بالرغم من ان تاريخ الكرة السودانية يشهد ان الاندية السودانية عرفت
رموز وطنية وشخصيات مميزة فى ادارتها دون حاجة لذكرهم ولندعو لمن رحل
منهم بالرحمة والغفران ولمن لا يزال بيننا منهم بالصحة والعافية وطولة
العمر الا ان الخميس الماضى كانت الذكرى رقم 15 لرحيل واحد من رموز تلك
المرحلة التاريخية فقيد السودان والرياضة حسن ابوالعائلة رئيس نادى
المريخ الاسبق لما تمتع به من خصو صيات جعلت منه رئيسا استثنائيا بكل
المقاييس وعلى راس هذه الخصوصيات انه صعد لرئاسة نادى المريخ االقامة
منن الملعب عندما خلع الشعار الاحمر الذى لعب له سنوات نجما مميزا له
وللمنتخب السودانى وهذه حالة نادرة لا تعرفها الكرة السودانية حتى اليوم
كما ان اشهر مواقفه عندما تمرد لاعبوا الصف الاول فى المريخ قبل مباراة
هامة امام الهلال فرفض الاستجابة لمطالبهم ولعب المباراة بالصف
الثانى وحقق اكبر فوز على الهلال فكان موقفه درسا لاكبر نجوم الكرة
ولقد كانت اغرب مواقف ابوالعائلة الذى اصبح رمزا ونجما فى تاريخ المريخ
انه كان نجما لامعا فى صفوف الهلال الا انه بسبب صراع ادارى فى الهلال
كا ن طرفه رحمة الله عليه مصطفى راشد كيشو مما دفع به لان يقحم
ابوالعائلة فى هذا الصراع عندما استقطبه لينتقل معه للمريخ فى مباراة
تحدى كبيرة بين الفريقين اعلن فيها كيشوا مريخيته ممادفع بحسن
ابوالعائلة ان يرتدى شعار المريخ وفى يوم المباراة بدارالرياضة امدرمان
اعد كيشو نفسه للاحتفاء بهزيمة الهلال فحمل (كمنجته) التى يجيد العذف
حيث استدخمها فى تشجيع المريخ من مدرجاته الجنوبية الا ان الامير
منزول فاجا كيشوا و احرز للهلال هدف طائر مما دفع بكيشو ان يعود
(بكمنجته) لمكانه فى صفوف مشجعى الهلال بالمسطبة الشمالية وليترك خلفه
ابوالعائلة فى المريخ و من يومها تربع ابوالعائلة فى نجومية المريخ
التى انتهت برئاسته للنادى ولا يعرف ان كان سيصبح رئيسا للهلال لو بقى
فيه
كذلك من المواقف التى احملها ذكرى عطرة للفقيد اننى عندما اصدرت صحيفة
نجوم وكواكب فى شهر اغسطس 78 ومع اصدارة العدد الثانى عقد ابوالعائلة
مؤترا صحفيا لاعلان بعثة المريخ فى رحلة للمغرب وتجمع الصحفيون
المتتطلعون لاختيارهم مرافقين للبعثة ففوجت به يعلن وبجراءة ان المريخ
سيكرم اول صحيفة رياضية تصدربعيدا عن الاتحاد الاشتراكى وغيرمملوكة
للحكومة بان يصحب البعثة رئيس تحريرها وللعلم كانت هذه اول واخرمرة
ارافق فيها ناديا عضوا فى بعثته وقد اثار موقفه يومها مجموعة الصحفيين
الذين راهنوا على اختيارهم
اما الموقف الثانى الذى عاصرته شخصيا عن قرب وانا مرافق للبعثة عندما
رايته يصر على ان تسافر البعثة بالبص من كزبلنكا للمولودية فى حدود
المغرب الجنوبية بالرغم من انه اعدت للبعثة طائرة خاصة الا انه رفض
وسافرت البعثة فى رحلة طويلة 12 ساعة لتصل قبل المباراة بساعتين
فالتقيته وقلت له خلى بلك ياريس ان ما فعلته خطا وساحملك مسئولية ما
يتعرض له المريخ بسبب الارهاق بالبص فقال لى اسالنى بعذ المباراة وكانت
المفاجاة ان المريخ فاز بثلاثية هدفين احرزهما عمار خالد مقابل هدف
للمولودية اقوى فرق المغرب ونسيت الامر ولكن فى مائدة العشاء التفت الى
قائلا (ما سالتنى ليه) اريدك ان تعرف لو سافرنا بالطائرة لتعرضنا
لهزيمىة كبرى لانك لا تضمن من يتعاطى خمرا ان يحتسى بعضا منها ونفاجا
به فى الملعب هكذا كان موقفه بحكم انه لاعب كبير وخبيرادارى
اللهم ارحم ابوالعائلة واسكنه فسيح جناتك يا ارحم الراحمين وانا لله
وانا اليه راجعون
خارج النص
- شكرا الاخ ابواحمد وعفوا وبعيدا عن تعصب الكرة فان كان هناك ما يميز
السودان على كل شعوب العالم انه فى حالة العزاء تجمد كل الخلافات حتى
على مستوى السياسة الاشد قساوة فما بالك اذا كان رحمة الله عليه داوود
لم يقحم نفسه فى صراعات الهلال الذى يعشقه شعارا دون تنييز اعتقد ان
مجلس الهلال بحاجة للاعتزار عن هذه الهفوة وان يعد تابينا خاص للفقيد فى
نادى الهلال حتى يصحح موقفه اتمنى ذلك فالرجوع للحق فضيلة فالمجلس معذور
ربما لم يكن يعرف قدر الفقيد