• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
عبدالحي ابو زيد

داعشونا ..دعسونا

عبدالحي ابو زيد

 0  0  11471
عبدالحي ابو زيد
البعكوكة
مدعوشين .. مدعوسين
عبدالحي ابوزيد الرياض
انشغل الرأي العام في السودان خلال الفترة الماضية ومازالت وسائل الاعلام تتناول قضية دواعش السودان .. وعن هذا الانفتاح الرهيب للتطرف الفكري الذي بدأ ينهش في فكر شبابنا الذي انهار امام معطياته فكان الاندهاش حاضرا عن تسلل مثل هذا السلوك في مجتمعنا المسالم والذي تجذر فيه القيم الاسلامية في اسمى معانيه منذ الازل . فكان الانسان بطبيعته وسجيته يدرك واجباته الدينية ويعمل بكل افرازاته الدنيوية .
لانعرف اصول هذا المد الذي اجتاح واقعنا الاجتماعي دون سابق انذار فالفجائية التي خرجت اعطت انذارا مملوءا بالحذر للتفكير في مجابهة هذا التطرف الممقوت الذي يمكن ان يسبب خطرا داهما يهدد نسيجنا الاجتماعي .. لكننا اذا تمعنا كثيرا على واقع الشباب اليوم سنجد اننا غارقين في وحل السلوك الاجتماعي الذي ينداح فينا بوجوه متعددة لايمكن التغافل عنها ، خاصة دور البيت والمدرسة والجامعة فهم يتكاملون في السلوك والتقويم . وهناك عوامل اخرى مختلفة تضيق بها المساحات هنا لكن يمكن ان يكون اشد وطأة في هذه الجزئية الضائقة المعيشية التي تعتبر اكثر ايلاما في يومنا الحاضر .. اضافة الي الدوافع السياسية وعدم قراءته لسبكلوجية الانسان السوداني ودراسته بعمق فاصل التطرف كان موجودا في نية او وجدان القائمين على أمر بلادنا مما تسبب عن انعزالنا من العالم حولنا فاكتسبنا بتلك الافعال بأن يصنف السودان من ضمن دول الارهاب .
لن اخوض اكثر حتى لا اخرج عن الهدف الذي اتطرق اليه .. فقد ارى ويرى معي الكثيرين ان شبابنا ضحية لواقعه ومستقبله الذي بات منعدما وقاتما ومسالكه متعرجه فتاه في مزالق الزمن مما جعله فريسة سهلة التناول في ايدي المنحرفين فكريا فاضلوهم وتلمعوا لهم باغراءات قد يكون منها اليأس من الحياة وقد يكون منها المادي الذي يختصر بها الزمن ولكن من المؤسف حقا ان يكون بيننا من يغذي هذا الفكر التطرف باغواء الرحلة الي الله عبر تكفير الاخر .. في هذا الجانب اوضح امام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد (أن الفئة الضالة المضلة المدعوة داعش والتي لها انصارها ونشاط اعلامها لبست على الناس دينهم وخلطت على الشباب مفهومهم بادعاءات ملفقة واكاذيب مزورة وهي جماعة ظالمة ومفسدة مستبيحة للدماء جمعت بين فساد ا لمنهج وظلم المسلك مؤيدة من جهات دولية واقليمية وكل ذلك لايخفي على ذي بصيرة) .
فحري بنا ان نذهب الي اكثر من ذلك في التأكيد على هشاشة دولتنا التي تتفجر في كل يوم بالسوالب وهي تتشظي بالفتن والحراب كمنهج منظم بعدم قبول الاخر ومن جانب آخر العمل على حرق طموحات الشباب وتكسير عزائمهم وايقاعهم في كل المستنقعات الاسنة حتى باتوا لاحيلة لهم لحياة آمنة مستقرة .. فكانت الهجرة وكانت الرزيلة في فم المخدرات وغيرها من مسالك تعطيل الهمم .
اهتمت عدد كبير من الدول بمسألة الامن الفكري ووضعت له مؤسسات وهيئات لمجابهة هذا الخطر الذي يهدد الامة . فقد اكتسب مفهوم الامن الفكري عند تلك الدول مكانته لارتباطه بالامن العام .. فالامن مطلب ضروري من مطالب الانسان وهو جزء عظيم لايتجزأ من الاسلام فالامن من تمام الدين ولايتحقق الاسلام الا بالامن ولا يعمل بشعائر الدين الا بالامن فاكد على ذلك الكثير من الايات المنزلة في سور النور والعنكبوت وقريش ..
والفكر مرتبط بالعقل الذي به اهتم الاسلام ورفع من قيمته وأعلى من شأنه وجعل التعقل والتفكير من طرق المعرفة الاسلامية ويلزم على كل مسلم ان يؤديها حقها وجعل العقل هو مناط التكليف ووسيلة الفهم والتفكير .
ونعتقد ان الخلل في الأمن الفكري طريق الي الخلل في الجانب السلوكي والاجتماعي ، حيث سلكت في الامة مسالك العنف والارهاب والقتل والارعاب والتدمير والتفجير وتشبعت افكارها وغسلت ادمغتها بما يسوغ لها قناعاتها وتحسين تصرفاتها. كل ذلك راجع الي مخزون فكري ومخزون ثقافي افرز عملا اجراميا وسلوكا عدوانيا .. وهذا ما نلاحظه حاليا في واقعنا الاجتماعي الذي يعيش تحت وطأة الامن المضاد والذي يفتك بالنوازع الانسانية ليجرها الي طريق الاحقاد . وقد الخص او انحاز الي ان التطرف الذي سود مجتمعاتنا الاسلامية ما هي الا صنيعة يهودية تسعى الي غسل الادمغة ومن ثم الاحتواء واستغلال العقول من خلال أدواتنا التي لم تجد لها موطيء من المنبوذين .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019