عنوان هذا المقال يشير الى امكانية تناول التشدد تناولا معرفيا ومن هنا يحق لنا التساؤل عما اذا كان سبب العقل المتعصب فى الرياضة هو التشدد وعما اذا كان هذا العقل المتعصب مكتسبا او فطريا ..وانا استعير لفظى (مكتسب) و(فطري ) من علم النفس حيث يقال سلوك مكتسب وسلوك فطري واريد هنا نقل هذين المصطلحين الى العقل فهل هذه النقلة ممكنة هذا هو السؤال الذى ينبغي اثارته فى هذه اللحظة خاصة ان ثمة اتجاها فى الرياضة الكروية يقول ان التعليم على علاقة عضوية بالتعصب ؟ التعصب او بالادق (الدوجماطيقية) لفظ مشتق من ال (دجما) وهى تعنى الامر المطلق ولا تعنى الحق كما هو شائع وهى ضد الشك ومع الالتزام بمذهب مغلق وهى تستند الى ميادين لم يتم اختيار صحتها فكريا او واقعيا وبناء عليه فان الشخص الدوجماطيقى او المتعصب يمارس الحكم السلطوي والعقل المتعصب هو مجموعة من الدوجمات مستمدة من سلطة خارجية وليس التفكير الذاتي الاصيل النابع من عقل الفرد.
ولذلك فان افضل تعريف للمتعصب هو ما قاله فولتير وهو ذلك الذى يكون مستعدا للمواجهة من اجل الدفاع عن فكره والذى يجعل المتعصب هكذا هو اقتناعه التام انه يواجه شيئا اعلى منه واقوى في الاغلب كما يحدث فى الرياضة الآن من تعصب كل لناديه ويمكن ان نقول العقل المتعصب ليس بالمتشدد .
نافذة
وحيث ان التعصب الحاصل الآن فى الوسط الرياضى السودانى تعصب جزئي وليس فيه ادوات التشدد ولا علاماته كما فى الدول الاخرى لاسباب كثيرة اولها الاجتماعيات ووجود كثير من العقلاء بالمساطب الشعبية لذلك لم نسجل حالة شغب بدافع التشدد بل سجلنا حالات بواقع التعصب والمناقشات الطويلة بعد وقبل المباريات بالاستادات المعنية بفرق القمة بجلسات مستديمة وباشخاص معروفين بتوجهاتهم الكروية المتعصبة والتى كم سجلت فيها عدم حالات التشدد فى المناقشة
لان العقل المتعصب يستند الى اسلوب معين فى فهم النص من الآخر وهو فهم يحرم اعمال العقل فيه او بتاويله بدعوى ان هذا يعتبر شركا وهو بذلك يخلط خلطا واضحا بين الاجتهاد الجماهيري فى فهم التعصب فيما يتوهم البعض انه التشدد ومن خلال هذا الخلط يطرح الفهم التعصبي على انه الامر المطلق ..ويفرض هذه على الجماهير من خلال التشدد وليس التعصب .
نافذة اخيرة
والسؤال الملح الآن فى الوسط الرياضى هل فى الامكان مجاوزة العقل الدوجماطيقى ؟واذا كان هذا ممكنا فما وسيلة هذه المجاوزة ؟ .. اذا كان العقل المتعصب يرفض التأويل ويستند الى الفهم الحرفى للنص الرياضى عبر اى وسيلة اعلامية فان مجاوزة هذا العقل المتعصب تكمن فى التأويل باعتباره المضاد الحيوى لجرثومة الدوجماطيقية المتوالدة اصلا فى الوسط الرياضى من خلال الندية المطروحة منذ زمن بعيد
خاتمة
بيدو ان السؤال الذى يبحث عن جواب الآن هو كيف اسهم نظام التعليم الادارى القائم على ثقافة الحفظ والتلقين وليس الاختصاص الادارى المستند الى مبدأ ان لكل سؤال جوابا واحدا صحيحا وكل ما عداه خلطا يستوجب العقاب بالرسوب فى تأسيس وتنمية العقل الدوجماطيقى الرياضى