الكل يفكر في مباراة اليوم.. الكل يتحدث عنها.. الهلالاب ما بين العشم والخوف.. والمريخاب ما بين العشم والخوف ايضاً.. ولكن عشم الهلال يختلف عن عشم المريخاب.. وخوفهم ايضاً يختلف.. الكل ينتظر المباراة.. والمؤكد أن هناك من سيفرح بعد المباراة.. وهناك من سيحزن.. ففوز الهلال يفرح الهلالاب ويحزن المريخاب والعكس صحيح.. ولكن يجب أن يفكر الجميع من أجل السودان.. فتأهُل المريخ إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه مفيد للكرة السودانية.. والفائدة ستصبح أكبر وأشمل إذا نجح الهلال في التأهل للدور نصف النهائي.. والهلال متعود على الدور نصف النهائي.. فقد تأهل ثلاث مرات إلى هذا الدور في البطولة بنظامها الحديث.. كما أنه الفريق السوداني الوحيد الذي وصل إلى المباراة النهائية في هذه البطولة وقد فعلها مرتين!
تخيلوا معي كيف سيكون الحال إذا نجح الهلال في التأهل إلى الدور نصف النهائي.. الهلال والمريخ معاً في مربع الكبار.. هذا لا يحدث كل يوم.. بل لم يحدث من قبل.. التصنيف سيصبح أفضل.. نظرة الآخرين للكرة السودانية ستصبح أفضل.. الزخم سيصبح أكبر.. وبالإضافة إلى ذلك سنضمن على الأقل وجود فريق سوداني واحد في المباراة النهائية (حتى ولو لم يصطدم الثنائي في الدور نصف النهائي).. لأن الفرصة ستصبح أوسع.. وهو شيء نحتاج إليه بشدة لأن آخر مرة تواجد فيها نادي سوداني في المباراة النهائية كانت عام 92.. لا تقولوا لي المريخ تأهل إلى المباراة النهائية قبل ست أو سبع سنوات لأنني لا أتحدث عن الكونفدرالية وإنما أتحدث عن دوري أبطال أفريقيا التي كانت تحمل من الإسم كأس الأندية الأفريقية.
نعود إلى المريخ الذي تأهل إلى الدور نصف النهائي ونقول أن نتائجه الجيدة أمام وفاق سطيف قد خدمته.. وبالإضافة إلى ذلك يمكن التأكيد على أن نتائج إتحاد الجزائر ايضا قد خدمته.. فلولا سطوة الفريق المتصدر وإنتصاراته المتتالية أو فلنقل علامته الكاملة لما تأهل المريخ بهذه السهولة ومن خلال خوضه لأربع مباريات فقط.. مجموعة المريخ مجموعة لطيفة و(دمها خفيف) ولكن هذا الأمر لا يُقلل من شأن صعود المريخ.. في النهاية المريخ بيده وبالإشتراك مع يد عمرو تأهل إلى نصف نهائي الأبطال.. واليوم الهلال مُطالب بتحقيق الفوز على مازيمبي الكنغولي لتصحيح المسار والدخول إلى الجولة الأخيرة حيث لقاء سموحة المصري بحسابات أفضل وأكبر.. والفوز مهم للمحافظة على الآمال حية وكبيرة.. ومهم من أجل الجمهور.. جمهور الهلال العاشق الولهان الذي يستحق الفرح.. يستحق السعادة.
مشجعو الهلال اليوم سيتدافعون إلى الاستاد بكثافة قبل خمس أو ست ساعات من المباراة.. رغم سخونة الأجواء.. وربما رغم مرارة ظروف الكثيرين.. لكنه الهلال.. الفريق أو النادي الذي يطبطب على قلوب المحبين ويدخل البهجة إلى نفوسهم في كل الأوقات.. نعم في كل الأوقات.. فالمسألة بالنسبة للجماهير مسألة إنتماء.. المشجعين ليسوا إداريين باحثين عن شهرة.. وليسوا صحفيين باحثين عن مجد أو مال.. المشجعين يعشقون الهلال.. ينتمون إليه.. عندما يقول المشجع (أنا هلالابي) تشعر أنه في قمة النشوة والفخر.. تشعر أنه يرفرف بلا أجنحة!
من أجل المشجع الذي يستيقظ في الصباح.. يفتح الإذاعة ليستمع إلى أقوال الصحف بتوتر ورجاء.. من أجل المشجع الذي يشرب شاي أو قهوة الصباح وهو يفكر في المباراة ولسان حاله يقول.. هل سننتصر.. هل يفعلها صلاح الجزولي.. هل يسجل نزار.. هل يتألق اندرزينهو.. إلخ.. من أجل المشجع الذي يخرج من منزله وهو يفكر في تشكيلة الكوكي.. يذهب إلى (كشك الجرايد).. يشتري الصحف.. ثم يذهب إلى العمل وهو يفكر في الهلال.. وفي شكل الهلال.. وفي فوز الهلال.. من أجل المشجع الذي يذهب إلى الاستاد مبكراً.. ومن أجل المشجع الذي يشاهد المباراة في منزله.. من أجل عشاق الهلال المنتشرين في أرجاء المعمورة.
من أجل كل المحبين.. الأطفال.. الشباب.. الكبار.. الرجال والنساء.. من أجلهم نتمنى أن يقدم لاعبو الهلال أفضل مستوى ممكن.. نأمل أن يقدم رفاق سيف مساوي عرض قوي ومسؤول.. والعرض المسؤول سيذهب في إتجاه النتيجة المرجوة بإذنه تعالى.. وحتى إذا لم يذهب في إتجاهها فإن النتيجة المرجوة ستذهب لوحدها نحو العرض المسؤول.. فمن جد وجد.. ومن زرع حصد.. جمهور الهلال يستحق النصر.. يستحق الفرح.. ولاعبو الهلال يعرفون ذلك.. أليس كذلك يا بشة؟.. أليس كذلك يا نزار وكاريكا ومساوي والشغيل؟... منصورين بإذن الله.. فرحانين بإذن الله..!

صباح الخير بالليل
تعامل الجميع مع مباراة الهلال والمغرب التطواني الأخيرة بثقة مفرطة تصل إلى درجة الغرور فخسر الهلال.. واليوم هناك نوع من الخوف وشيء من القلق ولكن رغم ذلك (قد) ينتصر الهلال على مازيمبي.. فهذه هي معادلة كرة القدم.. عندما تكون واثقاً من الفوز فإنك تلعب بإسترخاء نابع من شعور بالقوة أو عدم إحترام كاف للخصم فتخسر.. وبالمقابل عندما تخوض مباراة مصيرية أمام خصم له صولات وجولات في الملاعب الأفريقية فإنك تستشعر المسؤولية وتلعب بقوة وحماس فتنتصر.. وأبلغ دليل على ذلك مباراة مازيمبي في الجولة الأولى والتي قدم من خلالها الهلال أقوى عروضه على الإطلاق لدرجة أنه كاد أن يحقق الفوز على الفريق الكنغولي في عقر داره.. لماذا كان الهلال متألقاً بهذا الشكل؟... لأنه تعامل مع مازيمبي بإحترام كامل ولعب (من غير إسترخاء).
الهلال لا يعيش أفضل حالاته.. ولكن معدن الهلال أصيل.. والهلال الكبير كما قلنا بالأمس يظهر في المواعيد الكبرى.. فهو يعرف مباريات دور المجموعات جيداً ومر بمثل هذه الظروف المعقدة مرات عديدة ونجح في تجاوز بعضها بنجاح.. واليوم الموعد كبير.. واللفة حاسمة.. والخيل الأصيلة تأتي في اللفة.. معدن الهلال أصيل.. والأندية معادن!!

حسابات جميلة..!
الهلال الليلة يغلب مازيمبي.. المغرب التطواني ينتصر على سموحة.. مازيمبي يفوز على المغرب التطواني.. الهلال يدرن مع سموحة.. المريخ يلاقي مازيمبي في نص النهائي.. والهلال يلعب مع إتحاد الجزائر.. المريخ يلقى ليهو ضربة جزاء في كورة الذهاب وضربة جزاء في كورة الإياب فيتجاوز مازيمبي.. الهلال يتأهل على حساب إتحاد الجزائر.. الهلال والمريخ في النهائي.. الكورة الاولى درون.. الكورة التانية الهلال يجيب قونين.. وقبل نهاية الكورة بي ربع ساعة الهلال يحصل على ضربة جزاء.. يقوم بكري المدينة يطلع زيكو الجواهو ويشيل الكورة ويمرق..!!