الشارع الرياضي
محمد أحمد دسوقي

موقف تاريخي لأحمد محمد الحسن برفضه لصحافة الجنوح والانفلات
تحمله لمسؤوليته كرئيس للتحرير قد يقوده للتضحية بمنصبه في سبيل المواقف
صحوته للوفاق والتسامح ورفضه لاستهداف الصحف والزملاء دفاع عن المهنة وأخلاقياتها
× في موقف تاريخي شجاع يسجل للأستاذ أحمد محمد الحسن بأحرف من نور أعلن وعلى رؤوس الاشهاد رفضه القاطع وادانته الواضحة للعناوين المسيئة التي صدرت بها صحيفة الزاوية أمس الأول عن صحيفة "قوون" والزميل عصام طمل وابدى في حديثه الذي نشرته قوون امس في صفحتها الأولى اسفه للاخبار والعناوين غير الصحيحة التي وقف وراءها أحد المحررين مستغلاً ظروف خروجه من الصحيفة مشيراً الى عدم موافقته على وجود هذا المحرر ضمن طاقم الصحيفة لتصرفات سابقة لا تشبهه كرئيس تحرير ولا تشرف الصحيفة..
× وأوضح الأستاذ احمد انه اذا كانت هناك مشكلة بين المريخ و"قوون" فهي أمر طبيعي يحدث كثيراً بين الصحف والاندية ولكن ان نسيء للصحيفة بلغة اسوأ من التي كتب بها بيان مجلس المريخ فهو امر مغاير لكل الأعراف ومخالف لروح الزمالة التي يجب ان نتحلى بها جميعاً..
× وهدد الأستاذ أحمد بتقديم استقالته اذا وافق المدير العام على استمرار هذا المحرر لأن ما حدث لا يشبه دوره الوفاقي وتاريخه ومواقفه مشيراً الى انه لا يمكن ان يتناقض مع نفسه بكتابة مقال يدعو للتسامح والتصافي لتخرج الصحيفة في نفس اليوم باشياء مسيئة تؤكد ان هذا المحرر لا يعترف بأن هناك شخص صاحب تاريخ وتجربة يتولى مسؤولية رئاسة تحرير هذه الصحيفة..
× بداية لابد من الاشادة بموقف الاستاذ احمد محمد الحسن الذي يتسق تماماً مع تاريخه وخبرته كواحد من الذين قامت على اكتافهم نهضة الصحافة الرياضية بمهنيته العالية وأدبه وبعده عن التناول الشخصي والمعارك الصحفية التي يشتم فيها الاداريين والزملاء والصحف لمجرد خلاف في الرأي والموقف والذي يفترض ان يقود لحوار موضوعي للوصول للحقيقة وليس لتشويه صورة الآخرين بالاكاذيب والاتهامات الباطلة..
× ان موقف الأستاذ احمد الداعي للوفاق والتسامح والرافض لاستهداف الصحف والزملاء هو في الحقيقة دفاع عن المهنة واخلاقياتها التي عمل فيها قرابة النصف قرن من الزمان كان خلالها عنواناً للحياد والقومية والبعد عن العصبية المقيتة رغم عشقه الشديد للمريخ والذي لم يجعله يوماً يستهدف الهلال أو يسيء اليه بل كان يكتب عن الأزرق حتى في معاركه مع المريخ باسلوب مهني اكسبه احترام وتقدير الاهلة الذين رافقهم عدة مرات في رحلاتهم قبل ان تصل العصبية لمراحل طرد صحفي مريخي يقيم على حساب صحيفته من الفندق الذي تقيم فيه بعثة المريخ وليتضح لاحقاً من نفي رئيس البعثة السيد حاتم عبدالغفار لخبر ذرف طمل للدموع كما وضح ان حاتم وبكري المدينة هما اللذان اعتذرا لطمل لانه لا يستقيم عقلاً ان يعتذر رئيس البعثة للصحفي الذي نشر الاكاذيب عن البعثة بهدف نسف استقرارها حتى لا تحقق الانتصار في مباراة وفاق سطيف المهمة..
× لقد برأ احمد محمد الحسن نفسه من مسؤولية الاخبار الكاذبة والعناوين المسيئة وانتصر لنفسه ومهنته واخلاقه بموقف تاريخي يدعو فيه لصحافة جادة ومحترمة ليؤكد انه فعلاً من جيل العمالقة والمخضرمين في الصحافة الرياضية امثال عمر عبدالتام وعمر حسن وسورين اسكندريان وكمال طه وميرغني ابوشنب وادهم علي والسر قدور وعوض ابشر الذين وضعوا الاساس المتين لصحافة رياضية نظيفة انحرفت عن مسارها بعد ان تحول أن تحول الصحفيين من قادة للرأي الى مشجعين متطرفين على استعداد لاقتحام الملعب والاعتداء على الحكام ولاعبي الفريق المنافس..
× خلاصة القول ان الاستاذ احمد قد تحمل مسؤوليته كرئيس للتحرير برفضه لصحافة الجنوح والانفلات واتخاذه لهذا الموقف التاريخي الذي قد يقوده للتضحية بوظيفته ولكن كل شيء يهون في سبيل الدفاع عن المواقف والقيم والأخلاقيات والذي سيحفظه له التاريخ على مدى الأيام والسنين..