• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
اكرم حماد

دييغو مارادونا وكفى..!!

اكرم حماد

 2  0  1965
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
دييغو مارادونا وكفى..!!
نخرج اليوم من الأجواء المحلية لنتحدث عن المقارنة بين ميسي ومارادونا والتي تشتعل في العادة مرتين.. مرة عندما يفوز ميسي بلقب كبير مع البارسا.. وأخرى عندما يخوض تحد جديد مع المنتخب.. وقد أطلت المقارنة برأسها المثير بعد إخفاق ميسي قبل أيام في بطولة كوبا اميركا.. وهي مقارنة تصب في صالح مارادونا بالطبع.. فإذا كان ميسي لاعب من كوكب آخر.. فإن مارادونا في حد ذاته كوكب.
أكبر دليل على أن دييغو مارادونا هو النجم الأعظم في تاريخ كرة القدم هو أنه كان وما زال محوراً إستراتيجياً للمقارنات.. ففي الثمانينيات والتسعينيات كان العالم يتساءل.. أيهما أفضل.. بيليه أم مارادونا.. وفي أواخر التسعينيات ومع المستويات المبهرة للنجم الفرنسي الجميل زين الدين زيدان بدأ البعض يقارن بين زيزو ومارادونا.. ونفس الأمر تكرر في بداية الألفية الجديدة بدخول الساحر البرازيلي رونالدينهو خضم المقارنات.. إلى أن أتى ليونيل ميسي.. اللاعب الذي يمكن القول أنه الأقرب إلى مارادونا من ناحية طريقة الأداء.. وقد إشتعلت المقارنات بين ميسي ومارادونا في السنوات الخمس الأخيرة خصوصاً مع المستويات الرائعة للبرغوث والألقاب الكثيرة مع البلوغرانا.
ولكن المقارنة بين الليو ودييغو كانت تصب دائماً في صالح مارادونا.. صحيح مارادونا لم يعش نفس المجد الذي عاشه ميسي على صعيد الأندية.. ولكن يجب التأكيد على أن فريق نابولي ليس برشلونة.. نابولي قبل مارادونا كان فريقاً متوسطاً ولكن بمجيء النجم الأرجنتيني الكبير أصبح نادياً عملاقاً في الدوري الإيطالي ليفوز بالدوري وكأس الإتحاد الأوروبي.. وبالمقابل ورغم المجهودات الكبيرة لميسي مع البارسا إلا أن برشلونة كان وما زال فريقاً كبيراً بالإضافة إلى إمتلاك الفريق عدداً من ألمع النجوم في كل الفترات.. ففي 2009 كان هناك تشافي هيرنانديز (في عزه) واندرياس إينيستا بالإضافة إلى صمويل ايتو والغزال العجيب تييري هنري.. وفي عام 2011 كان هناك دافيا فيا بالإضافة إلى إنييستا وتشافي.. وفي هذا العام لم يدخر العضاض سواريز والمبدع نيمار جهداً في دعم مصالح ميسي.
تفوُق مارادونا الحقيقي والكبير على صعيد المنتخب.. والمنتخب هو نقطة ضعف ميسي الكبرى والتي جعلت الكثيرين يرفضون فكرة وضعه في مرتبة واحدة مع مارادونا وبيليه.. مارادونا نجح نجاحاً مبهراً مع المنتخب بقيادته له للفوز بكأس العالم عام 86.. وهي البطولة الوحيدة التي يتعامل معها الناس بإعتبار أنها بطولة لاعب واحد وهو مارادونا.. فبمجرد أن تأتي سيرة مونديال 86 تأتي سيرة مارادونا.. لأنه اللاعب الذي حمل المنتخب على أكتافه بمستويات فردية هي الأروع في تاريخ كرة القدم.. يكفي ما فعله دييغو في مباراة انجلترا والتي راوغ فيها نصف الإنجليز مسجلاً الهدف الأروع في تاريخ كرة القدم.. وبكل تأكيد الهالة التي تصاحب هدف مارادونا حتى الآن لا تنحصر في المراوغات السريعة والمجنونة فقط.. وإنما لأن المنافس كان انجلترا.. والبطولة كأس العالم.. قيمة المنافس وبريق المنافسة.
وبعد ذلك عاد مارادونا في كأس العالم 90 ليقود المنتخب للمباراة النهائية بعد أن صنع الحدث بمراوغات مجنونة وتمريرة قاتلة للمهاجم الخطير كانيجيا لتخرج البرازيل تجرجر أذيال الخيبة.. ورغم أن المانيا كانت الأفضل في ذلك المونديال بكل المقاييس والأفضل حتى في المباراة النهائية مع جيل رائع بقيادة ماتيوس وكلينسمان وفولر وهاسلر وبريمه والمبدع ليتباريسكي إلا أنها لم تكسر شوكة منتخب مارادونا إلا بركلة جزاء (غير صحيحة) في الدقائق الأخيرة من المباراة في ليلة بكى فيها الأسطورة.
دولاب ميسي مليء بالبطولات.. ولكن كل هذه البطولات متعلقة ببرشلونة.. فهو لم يفز بأي لقب مع المنتخب الأول.. والفرصة كانت متاحة له عامين على التوالي.. العام الماضي حيث المونديال.. ولكن المانيا قالت لا.. وهذا العام حيث الكوبا.. ولكن تشيلي حذت حذو المانيا وقالت لا.. ففي العامين لم يكن ميسي ملهماً.. لم يكن خارقا للعادة.. ليهدر البرغوث فرصة العمر وليفقد بالتالي وبشكل كبير فرصة التتويج مع التانغو بلقب.. وهو بكل تأكيد أمر يجعله بعيد عن منطقة مارادونا وبيليه.. فرغم بريق إنجازات الأندية إلا ان المجد الأكبر هو مجد المنتخبات.
ميسي بعيد من منطقة بيليه ومارادونا بمعيار المجد المونديالي.. ولكنه قريب بمعيار الإمكانيات المهارية.. ميسي كإمكانيات مهارية ربما وصل إلى مستوى بيليه.. (أقول ربما).. هذا إذا لم يتجاوزه.. ولكن مارادونا (بشخصيته القيادية والقوية) شيء آخر.. عالم تاني.. وبإمكانياته المهارية الخيالية نسيج وحده.. هذا المارادونا لا يمكن الوصول إليه حالياً.. الرجاء (عدم) المحاولة لاحقاً.
أخيراً أقول.. لفت نظري في موقع إلكتروني كبير تقرير يتحدث عن تفوق ميسي على مارادونا بحسابات الكرة الذهبية.. التقرير يقول ميسي فاز بالكرة الذهبية أربع مرات مقابل مرة واحدة لمارادونا.. لا ادري من أين أتي كاتب التقرير بهذا الكلام.. صحيح ميسي فاز بالكرة الذهبية أربع مرات (وسيفوز بالخامسة بشكل مؤكد) بنهاية العام.. ولكن الحديث عن فوز مارادونا بالكرة الذهبية مرة واحدة ومحاولة إظهاره بمظهر أقل من مظهر ميسي أمر غير مهني.. فمارادونا لم يفز بالكرة الذهبية ولا مرة لسبب بسيط.. وهي أن اللاعب الأجنبي الذي يلعب في أوروبا كان محروماً من الفوز بالكرة الذهبية.. وأول مرة يتم فيها فتح المجال لجميع اللاعبين المتواجدين في أوروبا كان عام 95 وقد فاز بها في ذلك العام النجم الليبيري الكبير جورج ويا والذي صال وجال مع إي سي ميلان في ذلك العام.. ليكون أول لاعب (غير أوروبي) يفوز بالكرة الذهبية.. وبالإضافة إلى ذلك لم تُستحدث جائزة الفيفا الخاصة بأفضل لاعب في العالم إلا في عام 91.. أي بعد أن إنطفأت سطوة مارادونا.
عموماً عدم فوز ميسي بلقب مع منتخب الأرجنتين لا يُقلل من قيمته.. فهو من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم.. وقد أكد ذلك من خلال مستوياته المبهرة مع البارسا على مدى عشرة مواسم.. ولكن لا بد أن نتفق على أنه لا يمكننا أن نقول أن ميسي هو اللاعب الأفضل في التاريخ بدون فوزه بلقب كبير مع المنتخب.. والأهم من ذلك لا يُمكننا أن نضع ميسي ومارادونا في نفس المرتبة.. من شاهد مارادونا يعرف أن المقارنة تظلم ميسي قبل أن تظلم مارادونا.
هناك بيليه.. دي ستيفانو.. بوشكاش.. كرويف.. بيكنباور.. بلاتيني.. ميسي.. و(آخرين).. أساطير كرة القدم.. وهناك دييغو ارماندو مارادونا.. (كرة القدم).



امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو بشير 07-09-2015 11:0
    يا اخ اكرم نحن شفنا ماردونا و شفنا ميسى نعم ميسى لم يحقق بطولة كاس العالم لكن من ناحية المهارة ميسى الافضل، منتخب الارجنتين فى عامى 1986 و 1990 افضل بكثير من المنتخب الحالى من وجهة نظرى و هنا مربط الفرس فلا يمكن لشخص واحد ان يحقق بطولة
  • #2
    احمد علي الريح 07-09-2015 10:0
    انا في رائي الافضل علي الترتيب بيليه ماردونا ميسي
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019