• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
اكرم حماد

الهلال والأندية المصرية

اكرم حماد

 2  0  2483
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
الهلال والأندية المصرية
قبل عشرين عاماً كانت الأندية المصرية أو الكرة المصرية بمثابة عقدة للكرة السودانية.. إذا كان على صعيد الأندية أو المنتخبات.. فالإخفاق السوداني كان هو القاعدة العامة.. والنجاح كان هو الإستثناء.. والإستثناءات كانت بسيطة.. مثل فوز الموردة على الزمالك.. تجاوُز الهلال للإسماعيلي عام 92 بمجموع المباراتين.. ولن أذكر فوز المريخ على الزمالك في مناسبة كأس دبي لأنني أتحدث عن المباريات الرسمية وليس المباريات الودية.. ولكن يُمكنني أن أذكر فوزه على الأهلي أيام أحمد السيد وهيثم الرشيد وفيصل العجب بثلاثة أهداف مقابل هدف.. ولكنه كان فوزا ناقصا لأنه لم يضمن للمريخ التأهل بعد أن إنتهت مباراة الذهاب بهدفين نظيفين للأهلي.
ولكن الملاحظ بشكل عام أنه في السنوات الأخيرة أصبحت الأندية السودانية تحقق نتائج إيجابية أمام الأندية المصرية.. تحديداً نادي الهلال.. فللهلال تجارب إيجابية وأخرى سلبية مع الأندية المصرية في مختلف البطولات.
الهلال هو الفريق السوداني الوحيد الذي فاز على الأهلي القاهري في عقر داره وقد كان هذا الأمر قبل أكثر من عشر سنوات بهدف النجم الكبير ريتشارد جاستن.. وأذكر في تلك المباراة أن المدرب الكرواتي برانكو لم يشرك البرنس هيثم مصطفى معتمداً على نوعية معينة من اللاعبين في خط الوسط.. وبعد ذلك إلتقى الفريقان في أم درمان في مباراة الإياب والتي إنتهت بالتعادل السلبي ليتأهل الهلال للمرحلة التالية متجاوزاً فريق القرن.. وهذه ليست المرة الوحيدة التي يفوز فيها الهلال على الأهلي.. فقد فعلها الهلال بعد ذلك في عام 2007 مع جيل من أروع الأجيال محققاً الفوز بثلاثية نظيفة في مباراة تألق فيها جميع اللاعبين بما فيهم هيثم مصطفى وقودوين وكليتشي وكرنقو صاحب التسديدة الصاروخية.. وقد أخذت تلك المباراة طابعاً درامياً بسبب إحتكاك الحضري بهيثم مصطفى في مباراة الذهاب التي إنتهت بفوز الأهلي بهدفين.. ولكن يجب أن نتفق على أن هذه الإنتصارات لم تخفف مرارة الإخفاق أمام الأهلي في نهائي عام 87.. فالخسارة في النهائي لا يزيل مرارتها سوى الفوز على ذات المنافس في النهائي.
وبالإضافة إلى ذلك نجح الهلال في أواخر التسعينيات في الإطاحة بالزمالك بهدف ابوشامة الشهير بركلة جزاء بعد أن إنتهت مباراة الذهاب في القاهرة بالتعادل السلبي.. وبعد ذلك بسنوات قليلة وتحديداً في عام 2001 إلتقى الفريقان في ام درمان وكان الهلال متقدماً بهدف انقيدي ولكن المباراة تم إلغائها بسبب إنقطاع التيار الكهربائي عن بعض كشافات الإنارة.. لتعاد المباراة بعد ذلك ويفوز الزمالك.. هي تجربة سلبية بالطبع.. ولكن التجارب التي أعقبتها كانت فيها شيء من الإيجابية فقد فاز الهلال على الزمالك في عام 2007 بهدفي مهند الطاهر و(هدف عكسي).. ثم تعادل معه في القاهرة بهدفين لكل في مباراة سجل فيها قودوين هدفاً جميلاً (المواجهة كانت في دور المجموعات).. وفي العام الماضي خسر الهلال بهدفين لهدف ثم عاد وفاز بهدف المدينة في الجولة الأخيرة ولكنه كان فوزاً شرفياً لا أكثر لأن الهلال كان قد خرج من حسابات التأهل.
أكبر ثلاثة اندية في مصر هي الأهلي والزمالك والإسماعيلي وقد نجح الهلال في الفوز عليها جميعاً.. هذا بالإضافة إلى إنتصاراته على الأندية المصرية الأخرى.. وغداً يلعب الهلال أمام سموحة الذي لا يمتلك شعبية الأهلي أو شهرة الزمالك أو حتى عراقة الإسماعيلي ولكنه في النهاية فريق محترم وصل إلى دور المجموعات في موسمه الأول في إنجاز لا يحققه إلا فريق صاحب طموح عال.. ففي العادة عندما يلعب الفريق لأول مرة في بطولة بحجم دوري أبطال أفريقيا يكون مجرد المشاركة سقفاً عالياً للطموح.. ولكن سقف طموح سموحة كان عالياً فقد فاز على الأهلي الليبي في الدور التمهيدي ثم تجاوز النادي العريق إنييمبا في دور ال32 ثم أطاح ليوبارد في دور ال16 وهي أندية لها سمعتها في القارة.. وبعد ذلك قلب الطاولة على المغرب التطواني في أولى مباريات دور المجموعات فبعد أن كان متأخراً بهدفين نجح في تحقيق الفوز في الشوط الثاني مسجلاً ثلاثة أهداف.. قد يقول قائل ولكن نتائج الفريق في الدوري المصري أضعف من نتائج الموسم الماضي.. وهذا أمر طبيعي لأن المشاركة في دوري ابطال أفريقيا أضافت عبء كبير على الفريق فأصبح التركيز في بطولة واحدة هو الحل وهو الأمر الذي كان يفعله إي سي ميلان فالمتابع لنجاحات الفريق الإيطالي الكبير في دوري أبطال أوروبا يجدها تتزامن في كثير من الأحيان مع إخفاقاته المحلية.
أمر لافت للنظر أن يتواجد نادي مثل سموحة في دوري أبطال أفريقيا (وفي مرحلة متقدمة مثل مرحلة دور المجموعات) في الوقت الذي يشارك فيه في ذات الوقت الأهلي والزمالك في البطولة الثانية الكونفدرالية.. الأهلي الذي هبط إلى الكونفدرالية بعد الخسارة أمام المغرب التطواني.. وما فعله سموحة بالإضافة إلى الوضعية الآنية للزمالك والأهلي أمر يستحق التأمُل.. وأعتقد أن مثل هذه المتغيرات يجب أن تُحفز أندية مثل الخرطوم الوطني والاهلي شندي أكثر من أجل صناعة الحدث.. على الأقل على المدى البعيد.. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
نعود إلى الهلال ونقول أنه يمتلك تاريخ جيد أمام الأندية المصرية.. تحديداً في السنوات الأخيرة.. وبكل تأكيد التاريخ لا يلعب ولكن في بعض الأحيان يمكن للتاريخ أن يُستفاد منه في إستشراف المستقبل.. هذا في السياسة.. أما في الرياضة فيمكن اللعب به على الوتر النفسي والنواحي المعنوية.. فعندما يعرف لاعبين صغار مثل وليد علاء الدين وأطهر الطاهر بالإضافة إلى المحترفين أن الهلال يمتلك سجلاً جيدا في السنوات الأخيرة أمام الأندية المصرية فإنهم سيعملون على مواصلة النجاحات من خلال عرض قوي وأداء مسؤول.. سموحة ليس الأهلي وليس الزمالك.. ولكن لا تنسوا.. هو يلعب الآن في دوري الأبطال في الوقت الذي يلعب فيه الأهلي والزمالك في الكونفدرالية.. بالتالي لا للإستخفاف بهذا الفريق.. وفي نفس الوقت لا لإعطائه أكبر من حجمه.. التوازن مطلوب.. دون إفراط أو تفريط.. وأخيراً أقول إستخلاص الدروس والعبر من مباراتي الخرطوم الوطني والأمل عطبرة هو مفتاح الفوز غداً.. بالتوفيق.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    صهيب 07-11-2015 04:0
    أرجو الا ننسى في السنوات الاخيرة الاسماعيلي الذي هزم الهلال رائح جائزة مما شمت علينا ناس مزمل بحكاية إسماعيلية رائح جاي. فيلم محمد هنيدي، لذلك نرجو الحيطة و الحذر.
       الرد على زائر
    • 1 - 1
      عابر سبيل 07-11-2015 01:0
      هم رايح جاي عندهم كثيرة وقفت السنة بس صفاقسي رايح جاي 4/2 و2/ صفر
  • #2
    صهيب 07-11-2015 04:0
    تحليل رائع و مميز، و لا ننسى ايضا الهلال تخطى اتحاد الشرطة و فريق آخر ايضا كما ذكرت.
    أرجو ان يستفيد الهلال من هذا التحليل.
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      ابو الانقار الكسلاوى 07-11-2015 11:0
      كل عام وانت بخير و ان يكون الهلال فى القمة دوماو شعارنا دوما ( من يزرع الفرح غير الهلال ) الله الوطن الهلال و عاش جميع الاهلة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019