• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
اكرم حماد

إنتبهوا.. لا للشحن الزائد

اكرم حماد

 4  0  1779
اكرم حماد

الجميع يتحدث عن مباراة الهلال ومازيمبي القادمة بإعتبار أنها مباراة مصيرية للفريق الأزرق.. وهذا أمر طبيعي لأنها تحدد بشكل كبير موقفه في أو من البطولة.. فإما أن يحقق الفوز ويدخل إلى الجولة السادسة والأخيرة حيث لقاء سموحة المصري بآمال عريضة.. وإما أن يخرج بنتيجة سلبية ويغادر (مأسوف عليه).
مباراة مهمة بالطبع.. ولأنها مباراة مهمة فهي تحتاج إلى تعامُل مختلف من مجلس الإدارة والجهاز الفني والإعلام وبالضرورة المشجعين.. فالطريقة التقليدية التي نتعامل بها مع المباريات الكبيرة والمصيرية طريقة مؤذية وضارة.. فالمتابع للأجواء قبل المباريات الكبيرة يشعر بأن الموضوع يتعلق بحرب نووية أو مسألة تتوقف عليها الحياة.. شحن مُبالغ فيه للاعبين.. مجلس الإدارة يشحن.. الجهاز الفني يشحن.. الإعلام يشحن.. ويأتي المشجعين ويهتفوا في التمارين والمباريات التجريبية بطريقة هستيرية.. فيشعر اللاعبون بالضغط.. والضغط لا يكون إيجابياً مع اللاعب السوداني خصوصاً إذا كان الضغط كبيراً ومترامي الأطراف!
لاعبو الهلال يحتاجون إلى التركيز.. ومع الأجواء الملغمة ينخفض التركيز بدون أدنى شك.. بل يمكن أن يتلاشى تماماً.. خصوصاً وأنهم يعلمون تماماً أن هذه المباراة بالنسبة للإعلام (المتطرف) بمثابة مفترق طرق.. فالخسارة ستجعلهم في مرمى النيران.. هذا سيضرب.. وذاك سينهش.. أشطبوا فلان الفلاني المستهتر.. إستغنوا عن فلان الفلتكاني المتواضع.. و(بعض) الزخم الإعلامي الآني ما هو إلا وفد مقدمة نحو نصب المشانق في حال الخسارة!
بهدوء.. نعم المباراة مهمة.. نعم المباراة مصيرية.. ولكن علينا أن نتعامل معها بهدوء.. والأهم من ذلك يجب أن نعلم أن الفوز بها لا يكون بتكرار الأخطاء.. لا يكون بالتصريحات الإدارية الهلامية أو المانشيتات الصحفية النارية أو بتعبئة الجماهير ومن ثَم إختزال الفوز في حناجرهم.. لا يا سادة يا كرام.. ماذا فعل الجمهور في مباراة المغرب التطواني الأخيرة؟.. هل منع الفريق المغربي من التسجيل؟.. هل أعطى نزار حامد الوصفة التي تجعله ينجح في تنفيذ ركلة الجزاء؟.. هل قام بتشكيل الحماية للهلال وجعله يتفادى الخسارة؟.. بالتأكيد لا.. بل يجب أن نعترف أن الجمهور وب(همهماته) المتوترة بعد هدف المغرب التطواني وبصيحاته الغاضبة قد تحول من داعم للهلال إلى خصم (على الهلال)!
وكلامي هذا لا أقصد به التقليل من شأن دور الجمهور.. فدور الجمهور على العين والرأس.. ولكنه كما قلتُ في مقال سابق دور ثانوي بالمقارنة بالأدوار الرئيسية للجهاز الفني واللاعبين.. المباراة مباراة الكوكي.. خالد بخيت.. كاريكا.. بشة.. نزار.. الشغيل.. مساوي.. ماكسيم.. والبقية!
لو كان الشحن يساهم في تحقيق الفوز لحقق منتخبنا الوطني الفوز على نظيره النيجيري في تصفيات مونديال 2002.. ففي تلك المباراة تعامل الإعلام والجمهور و(المسؤولين) مع المباراة وكأنها مباراة لإنقاذ البشرية من هجمة محتملة لكائنات الفضاء.. فماذا كانت النتيجة؟.. سقوط مدوي لصقور الجديان برباعية نظيفة.. لو كانت التعبئة تصنع الإنتصار لأمطر الهلال في عام 2009 شباك مازيمبي بسداسية (مع الرأفة).. فقد كانت الأجواء قبل مباراة مازيمبي في الدور نصف النهائي من دوري الأبطال ملبدة بزخم غير طبيعي.. ماذا كانت النتيجة؟.. سقوط كبير للهلال في ملعبه ووسط جماهيره في المباراة الأقسى في تاريخ الهلال بحسابات الصدمة.. والصدمة لم تكن لأن النتيجة كبيرة.. بل لأن ثقة ما قبل المباراة كانت تلامس عنان السماء!
رسالة خاصة أوجهها لرئيس القطاع الرياضي الكابتن أحمد أدم وايضاً لمدير الكرة عاطف النور.. أبعدوا لاعبي الهلال عن منطقة الشحن.. لا نريد وعوداً مالية من المؤسسات.. تلك الوعود المرتبطة بتحقيق الفوز والتي يكون كل همها الترويج للمؤسسات نفسها.. وحتى إذا كان المنع صعباً فلا أرى ضرورة في (توصيل) المعلومة للاعبين.. فلاعبي الهلال يلعبون أو يجب أن يلعبوا من أجل أنفسهم وبعد ذلك الجماهير وليس من أجل أي حوافز خارجية.. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يبتعدوا عن الإعلام.. بلاش تصريحات.. بلاش قراءة صحف.. فقراءة الصحف في هذه الأيام تزيد الضغط عليهم!
أما رئيس النادي أشرف الكاردينال وبقية رجال المجلس فيجب أن يلعبوا على الوتر النفسي من خلال (تبسيط الأمر) على اللاعبين رغم صعوبته الظاهرية وليس تضخيمه... شخصياً لو كنتُ مكان رئيس النادي لقلتُ للاعبين الكلام التالي.. المباراة مهمة يا شباب.. إلعبوا بمسؤولية.. وتركيز.. حاولوا إسعاد هذه الجماهير التي تحبكم.. وتذكروا.. رغم أن هذه المباراة مباراة مهمة إلا أنها مباراة كرة قدم وليست حرب.. لا تلعبوا بخوف من ردة فعل.. بل إلعبوا بهدوء لتكونوا (الفعل).. لا أعرف كيف سيكون شكل النتيجة.. ولكنني أعرف أنكم ستقدمون أفضل مستوى ممكن في سبيل الخروج بالنتيجة المرجوة... بالتوفيق!!






امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    طارق هاشم 08-19-2015 01:0
    الأستاذ أكرم

    أحسنت في كتابة مقالك

    اللهم أنصر الهلال ويكون كأس أفريقيا للأبطال من نصيبه
  • #3
    مصطفى محمد علي 08-19-2015 08:0
    الناس الفاهمة تقول اخي اكرم " إذا خسرت المعركة فأحرص على الا تخسر الدرس منها " لتاتي المرة القادمة وانت مشبع بالخبرات فتنتصر فليس هناك مهزوم دوما وليس هناك منتصر دوما" ولكننا لتطرفنا نخسر المعارك ولا ننتبه للدروس المستفادة منها ، لذلك ما زال الهلال يقع في نفس الخطأ بتكرار غريب يؤدي جيدا" ويصل لربع ونصف النهاني وريما تعود لعادتها القديمة ، المريخ فريق المفاجآت يفاجئك بأداء متميز ويفوز في مواقف مهمة ويأتي ليخسر بسيناريو غريب ومكرر وبرضو لا ننتبه للدرس وهكذا وووووووو ودقي يا مزيكة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019