بهدوء
غارزيتو نجم المباراة !
المدربون الكبار وحدهم من يتخذ القرارات الصعبة فى اقل فترة زمنية ممكنة من اجل تدارك الفشل ومعالجة اى قصور يمكن ان يعرضهم للفشل ويضعهم امام فوهة الهجوم الجماهيرى والاعلامي ,, وقبل ذلك تكون لهم القدرة فى الدفاع عن قراراتهم الصعبة اذا جاءت النتائج عكس ماتتمنى وترغب الجماهير الحاضرة داخل الاستاد ,, اعتقد هذا ماينطبق بالفعل على شخصية المدرب غارزيتو الذى لن نمل الحديث عنه بالمدح والثناء ليس من باب التطبيل والتضخيم والتهويل وانما انصافا لقدراته وعمله الفنى الذى ينعكس ايجابا على اداء ونتائج المريخ ,, وكما ذكرت سابقا ان المريخ منذ سنوات طويلة لم يحظى فى التعاقد مع مدرب يمتلك الشجاعة فى اتخاذ القرار السليم من منطلق قناعته الشخصية وليس ارضاءا لفرد او جماعة او خوفا من ردة فعل الاعلام الرياضى الذى يهوى بعض افراده الترصد واستهداف المدربين واللاعبين بالحق والباطل ,, ليس القصد من وراء هذه المقدمة الاشادة بالفوز المهم الذى حققه المريخ على الاهلي العنيد بهدفي بكرى المدينة ومصعب عمر فهى نتيجة فى اطارها العام تبدو عادية وطبيعية فى ظل الفوارق الفنية التى تصب فى مصلحة المريخ الذى سبق وان ألحق الهزيمة بالفرسان قبل ايام قليلة فى كاس السودان , ولكن قصدت من هذه المقدمة الاشارة الى رؤية قد تغيب عن البعض بسبب الفرحة والانشغال بالفوز وتعزيز الصدارة فى الدورى الممتاز وهى نظرة المدرب فى توظيف قدرات لاعبيه لسد اى نقص طارىء يفرض عليه ان يتخذ قرارا صعبا باعادة صياغة صفوف الفريق واختيار اللاعب المناسب فى المكان المناسب وذلك من اجل المحافظة علي التوازن وسد اى ثغرة ينتج عنها اى خلل يؤدى الى انهيار الفريق بكامله ,, وهو ماطبقه غارزيتو فى مواجهة الاهلي باختيار لاعب محور واساسي مثل جابسون فى مركز قلب الدفاع لتعويض غياب زميله علاء الدين يوسف فى مفاجأة لم ترد فى حسبان جميع المتابعين للشأن المريخي حيث كانت كل الترشيحات التى كتبنا عنها تذهب نحو اختيار احمد عبد الله ضفر او على جعفر الذى اختبره غارزيتو امام مريخ كوستى ,, ولكن لا هذا ولاذاك وانما جاء قرار غارزيتو ضد كل التوقعات باختيار جابسون فى مركز حساس لان اى مدرب غير غارزيتو لايمكن ان يضحى بنجم من ( الوزن الثقيل ) مثل جابسون من محور الوسط الى الدفاع خوفا من الفشل ,, الا ان المحترف النيجيرى كان عند حسن ظن مدربه به وعلى قدر ثقته فيه مؤكدا من جديد انه ( جوكر ) جاهز لتغطية اى فراغ داخل الملعب فى اى زمان ومكان فهو من ابرز المكاسب التى حصل عليها المريخ فى موسمه الحالي كاضافة فنية حقيقية للفريق فى مشواره الافريقي والمحلي .
لم يكن توظيف جابسون فى مركز قلب الدفاع ونجاحه فى اداء واجباته الدفاعية هو القرار الايجابي الوحيد الذى اتخذه غارزيتو فى مواجهة الاهلي وانما ايضا توفيقه فى اختيار 7 لاعبين فى التشكيلة المثالية التى دفع بها فى مواجهة الفرسان يمزجون بين النزعة الدفاعية والهجومية مثل مصعب عمر وجابسون وامير كمال ورمضان عجب وعمر بخيت وايمن سعيد واحمد عبدالله ضفر الامر الذى يؤكد ان غارزيتو قد اصطاد عصفورين ( بتشكيلة واحدة ) وهى تحقيق الفوز على الاهلي واختبار عناصر التشكيلة للمواجهة الافريقية المرتقبة ضد فريق الاتحاد الجزائرى وقد نجح بدرجة امتياز فى ذلك بتعزيز الصدارة وكذلك تعزيز ثقة الجماهير فى الفريق قبل سفره الى الجزائر ,, عموما اذا كان جابسون قد نال الجائزة المخصصة للاعبين فى المباراة فان غارزيتو يستحق جائزة ايضا على شجاعته وقدرته الفائقة فى توظيف اللاعبين دون يؤثر ذلك على توازن صفوف الفريق .