شاهدنا أمس وعبر برنامج الرياضة بفضائية السودان القومية اهداف مباراة الهلال والاهلي مدني التي انتهت بفوز الهلال بهدفين مقابل هدف.
سجل لاعب الاهلي ولاء الدين هدفا جميلا في مرمى الحارس الاسطوري مكسيم، في بداية الشوط الثاني وهو هدف جميل ورائع.
ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم للهلال بعد ثلاث دقائق من هدف ولاء الدين والتي نفذها بنجاح اللاعب فيصل موسى، وضح انها صحيحة بنسبة مائة في المائة.
نفذ الهلال ضربة ركنية، متوسطة الارتفاع فحاول احد مدافعي الاهلي ابعادها، وحينما فشل في ذلك استخدم يده بصورة واضحة فلم يتردد الحكم في احتسابها.
اما هدف الفوز الهلالي الذي جاء في الوقت بدل الضائع، فقد استخدم فيه اللاعب بشة ذكاءه المعهود، حيث قمز كرة قبل ان تسقط وعالجها في المرمى من وضع ارضي.
توقيت هدف الفوز الهلالي وتعادل المريخ مع هلال الجبال ، مع ارتفاع فارق النقاط بين العملاقين الى ثلاثة، جعل بعض المريخاب يشككون في فوز الكاملين.
ادعى بعضهم ان الحكم جامل الهلال، ومنحه ضربة جزاء غير مستحقة، ثم زاد زمن المباراة لاكثر من 7 دقائق ليمكن الهلال من التفوق.
الذين انتقدوا اداء الحكم واتهموه بالانحياز للهلال نراهن على انهم لم يشاهدوا المباراة، او يسمعوا بنتيجتها الا بعد نهايتها بوقت طويل.
سوء الاحوال الجوية، وهطول الامطار في الكاملين لم يمكن قناة النيلين من نقل الشوط الثاني للمباراة، وهو الشوط الذي شهد احراز الاهداف الثلاثة.
فكيف جاز لهؤلاء ان يفتوا في حدث لم يشاهدوه ، ثم يروجوا بعدم صحة ضربة الجزاء ، اللهم الا اذا كانوا (مغيوظين) من خيبة فريقهم في كادوقلي.
لماذا لم يهاجم هؤلاء حكم مباراة الهلال، وهلال الجبال في الجولة الماضية، عندما احتسب ست دقائق بدل وقت ضائع، ثم زاد عليها دقيقتين.
استفاد هلال الجبال من ذلك الوضع، ونجح في تسجيل هدف التعادل في آخر ثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، وحرم الهلال من نقطتين.
هل سكت هؤلاء المريخاب عن انتقاد حكم مباراة كادوقلي لان الهلال خسر نقطتين، وهل كان موقفهم سيكون نفس الموقف اذا كان الوضع معكوسا.
رئيس النادي الاهلي نفسه، مولانا بهاء الدين، اعترف في تصريحات صحفية عقب المباراة ، واكد ان فريقه لم يخسر من الهلال بسبب التحكيم.
وجه بهاء الدين اللوم على لاعبيه الذين فرطوا في نتيجة التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع، ولم ينسى ان ينتقد مدرب الفريق حداثة.
اما حداثة فكان من الطبيعي ان يهاجم الحكام ويحملهم اخفاق فريقه امام الهلال، بعد أن وضح انه ليس في قامة الاهلي، ويريد ان يعلق فشله على شماعة الآخرين.
نسى حداثة الفوارق الفنية الكبيرة التي تفصل بين فريقه والهلال، والخبرات الهائلة التي يتمتع بها نجوم الازرق، فاطلق العنان للسانه بدون ترو.
حداثة الذي يتحدث عن احقية فريقه بالتعادل مع الهلال، لم يصل مرمى الهلال الا في مرات قليلة، وقد ساعده الحظ وموهبة ولاء الدين في الوصول لشباك الهلال.
تخندق الاهلي في منطقته اغلب فترات المباراة، وكان يمكن ان يخرج بهزيمة تاريخية اذا وفق وليد الشعلة ومدثر كاريكا فقط في تسجيل الفرص التي اتيحت لهما.
لعب الاهلي مدني في هذا الموسم 23 مباراة تعادل في 8 وخسر 9 ، ومن فرق ضعيفة، ومع ذلك يريد حداثة ان يقنعنا بان الحكم هو من تسبب في هزيمتهم امام الهلال.
شخصيا لو كنت في مكان حداثة، لما ترددت في تقديم استقالة فورية من تدريب سيد الاتيام خصوصا بعد حديث رئيس النادي مولانا بهاء الدين.
حداثة يريد ان يفرد عضلاته على حساب الهلال، ويرغب في ان يخلق بطولات وهمية على حساب النادي الذي قدمه للاضواء في فترة التسعينات.
من الافضل لحداثة ان يهتم بتطوير قدرات لاعبيه، وان يبحث عن حل لاخفاقات فريقه المهدد بالهبوط، بدلا عن من التفرغ لمهاجمة التحكيم.
الهجوم على الحكام، وتحميلهم مسؤولية الخسائر لا يجلب البطولات يا عزيزي حداثة، ولو كان كذلك، لاصبح المريخ الملك المتوج دوما بالقاب الدوري.
وداعية: سيد الاتيام في حاجة لمدرب وليس صحاف.
Rawa_60@yahoo.co