عندما قلنا أن المريخ في أفضل حالاته يساوي الهلال في اسوأ حالاته لم نكن نتحدث من فراغ.. وعندما قلنا أن للهلال فرصة حقيقية للفوز بالبطولة الأفريقية على عكس المريخ الذي لا يمتلك أي فرصة لم نكن نتحدث بمفهوم ضيق.. فالهلال ورغم مشاكله الكثيرة يعرف من أين تُؤكل الكتف عندما يتعلق الأمر بالدوري الممتاز.. وقد فاز بهذه البطولة أكثر من مرة في ظل ظروف عصيبة جداً.. كما أنه يهيمن بشكل كبير عليها وبالأرقام.. إذا كان من ناحية التتويح باللقب.. وإذا كان من ناحية المواجهات المباشرة مع المريخ.
وفي دوري أبطال أفريقيا قلنا ورغم أن مظهر المريخ أفضل من الهلال (في الإطار الشكلي) إلا أن الهلال يمتلك خبرة أكبر.. ونفس أطول.. والمؤكد أن مجموعة المريخ خدمته بشكل كبير بوجود فريق متواضع إسمه مولودية شباب العلمة وفريق مترنح إسمه وفاق سطيف.. وهذا ليس تقليلاً من شأن المريخ أو من شأن تأهله.. فهو في النهاية كان مجتهداً وقد نجح في خطف بطاقة التأهل.. ولكن هذا التأهُل (كتأهُل) لا يعني أن المريخ مرشحاً بارزاً للفوز باللقب.. وقد كتبتُ هذا الكلام في مقال سابق.
المريخ واصل سلسلة نتائجه المتواضعة في الدوري الممتاز بخسارته في عقر داره ووسط جماهيره أمام هلال الأبيض.. وهذه هي الخسارة الثانية للمريخ في ملعبه والخسارة الرابعة في الموسم.. خسارة كشفت حال المريخ وأكدت ما قلناه كثيراً.. المريخ ليس هو الفريق المثالي الذي (يُروج) له إعلام المريخ.. فريق مليء بالثغرات وخدمته بعض الظروف قارياً.
شرف الدين أحمد موسى لا (يقبض) بالدولار الحار ولا يتعاطى اليورو ولكنه نجح في إسقاط المريخ مرتين في ملعبه.. مرة وهو مدرب لمريخ الفاشر.. وأخرى وهو مدرب لهلال الأبيض.. ليؤكد بشكل قاطع أن مريخ 2015 فقاعة إعلامية لا أكثر.
البحث عن شماعة هو ديدن المريخاب.. فبعد الخسارة تحدث البعض عن أن المريخ يركز في البطولة الأفريقية لهذا يخسر النقاط وهو كلام سطحي ولا أساس له من المنطق.. فالمريخ (على عكس الهلال) ضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي قبل جولتين من النهاية ويلعب بهدوء ودون أي ضغوطات.. لهذا لا يبدو منطقياً أن نتحدث عن نقص في التركيز.
الهلال الذي لم يضمن تأهله بعد والذي كان مجابهاً بمباراة خطيرة مثل مباراة مازيمبي لم يخسر النقاط.. وفي هذه الفترة ورغم إقتراب مباراة سموحة ورغم أنها مباراة حاسمة وتحدد مصيره إلا أنه واصل إنتصاراته المحلية.. بمعنى أن الهلال ورغم أن وضعيته أصعب وأخطر في دوري الأبطال ورغم أن هذه الوضعية تتطلب تركيزاً في البطولة الأفريقية إلا أنه لم ينكسر محلياً.. بل واصل إنتصاراته ليتصدر بفارق مريح.. رغم مشاكله الهجومية ورغم الغيابات المعروفة ورغم أنه وبإعتراف الهلالاب و(بسخرية المريخاب) لا يقدم عروض جيدة هذا الموسم.
نعود إلى مبررات أهل المريخ ونقول أنه لا يوجد فريق يدخل إلى المباريات ليخسر حتى ولو كانت هذه المباريات ودية.. ما بالك إذا كانت في منافسة رسمية.. لهذا وبدلاً من الحديث عن عدم تركيز المريخ في الدوري الممتاز (رغم أنه ضمن التأهل قبل جولتين من نهاية دور المجموعات).. بدلاً من البحث عن شماعة يجب الإعتراف بالحقيقة وهي أن المريخ هذا الموسم ورغم أنه يعيش ظروف أفضل من الظروف الكارثية التي يعيشها الهلال إلا أنه لا يمتلك صلابة وخبرة ونفس الهلال الطويل.. وهناك نقطة مهمة.. المريخ وبتركيزه على الشكاوي وببحث إعلامه الدائم عن المبررات مثل الأرضية سيئة والحكم متحامل إلخ تحول من فريق يضم لاعبين طموحين إلى فريق يضم لاعبين خاملين.. لهذا كان طبيعياً أن ينزف.
بخسارته أمام هلال الأبيض بهدفي فريد وعنكبة يمكن التأكيد وبشكل قاطع على أن الهلال فاز بالدوري الممتاز لأن فارق النقاط الست لا يمكن (تذويبه) في هذه الفترة.. فالمتبقي خمس جولات فقط.. والهلال قادر على الخروج بالنتائج التي تكفل له الفوز باللقب بشكل رسمي.. وإذا إفترضنا جدلاً أن الهلال سيتعثر في مباراة أو حتى مباراتين فهناك سؤال يطرح نفسه.. هل المريخ الذي نراه ونتابعه يمكنه أن يحقق إنتصارات متتالية وهو الفريق الذي لم يحقق سوى فوز واحد في آخر خمس مباريات.. المهمة مستحيلة للمريخ.. والمريخ لم يكن يوماً (فريق المستحيل).

صباح الخير بالليل
بعد نهاية مباراة المريخ وهلال الأبيض هاجم بعض المشجعين لاعب المريخ علي جعفر.. وهو تصرف خاطيء.. ما هو ذنب علي جعفر؟.. لنفرض أنه لم يقدم مستوى جيد.. هذا ليس ذنبه.. هذه هي إمكانياته.. هو لم يطلب من المريخ أن يتعاقد معه.. ولم يطلب من غارزيتو أن يشركه أو لا يشركه.. مع الإشارة إلى نقطة مهمة.. كرة القدم ليست لعبة فردية وإنما لعبة جماعية.. بالتالي لا يبدو مقبولاً أن يتم إختزال الخسارة في شخص على جعفر أو الريح علي.
هلال الأبيض زار شباك المتذبذب جمال سالم مرتين.. فلماذا لم ينجح المريخ في زيارة شباك هلال التبلدي مرتين.. ولن أقول ثلاث مرات؟.. هل علي جعفر أضاع ثلاثة إنفرادات مثلا؟
وهناك نقطة مهمة.. ماذا تنتظرون من لاعب مركون في دكة البدلاء؟.. إذا كان علي جعفر أو الريح علي أو الباشا.. هؤلاء لا يلعبون إلا نادراً.. وأي لاعب يحتاج إلى حساسية المشاركات.. المخطيء هو مدرب الفريق غارزيتو والذي لا يتعلم من أخطائه.. أخطاء جعلت المريخ يفقد عشر نقاط كاملة في ظرف خمس مباريات متتالية.. والمخطيء هو إعلام المريخ الذي صوّر المريخ على أساس أنه برشلونة.. إعلام المريخ سبب البلاوي!

مريخ الشكاوي
بين الشوطين واحد قال لي المريخ متأخر في النتيجة.. قلت ليهو عادي جدا.. المهم إنو ما متأخر في الشكاوي..!!