• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبدالحي ابو زيد

الهاربون من الجحيم

عبدالحي ابو زيد

 0  0  12630
عبدالحي ابو زيد
لبعكوكة
الهاربون من الجحيم
عبدالحي ابوزيد الرياض
الواقع الذي يعيشه شباب الوطن يدعو الي الرثاء والحسرة في ظل ما يعانيه هؤلاء الشباب من اهمال واضح في كل شئوونه وخاصته التي لم تجد الحلول المناسبة حتى الان .. فالجامعات التي تترهل بها بلادنا بكثرتها لم تجد تقنينا من الدولة من حيث الامكانيات الاكاديمية المؤهلة وهي تخرج العديد من الطلاب الذين لايكتسبون الاصول العلمية التي تؤهلهم لسوق العمل ان وجد اصلا .. لكن اهم ما يمكن ان نتناوله في هذه الزاوية هو العدد الكبير من البطالة التي تعشعش به شوارعنا وازقتنا حيث يفترشون ا لضياع والخنوع بفقدان الامل حيث ان المحسوبية هي التي تتحكم في مصير هؤلاء الشباب .. لم تعمل الدولة حتى الان لوضع استراتيجية او خطة مرحلية لاستيعاب هذا الكم الهائل من الخريجين والذين ضاقت بهم السبل ووأدت احلامهم الا من رحم ربي من أبناء المحسوبين الذين يجدون طريقهم لاحتلال الوظائف المتاحة والذين يكون غالبيتهم من غير المؤهلين بل أن دولة الفساد قد اتاحت الفرصة للكثيرين من هؤلاء المحاسيب لاحتلال مناصب مرموقة في مؤسسات حساسة جدا ان تتجسد فيهم المقدرة للقيادة او العمل على تطوير تلك المؤسسات . قد يطول الحديث في هذا الجانب وقد تناوله قبلي الكثيرين من اصحاب الشأن باسلوب علمي لم تجد آذانا صاغية حتى الان ..
اجبر الكثيرين من هولاء الشباب بالتفكير مليا للخروج من جحيم الاوضاع المعيشية الكالحة السواد فكانت الهجرة هي السبيل الوحيد التي تراود احلامهم فما انفكوا يحاولون رغم كل الصعوبات بالمجاسفة حتى لو كلفهم ذلك شقاء عمر عوائلهم .. بل ذهب البعض منهم الي ابعد من ذلك بالبحث عن الوسائل التي تخرجهم من محنتهم حتى ولو عن طريق التهريب بهوائله المعروفة والتي راح ضحيتها الكثير من المهاجرين الحالمين لارض الاحلام .. لكن اليأس الذي عليه هؤلاء هو الذي يدفعهم للمغامرة (ياصابت يا خابت) .. اما الذين يلجأون لدول الخليج العربية فانهم قد ينجون من تلك الوكسة لكن تبقى الغايات محدودة لعدم وجود الوظائف المناسبة بعد ان أنهت تلك الدول بنياتها الاساسية اضافة الي تفضيل الوظائف التي تحتاجها الي ابنائها من الخريجين الذين يزدادون عددا في كل يوم .. الامر الذي ضيق فرص العمل لهؤلاء المهاجرين . فاصبح الهم لاتتحمله الجبال .
فتحت المملكة ابوابها لكل ابناء السودان وهي تدرك تماما حجم المأساة التي تعيشها بلادنا عملا بمبدأ العلاقات المتينة التي تربطها بالشعب ا لسوداني منذ الاذل واصبحت في كل يوم تستقبل اعدادا كبيرة من هؤلاء ا لشباب لكن كل ذلك لم يغني عن وجود معاناة لهؤلاء الهاربين من جحيم بلادنا ليجدوا امامهم التزامات كثيرة لابد من مواجهتها مع كفلائهم ومع الانظمة المتبعة في هذه البلاد وتزيد المعاناة في ظل عدم وجود اعمال يمكن من خلالها ان يفي بتلك الالتزامات وعليه فاننا نعيش مع تلك الفئة الالام الغربة بكل مترادفاتها .. لاهم طالوا بلح الشام ولا طالوا عنب اليمن
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019