإستهداف أو المؤامرة.. فالكل يتحدث عن إستهداف التحكيم لهذا الفريق وإنحيازه لذاك.. صراحة نظرية المؤامرة أصبحت أكثر إبتذالاً من تصرفات مدرب تشلسي... إرتقوا فالقاع مزدحم..!!
صباح الخير بالليل
الأخ القاريء عمر عبد الكريم أرسل لي رسالة أشار من خلالها أن هناك مجموعة هلالية في الواتس اب تقترح على مجلس الهلال أن يخوض مباراة ودية على أن يُخصص دخلها لصالح لاجئي سوريا وقد طلب مني أن أنقل هذا المقترح لمجلس الهلال.. مقترح جميل.. وأظن أن الهلال نادي سباق لفعل الخير وصاحب مبادرات كبيرة.. نتمنى أن ينزل المقترح إلى أرض الواقع.. بعد الفراغ من مباراة سموحة بالطبع.
ان دلت انما تدل على الفهم العالي لكاتبها
شكرآ عميقآ
والخبير سيحة عليه ان يوفر وقته لأشياء أخرى أو أن ينضم إلى لجنة التحكيم لمراجعة أداء الحكام لتنويرهم وتصحيح أخطاءهم عبر أشرطة المباريات
اقولهاوانا اعنيها بكل مفرداتها ومعانيها
انا من المداومين على عمودك في كفر ووتر واتناوله بعد ان تكون بطني طمت من التعليقات في المقالات السابقة، بعدها اقرأ عمودك سيكون التحلية بعد وجبة رديئه المساغ. رغما عن ان الكثير من الكتاب يتناول المواضيع وفيها الكثير من الهمز وللمز، رغما عن ان المناكفات الرياضية كانت منذ ايام الكتاب الاوائل امثال عمر على حسن وحاج التوم وابوامنه حامد وشاخور ..... الخ, كانت نزخر بالمفردات اللغوية وحسن التعبير وسلاسته والمناكفة في ادب دون تجريح لهذا او ذلك, كنا مستفيد منها ونحن طلبة نستعير منها حسن والوصف وسلاسة اللغة وعفتها.
استاذ اكرم:
هل نطمع في عودة ذلك الزمن الجميل ام ان اخلاقنا هي ستكون متل كرتنا
امنيتي ان تواصل وان تكون ان الكاتب الرياضي الذي لا لون له الا لون الحقيقة وهي دائما ناصعة البياض
ولك تقدير وتحياتي
فانا من راى ان يلغى تلفزيون السودان تلك الفقرة من فقرة الامبرطور حتى يتجنب غضب الجمهور والمشاكل لان جمهور الهلال يعتقد ان سيحة غير امين فى تحليله لبعض اللقطات وانه ينحاز للمريخ ويناصره وجمهور المريخ يعتقد ان سيحة غير امين فى تحليله لبعض اللقطات وان ينحاز للهلال مع العلم ان الجميع يشاهد المبارة على التلفاز ونتيجتها اتحسمت ولن يغير سيحة او رضا نتيجتها بتحليله للمباراة .فنرجوا من ادارة التلفزيون حزف فقرة الامبراطور من برنامج عالم الرياضة دا لو كان عندنا رياضة تستحق 00