قبل ان نستفيقوجماهير الهلالمن لطمةهدفالمغرب التطواني في دوري ابطال افريقيا الجمعة، فجعنا مساء الأحد برحيل القلم الهلالي القامةوصاحب الضفاف الوارفة داود مصطفى.
توالت المصائب على الهلال وانصارهفي اسبوع الكوارث،فاصيبوا عصر أمس بصدمة جديدة، تمثلت في خروج فريقهم بالتعادل 1/1 مع هلال الجبال في كادوقلي.
زادت الالام، وتمددت الاحزان، بعد ان نجح هلال الجبال في تعديل النتيجة في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، بعد ان كان الهلال متقدما بهدف صهيب في الدقيقة 52.
ولوج هدف متأخر وفي هذا التوقيت وفي مرمى فريق كبير كالهلال يعني ان هناك خللا فنيا، وازمةادارية في الفريق، حتى ولو كان الفريق المقابل في مستوى الريال، وليس هلال الجبال.
يبدو ان ادارة الناديلم تقم بواجبها تجاه الفريق في اعقاب خسارته من المغرب التطواني بهدف دون مقابل في ام درمان، ويظهر انها انشغلت عنه بأمور اخرى، أو لم تضع يدها على الجرح.
توفير طائرة خاصة لنقل الفريق الى كادوقلي والعودة من هناك بعد المباراة مباشرة ليس كافيا لدعم اللاعبين واخراجهم من حالة الاحباط التي كانوا يعيشونها في اعقاب خسارة الجمعة.
الخطاب الاعلامي لادارة النادي، والاقلام المساندة له، كان يعرض خارج الزفة،ولذلك لم يكن أحد يتوقع منه ان يفعل شيئا لدرء اثار الخسارة، وتهيئة الفريق لمباراة كادوقلي.
تعرض الفريق وبعض لاعبيه الكبار لهجوم قاس من بعض الاقلام المساندة للادارة، ولم يسلم مدرب الفريق الكوكي من ذلك، بل وكان الامين العام للنادي عماد الطيب تحت نيران اقلامهم.
اذن كيف ننتظر منلاعبين ظلوا محلانتقادغير رشيد،وتشكيك فياهليتهم من بعض المقربينللمجلس، ان يتجاوزوا اثار تلك الهزيمة،ويعودوا لحالتهم الطبيعية بعد ايام من خسارة الجمعة.
لا نستبعد ان يستمر مسلسل التراجع في المستويات والنتائج محليا وافريقيا ، اذا لم تقم ادارة النادي بواجبها كاملا تجاه الفريق، وتوقف العبث الذي بدأ يحيط بالفريق ويقترب من تدميره.
ولا نظن ان بوسع الادارة الحالية التي يقودها الكاردينال فعل شيء ايجابي، يعيد للفريقهيبته في هذا الظرف الحرج، ما لم تتحلى بالشجاعة وتتخذمن القرارات ما يؤكد انها فعلا ادارة مستقلة.
الهزيمة في كرة القدم امر وارد،وليس هناك فريق معصوم منها، لكن الفرق الكبيرة، والادارات الواعية تعرف كيف تستفيد منها وتحولها الى لقاح حتى لا تتكرر كثيرا.
لا غبار على فرقة الهلال الحالية، فهي تضم لاعبين مميزين واصحاب موهبة وخبرة، وليس كما يعتقد البعض بان بعضهم غير جدير بارتداء شعار الفريق لمجرد هزيمة عابرة.
الفريق الحالي يحتاج الى الدعم والمساندة، فهو ما زال منافسا على لقب الدوري المحلي ودوري الابطال الافريقي، وقد رشحه خبراء كبار للفوز بلقب الاميرة السمراء ابرزهمالمصري شوبير.
اذا كان للادارة راي في مدرب الفريق التونسي نبيل الكوكي فينبغي عليها ان تعينه بمساعد يملك الخبرة، او تستعين بمستشارين من ابناء النادي لمساعدته بدلا من زحلقته.
اعفاء المدرب في هذا التوقيت، قد يضر بالهلال، ويهدر كل الجهود التي بذلها الجهاز الفني في الفترة الماضية، وربما يتسبب في خلل قد يصعب علاجه حتى في السنوات المقبلة.
حكموا صوت العقل ان كان لا يزال لديكم عقل، قبل ان تتخذوا أي قرار تجاه المدرب والفريق، فجماهير الهلال لم يعد لديها الاستعداد لتقبل المزيد من النكسات.
آخر الكلام
رحلعنا أمس الاول وفي صمت وهدوء الصديق والزميل والاعلامي الشامل داود مصطفي اثر ازمة قلبية لم تمهله طويلا.
ذهب داود بعد رحلة عامرة بالبذل والعطاء في بلاط صاحبة الجلالة،كان يمثل فيها مدرسة الانحيازللواقعية وصوت العقل.
يمتلك الراحل اسلوب جاذب، وهو خبير في فن الكتابة، وله مفردة انيقة جعلته يعد واحدا من اكثر الصحفيين قبولا عند الهلالاب والمريخاب وغيرهم.
لم يسيء لاحد، ولم نسمع عنه انه دخل في معركةجانبية مع أي جهة، لانه كان يكتب من اجل المصلحة العامةوينتقي كلماته بعناية، ويكتب بحرص بالغ.
زاملته في عديد من الصحف، ابرزها الهدف التي كنت اتولى رئاسة تحريرها في بداية التسعينات، وكنت قريبا جدا منه ، لانه يجبرك على ان تكون قريبا منه.
لم تنقطع صلتي به حتى بعد ان هاجرت الى السعوديةعام 1998، حيث ظللنا على تواصل دائم، لان (البينا) كان اكبر من زمالة.
نعزي انفسنا، وزوجته المكلومة، وزملائه واصدقائه ونخصمنهم،المخرج الصحفي بجريدة الرياضية السعودية، جمال درمة الذي كان لا يمل الحديث عنه، وقد صدم عندما علم بنبأ وفاته.
رحم اللهالاخ العزيز والصديق الوفي داودمصطفى رحمة واسعة، واسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.
"انا لله وانا اليه راجعون؟.
وداعية : اللهم احسن خاتمتنا.
Rawa_60@yahoo.co