ايام قليلة تفصل الهلال عن مواجهته المصيرية امام مازمبي الكنغولي بالخرطوم ضمن الجولة الخامسة لمباريات المجموعة الاولى لدوري ابطال افريقيا.
وعندما نقول مصيرية فاننا نعي ما نقول، ذلك ان نتيجتها ستحدد الى حد كبير موقف الهلال في البطولة، فان فاز فانه سيضمن التاهل لنصف النهائي.
اما ان خسر او تعادل، فستصبح حظوظه في الاستمرار ، ضئيلة جدا ان لم تكن معدومة، لانه في الغالب سيدخل مباراته في الجولة الاخيرة امام سموحة بمعنويات هابطة.
لذلك ينبغي على الهلالاب، ادارة واقطاب وجماهير واعلام ، ان يعوا هذه الحقيقة ، ويتفرغواتماما لدعم الفريق في مباراة الاحد المقبل، امام الغربان من الآن.
الفوز على بطل افريقيا مرتين في الخرطوم، لا يعني التاهل فقط لنصف النهائي، وانما يعني اشياء كثيرة، اهمها انه سيمنح الهلال دفعات معنوية كبيرة، ستعينه في باقي المشوار.
لن نستبعد ان يتصدر الفريق الازرق مجموعته ان فاز على الغربان يوم الاحد ، لانه وبقوة دفع الانتصار سيكون مؤهلا للفوز على سموحة في الاسكندرية.
فوز الهلال على الغربان وسموحة سيرفع رصيده الى 11 نقطة، وهو نفس الرقم الذي يمكن ان يصل اليه مازمبي، لكن الهلالحينها سيكون متفوقا عليه بافضلية المواجهات المباشرة.
صحيح ان المغرب التطواني يملك فرصة تصدر المجموعة اذا فاز على سموحة في الجولة المقبلة، والغربان في الجولة الاخيرة، لكن مسألة فوزه على مازمبي في الكنغو تبدو صعبة.
لذلك نتوقع ان لا يتجاوز مجموع نقاطه الـ 8 في افضل الاحوال، وبذلك سيكون عرضة للخروج من المنافسة، وسيتيح الفرصة للهلال لكي يحلق في الصدارة.
اما سموحة الذي يملك ثلاث نقاط فقط، فتبدو فرص تاهله للمربع ضعيفة جدا رغم انه وبلغة الحساب، يمكن ان يتاها اذا فاز على التطواني والهلال في الجولتين المقبلتين.
تصدر الهلال للمجموعة الاولى يعني انه سيلتقي المريخ، او وفاق سطيف(ثاني المجموعة الثانية)، وكلاهما لن يقوى على اقصاء الهلال.
لكننا نتمنىان يتاهل المريخكثاني المجموعة الثانية، لان فرصة الهلال في تجاوزه والتاهل الى النهائي ستكون اكبر وافضل،وذلك لقلة خبرة فريقه في المنافسة مقارنة مع الوفاق.
الوقوف مع المريخ في مباراتيه المقبلتين امام العلمة في الجزائر واتحاد العاصمة بالخرطوم واجب كل هلالي، لان تاهله، سيعني ضمان وصول الهلال للنهائي، اذا افلح الاخير في تصدر المجموعة.
آخر الكلام
لم يكن اكثر المتشائمين في الهلال يتوقع ان يخسر فريقهم من الغربان في ذهاب نصف نهائي 2009 بخمسة اهداف مقابل هدفين.
ولم يكن اكثر المتفائلين في نادي مازمبي ينتظر ان يفوز فريقه بتلك النتيجة الكبيرة على الهلال وفي معقله بام درمان.
لم يحسن الهلال اعداد فريقه بالصورة المثلى لتلك المباراة، لاعتقاد البعض ان الفوز فيها مضمون ولا يحتاج لبذل أي جهود.
انصب اهتمام الادارة والجهاز الفني في ذلك الوقت على نهائي البطولة، اعتقادا منهم ان الفريق سيفوز على مازمبي وسيتاهل بجدارة.
صحيح ان فريق الهلال في ذلك الوقت كان يفوق مازمبي عدة وعتادا، بدليل انه عندما استشعر لاعبيه المسؤولية فازوا عليه في الاياب بهدفين نظيفين.
لا نريد لتجربة 2009 ان تتكرر مع هذا الفريق، ولا نرغب في مشاهدة كابوس جديد، يعيدنا لمربع الهزائم واالاحباطات.
يتمتع فريق الهلال الحالي بنخبة من اللاعبين المميزين واصحاب الخبرة ، فضلا عن امتلاكه مدرب مقتدر، وهو في كل الاحوال افضل من مازمبي.
الفوز على مازمبي في الخرطوم عشية الاحد المقبل لن يكون صعبا،ولا هو بالشيء المستحيل،ويمكن ان يتحقق وبعدد وافر من الاهداف، بشرط ان يقوم كل هلالابي بدوره المطلوب.
خسر الهلال امام تطوان في الجولة الماضية على ملعبه بهدف من ضربة جزاء، وفشل لاعبوه في تعديل النتيجة رغم افضليتهم.
اهدر الفريق الازرق عشرات الفرص التي اتيحت له في تلك المباراة، بما فيها ضربة جزاء، لانه كما وضح،لم يتم اعداده بصورة جيدة.
الاعداد النفسي لمباراة مازمبي ينبغي ان يكون من اولويات الجهازين الفني والاداري، ويجب ان لا يتم بمعزل عن الاعداد البدني والفني.
الدفع باللاعبين للميدان بمعنويات عالية، وباعداد نفسي جيد من شأنه ان يسهم في مضاعفة الجهود ويحقق المطلوب.
وداعية: الويل للغربان في ام درمان.
Rawa_60@yahoo.co